الفهرس 
الفصل التمهيدييوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 343 |  |  |
| | | from | 343 | | |
المستخلص
توضح هذه الدراسة طبيعة العلاقات الخارجية والدبلوماسية بين ممالك السودان الغربي والعالم الإسلامي والأوروبي، من خلال تتبع السفارات والوفود والتي تعد الأداة المحركة لمثل هذه العلاقات الدولية، بطريقة موضوعية بعيدة عن التعصب والمغالاة، كما تهتم الدراسة برصد ما نتج عنها من تأثير متبادل بين بلاد المشرق والمغرب الإسلامي وأوروبا وممالك السودان الغربي, ولم يقف أتساع نطاق الصحراء عائقاً في وجه هذه العلاقات، فكانت المدن والمحطات والمراكز التجارية زاخرة بالتجار والدعاة والفقهاء والعلماء، والحُجاج، الذين نقلوا الإسلام وتأثيراته و مهدوا لوجود سفراء ووفود بين مختلف البلدان.
والدراسة مكونة من مقدمة وأربعة فصول يسبقها تمهيد ويذيلها خاتمة، ولعل أهم ما توصلت إليه هذه الدراسة أن:
مع بروز أشهر ممالك السودان الغربي والأوسط (غانة، مالي، سنغاي، كانم-برنو)بداية من القرن (4 هـ-9هـ /10م-16م)، الذين تمكنوا من استغلال ثروات بلادهم، وخرجوا من العزلة، من خلال تفعيل علاقات دبلوماسية واقتصادية وثقافية منظمة مع معظم بقاع العالم الوسيط، فقد تفاعلت مع العالم العرب لإسلامي وشاركت بقوة في التاريخ الإنساني.
أن حالة التسامح الديني التي ميزت ملوك غانة رغم وثنيتهم، قد ساهمت كثيرا في نشر الإسلام بين أهل السودان، وسرعان اعتنقوا الإسلام، وحرصوا علي أداء فريضة الحج، نتيجة العلاقات التي كانت تربطهم بالتجار، والدعاة والعلماء والفقهاء، فسمحوا بدخول المؤثرات العربية والمغربية الإسلامية لمملكتهم، كذلك أسهم ملوك مالي، وسنغاي، والتكرور بدور لا يستهان به في نشر الإسلام بين شعوب السودان الغربي التابعة لهم، فأصبحوا جزء لا يتجزأ من العالم الإسلامي ووجود علاقات وسفارات متبادلة أصبح أمر طبيعي. وعلي كل حال فأن هذه الدراسة ما هي إلا مجهود متواضع لمحاولة رصد جانب من الدراسات الأفريقية خلال تتبع لأشهر السفارات والوفود، وعرض جزء من العلاقات الخارجية للأسر الحاكمة في ممالك السودان الغربي في العصور الوسطي.