الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص شهد القرن الحالي تغيرات كبيرة في مجالات الحياة، مما يتطلب من القيادة التربوية التطور والتكيف مع هذه التحولات في البيئة التربوية، تحقق المخرجات التربوية المنشودة، ولذلك ظهرت محاولات لإصلاح النظام التعليمي والقيادة المدرسية، يجب استثمار الموارد البشرية والمادية وتطويرها لتحقيق جودة عالية، خاصة في مدارس التعليم الثانوي العام التي تمثل مدخلات التعليم الجامعي وتلعب دورًا هامًا في بناء المجتمع في المستقبل. وتعد الإدارة المدرسية أحد أهم العناصر الرئيسية في الإدارة التعليمية، فهي تقوم بتنظيم ومساعدة جميع الجهود البشرية والمادية في المدرسة، بهدف تحقيق الأهداف المرجوة من العملية التعليمية، تشمل الإدارة المدرسية مجموعة العمليات والمهام الوظيفية التي تهدف إلى تنظيم سير العمل في المدرسة، وتتكامل هذه الوظائف معًا لتحقيق الأهداف المحددة للمدرسة، وتهدف الإدارة المدرسية إلى تنمية جيل من الأفراد الاجتماعيين القادرين على التفكير الجيد والعمل المنتج، وتعتبر إدارة التعليم الثانوي جزءًا هامًا في تحقيق هذه الأهداف وحل المشكلات التي تواجهها، يعتمد نجاح النظام التعليمي وقدرته على تحقيق أهدافه على مدى فاعلية الإدارة التعليمية والمدرسية ومدى قدرتها على توجيه الأنشطة التربوية المختلفة نحو تحقيق الأهداف المرجوة. وبناءً على ذلك يتوقف نجاح المؤسسة التعليمية على مدى امتلاك إدارتها وقادتها العديد من الكفاءات المهنية التي تمكنها من أداء مهامها على الوجه الأكمل، فلم يعد القائد التقليدي قادرًا على تحقيق أهداف ووظائف المدرسة، بل يجب أن يكون القائد الحديث قادرًا على الابتكار والإبداع داخل مؤسسته، ويكون لديه القدرة على بناء رؤية مستقبلية للمؤسسة وحشد كافة الإمكانيات المادية والبشرية في المؤسسة لتحقيق هذه الرؤية في ظل المتغيرات العالمية والمحلية التي تؤثر على مدارس التعليم قبل الجامعي. ومن هنا تأتي الحاجة إلى التركيز على العوامل الرئيسية التي تساعد مديري المدارس على التحمل والتصدي بفعالية، وتشمل العوامل النفسية والبيئية التي ترتبط دائمًا بالسلامة النفسية في مواجهة التحديات، ومن بين هذه العوامل، الصلابة النفسية التي تعتبر مصدرًا للتحمل والاستقرار والتطور، وتتشكل من خلال تجارب الفرد منذ الصغر، وتختلف هذه الصلابة من فرد لآخر، وفقًا لمستوياتهم المختلفة، وشعورهم بالالتزام، وقدرتهم على الانخراط في أي موقف يواجهونه، واعتقادهم بأن لديهم القدرة على التحكم والتأثير على ظروف بيئتهم، واستعدادهم لقبول التغيير ومواجهة التحديات. مشكلــة الــدراســــــة: تواجه المؤسسات التربوية صعوبات عديدة تحول دون إعداد قيادات طموحة وقادرة على مواكبة المستجدات، كما أن التحولات والتغيرات التي يشهدها العالم في جميع المجالات فرضت على المؤسسات اتباع مداخل حديثة من أجل التأقلم مع هذه التغيرات والتحديات، ومن أجل تطوير البيئة الداخلية للمؤسسة نحو النمو والتقدم والبقاء، استلزم وجود قيادة مدرسية قادرة على تطوير أدائها، تمتلك من الصفات ما يجعلها قادرة على مواجهة التحديات والتغلب على الضغوط. يشير الواقع المعايش بمدارس المرحلة الثانوية العامة إلى أن إدارة هذه المدارس تعاني من مشكلات عديدة قد تقف حائلًا دون قيامها بالأدوار والمهام المنوطة إليها، وتؤثر سلبًا على مستوى أداء قيادة المدرسة، وعلى الرغم من محاولات التطوير الدائم والمستمر في إدارة مدارس الثانوي العام بمصر، إلا أنها لم تحقق النتائج المرجوة منها بصورة تامة نظرًا لوجود بعض جوانب القصور والضعف. وتأسيسًا على ما سبق يمكن بلورة مشكلة الدراسة في السؤال الرئيس التالي: كيف يمكن تطوير أداء مديري مدارس الثانوي العام في مصر باستخدام مدخل الصلابة النفسية ؟ ويتفرع من هذا السؤال الرئيسي مجموعة من الأسئلة الفرعية التالية: 1- ما الإطار الفكري للصلابة النفسية؟ 2- ما الأسس النظرية لأداء مديري مدارس الثانوي العام في مصر؟ 3- ما تأثير الصلابة النفسية على أداء مديري مدارس الثانوي العام في مصر؟ 4- ما واقع أداء مديري مدارس الثانوي العام في مصر في ضوء مدخل الصلابة النفسية ؟ 5- ما التصور المقترح لتطوير أداء مديري مدارس الثانوي العام في مصر في ضوء مدخل الصلابة النفسية؟ أهــــداف الـــدراســـة: يتمثل الهدف الرئيس للدراسة الحالية تطوير أداء مديري مدارس الثانوي العام في مصر باستخدام مدخل الصلابة النفسية ويمكن أن يتحقق هذا الهدف من خلال مجموعة من الأهداف الفرعية الآتية: 1- التعرف على الإطار الفكري للصلابة النفسية من حيث المفهوم والأهمية والأبعاد والعوامل المؤثرة فيها والنظريات المفسرة لها، وطرق بناء الصلابة النفسية. 2- تحديد أداء مديري مدارس الثانوي العام وعلاقته بالصلابة النفسية من حيث الوضع الراهن للتعليم الثانوي العام في مصر، والأسس النظرية لأداء مديري مدارس الثانوي العام، وتأثير الصلابة النفسية على أداء مديري مدارس الثانوي العام في مصر. 3- تحليل وتشخيص واقع أداء مديري مدارس الثانوي العام بمصر في ضوء مدخل الصلابة النفسية. 4- وضع تصور مقترح لتطوير أداء مديري مدارس الثانوي العام بمصر في ضوء مدخل الصلابة النفسية. أهميـــة الــدراســــة: تنبع أهمية الدراسة من: الأهمــــية النظــــريــــــــة: تركز الدراسة على مرحلة حاسمة وهي المرحلة الثانوية العامة التي تُعد المرحلة الأهم في مصر، حيث يستقبل أفضل الطلاب الذين تخرجوا من التعليم الأساسي، ويولي التعليم الثانوي العام اهتمامًا كبيرًا لتنمية الطلاب وإعدادهم للمرحلة الجامعية. تتناول الدراسة أهمية تطوير أداء مديري مدارس الثانوي العام في مجال الإدارة، حيث يعتبر تطوير الأداء عملية مستمرة تساعد المديرين على تحسين مهاراتهم ومعارفهم، بهدف تحقيق أداء أكثر فعالية في المدارس، ويمكن تحقيق العديد من الفوائد من تطوير الأداء في المدارس. تركز الدراسة عن أهمية الصلابة النفسية لمديري مدارس الثانوي العام، حيث تساعدهم في التعامل مع الضغوط والتحديات، وتزيد من قدرتهم على التحمل والحماية من تأثيرات الضغوط والمواقف الصعبة، كما تساعدهم في تقليل التوتر وتعزز قدرتهم على التعامل مع المشكلات. منهـــــج الــــدراســــة: يستخدم المنهج الوصفي، لملاءمته لطبيعة الدراسة، وذلك عن طريق جمع البيانات والمعلومات دون زيادة أو نقصان ثم تحليل وتفسير تلك المعلومات ويصل إلى نتائج ملموسة، ويرتبط استخدام المنهج الوصفي غالبًا بدراسات العلوم الاجتماعية والإنسانية ويقوم على رصد ومتابعة دقيقة لظاهرة أو حدث معين بطريقة كمية أو نوعية في فترة زمنية معينة أو عدة فترات من أجل التعرف على الظاهرة أو الحدث من حيث المحتوى والمضمون والوصول إلى نتائج وتعميمات تساعد في فهم الواقع وتطويره. وذلك للتعرف على الإطار الفكري للصلابة النفسية، وتحديد الأسس النظرية لأداء مديري مدارس الثانوي العام، وتحليل واقع أداء مديري مدارس الثانوي العام في ضوء أبعاد الصلابة النفسية، للوصول إلى تصور مقترح لتطوير أداء مديري مدارس الثانوي العام في ضوء مدخل الصلابة النفسية. أدوات الـــدراســـة: وتمثلت في: 1- استطلاع رأي: استخدمت الباحثة نموذج استطلاع رأي لعدد من مديري مدارس الثانوي العام والعاملين بها في محافظة المنوفية إدارة شبين الكوم التعليمية . 2- المقابلة الشخصية: تم إجراء عدة مقابلات شخصية مفتوحة مع عينة من مديري مدارس الثانوي العام والوكلاء والمعلمين وبعض العاملين بمحافظة المنوفية، بهدف التعرف على أهم التحديات التي تحد من أداء مديري مدارس الثانوي العام، والسبل التي يمكن أن يستخدمها المدراء في مواجهة التحديات والضغوط، والتعرف على أهم الفرص التي يمكن أن يستثمرها المدراء في الوقت الحاضر، والتعرف على أهم متطلبات تطوير أداء مديري مدارس الثانوي العام. 3- الاستبانة: استعانت الباحثة بالاستبانة باعتبارها إحدى الأدوات التي تفيد في جمع البيانات والمعلومات التي تغطى غالبية جوانب الدراسة، حيث تهدف إلى التعرف على واقع أداء مديري مدارس الثانوي العام، والتعرف على واقع الصلابة النفسية لدي مديري مدارس الثانوي العام، وتحديد متطلبات تطوير أداء مديري مدارس الثانوي العام في ضوء أبعاد الصلابة النفسية. حــدود الــدراســة: 1- الحد الموضوعي: تقتصر الدراسة الحالية على تطوير أداء مديري المدارس الثانوية في مصر في ضوء مدخل الصلابة النفسية. 2- الحد المكاني: تقتصر الدراسة الحالية على مدارس الثانوي العام في محافظة المنوفية، والتي تشمل عدد(10) إدارات تعليمية، وتم اختيار عدد(3) إدارات تعليمية لتطبيق للدراسة الميدانية هي(شبين الكوم- بركة السبع- الشهداء). 3- الحد البشري: تشتمل الدراسة على بعض العاملين بمدارس الثانوي العام (مدير- وكيل– معلمين- أخصائيين– إداريين)، تم تطبيق الدراسة على عدد(300) من العاملين من أصل عدد (2454) اجمالي للعاملين بمدارس الثانوي العام بالإدارات الثلاثة المختارة بالمحافظة وهي (شبين الكوم- بركة السبع- الشهداء). 4- الحد الزمني: زمن إجراء الدراسة من عام 2022حتى 2024م، وزمن إجراء الدراسة الميدانية في الفترة من ( 24/1/2024 حتى 25/3/2024). مصطلحــــات الـــدراســــــة: ترتكز الدراسة الحالية على المصطلحات التالية: 1- الصلابة النفسية: Psychological Hardiness القدرة التي يتمتع بها مديرو المدارس على تحويل الأعباء الوظيفية والمشكلات التي قد تواجه العملية التعليمية في المدرسة إلى فرص نمو، كما تتضمن الصلابة النفسية قدرتهم على تحفيز العاملين والطلاب بالمدرسة على استخدام أسلوب التفكير الإيجابي واتباع سلوكيات تعزز تطوير مجتمع المدرسة وترفع من الكفاءة الإنتاجية وتحقق التميز والإبداع 2- تطوير الأداء: يعرف بأنه جهود منظمة يتم إدارتها لزيادة فاعلية وحيوية المدرسة، من خلال التدخل المدروس من الإدارة، باستخدام المعارف والمعلومات، والسمات الإدارية. 3- تطوير أداء مديري مدارس الثانوي العام: هو عملية منظمة تهدف إلى تصحيح وتحسين الأداء لدى مديري مدارس الثانوية العام، وتعزيز قدرة المديرين على استقرار النظام والتكيف مع التغيرات التي تواجه العملية التعليمية داخل المدرسة وخارجها، كما وتحسين القصور وجوانب الضعف لدي مدير المدرسة للارتقاء بالخدمات التعليمية المقدمة في المدرسة وتحقيق الأهداف المرجوة من العملية التعليمية والحد من الإخفاقات فيها، ويترتب على ذلك رفع كفاءة العاملين داخل المدرسة وتحسين جودة العملية التعليمية. نتــائــج الإطــار النظــري: تمنح الصلابة النفسية مدير المدرسة القدرة على مواجهة الضغوط المهنية. الصلابة النفسية تعتبر عاملًا أساسيًا لتحسين وتعديل الأوضاع لدى المدراء. تساهم الصلابة النفسية في تحويل التحديات التي تواجه مدير المدرسة إلى فرص نمو. تعزز الصلابة النفسية قدرة مدير المدرسة على اتخاذ القرارات الصائبة. تمكن الصلابة النفسية مدير المدرسة من إحداث التغيير الإيجابي في العمل. تقديم الدعم الكامل لكل من المعلمين والطلاب والعاملين بالمدرسة. تساعد الصلابة النفسية مديري المدارس في دعم قدراتهم ومعارفهم وخبراتهم في التعامل مع التحديات التي تواجه. تمكن الصلابة النفسية من اتخاذ إجراءات مناسبة لحل المشكلات المدرسية بعناية. تنمي الصلابة النفسية لدى مديري المدارس المهارات الإدارية والفنية لاتخاذ القرارات الصائبة. تنشئ الصلابة النفسية لدى مديري المدارس جدارًا نفسيًا منيعًا تساعدهم على التكيف مع الضغوط. نـتــائــج الــدراســة الميدانيــة: تمثلت في: المحور الأول: واقـع أداء مـديـري مـدارس الثانـوي العـام بمصـر: كشفت نتائج الدراسة الميدانية أن أداء مديري المدارس الثانوية بمحافظة المنوفية يتحقق بدرجة كبيرة في: يستطيع مدير المدرسة أداء مهامه الوظيفية بكفاءة. يستعين مدير المدرسة بالتطور التكنولوجي في انجاز العمل. يهتم مدير المدرسة بمشاركة المعلمين في تحقيق أهداف المدرسة الثانوية العامة. يستخدم مدير المدرسة نظام الاتصال والمعلومات في اتخاذ القرار. في حين أن أداء مديري المدارس الثانوية بمحافظة المنوفية يتحقق بدرجة متوسطة في: ضعف استخدم مدير المدرسة الأساليب الإدارية المعاصرة. يسعى مدير المدرسة إلى التغيرات ذات الفوائد المستقبلية أحيانًا. قصور في اعتماد مدير المدرسة على الشفافية والمحاسبية في النظام التعليمي. محدودية استثمار مدير المدرسة البنية التحتية للتدريب لدى قطاع التعليم قبل الجامعي. قلة اعتماد مدير المدرسة في عملية المتابعة والتقويم على نتائج الآخرين. تداخل معظم اختصاصات مدير المدرسة مع وكيل المدرسة. تحكم مدير المدرسة في اتخاذ القرار دون مشاركة الأطراف المعنية. تمسك مدير المدرسة بالبيروقرا |