Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
استراتيجية مقترحة لتطوير أداء العاملين بالاتحاد المصري للكرة الطائرة في ضوء الإدارة المرئية/
المؤلف
مرجان، حلمي محمد حلمي.
هيئة الاعداد
باحث / حلمي محمد حلمي مرجان
مشرف / عمر محمد إبراهيم
مناقش / محمود رجائي محمد
مناقش / بلال سيد هاشم
الموضوع
الكرة الطائرة- الادارة الرياضية.
تاريخ النشر
2023.
عدد الصفحات
277 ص.؛
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
الإدارة الرياضية
الناشر
تاريخ الإجازة
19/12/2023
مكان الإجازة
جامعة أسيوط - كلية التربية الرياضية - الإدارة الرياضية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 294

from 294

المستخلص

يشهد العالم اليوم تقدمًا في جميع المجالات العلمية والتقنية ترتب عليها ظهور تغيرات سريعة في شتى نواحي الحياة، تمثلت في الانفجار المعرفي والتقني وهذه التغيرات فرضت على المؤسسات إدخال تجديدات في مجال العمل الإداري من أجل ترشيد استخدام الموارد والتوقف عن هدرها؛ ولذلك تم إدخال مجموعة من الأساليب الإدارية الجديدة التي تتماشى مع تطورات هذا العصر وترتقي بأداء العاملين وتزيد من دافعيتهم نحو العمل والإنجاز فيه.
(2 :37)
ولذا فالإدارة في المجال الرياضي توضح كيفية التعامل مع الآخرين للوصول بقدراتهم إلى أعلى المستويات من خلال التفاعل الاجتماعي، بقصد الحصول على أفضل النتائج بأقل جهد وفي أسرع وقت، ولكي تحقق الإدارة الرياضية أهدافها التي تسعي إليها؛ فلا بد من وجود مبادئ وقواعد أساسية ترسم الطريق الصحيح أمام العاملين بمختلف الهيئات والمؤسسات الرياضية، تلك المبادئ والقواعد هي ما يطلق عليها السياسيات الإدارية.(22 :8)
والإدارة اليوم أصبحت علمًا وفنًا ومهارة لجعل الآخرين يعملون ويبذلون أقصى ما لديهم من جهد وفكر؛ وذلك لتحقيق الأهداف والمهام المطلوبة بأقل تكاليف وأفضل الإنجازات، وتعد الإدارة الرياضية أحد أهم مجالات الإدارة التي تحتل مكانة وأهمية كبيرة في المجتمع، لاهتمامها بالإنسان بالدرجة الأولى، وتلبيتها احتياجات المجتمع.(29 :11)
لذلك برزت بعض مفاهيم ومداخل الإدارة الحديثة طبقًا لحاجة المؤسسات المعاصرة التي تسعى للوصول إلى التحسين والتطوير، والتي غيرت من مفاهيم الإدارة التقليدية نحو استخدام مداخل حديثة في الإدارة، كالإدارة المرئية المواكبة للتطورات الحديثة، والتي تعمل على توفير بيئة ومناخ ملائم للإبداع والتطوير والإنجاز الذي يسعى بدوره لتحقيق رضا العملاء والمستفيدين من الخدمات المقدمة من هذه المؤسسة.(71 :22)
وتعتبر الإدارة المرئية أحد أبرز الأساليب الإدارية الحديثة التي أفرزتها الحركة التقدمية الهائلة في مجال الإدارة بالعالم، ويعتبر هذا الأسلوب الإداري وليد التجربة اليابانية التي تركز على تحسين أداء المنشأة اعتمادًا على تقنيات التواصل المرئي بين الإدارة وبين الموظفين لتحقيق الأهداف العامة، وتتفق الإدارة المرئية مع فلسفة الكايزن للجودة اليابانية على مفهوم التحسين المستمر وغير المنتهي للأداء.(9: 167)
وتعد الإدارة المرئية نوع من أنواع الأساليب الإدارية الحديثة المستخدمة في المؤسسات المختلفة بالإضافة إلى الأساليب الأخرى، وفي ظل تطبيق المفاهيم الإدارية الرشيدة والإدارة منخفضة التكاليف، تأتي الإدارة المرئية كأسلوب ونهج إداري حديث مستمر يُطبَّق في المؤسسات ويُعْتمد على تعظيم التواصل المرئي من طبقات الإدارة العليا والوسطى والتنفيذية، حيث تُعْتبر الإدارة المرئية إحدى الأساليب الإدارية الحديثة التي تساعد أي فرد يدخل المكان أول مرة على معرفة سير العمليات وفهمها لتقييم العمل بنظرة سريعة.
( 17: 29)
وتعتمد الإدارة المرئية على مجموعة من المتطلبات وهي القيادة المرئية، إدارة فرق العمل المرئية، ثقافة الإدارة المرئية، الاتصال المرئي.(40 :28 - 33)
وأسلوب الإدارة المرئية أسلوب إداري حديث، يستمد فكرته وقوته من تحويل الإدارة إلى سلوك مرئي، وذلك من خلال المظاهر التي تدل على وجود إدارة فاعلة ذات نظام وتخطيط ورؤية واضحة، يقوم فيها العمل على تقدير الذات، وتحفيز العاملين على الإنتاج، وحب العمل، وبهذا فإن أهمية الإدارة المرئية تَكْمن في كونها منهجية سهلة وفعالة في إدارة وتحسين الأداء في المؤسسات، واتخاذ القرارات الفعالة، لتحقيق الرؤى والأهداف المؤسسية، كما أنها تُمَكِّن العاملين من رؤية الفكرة في مواقع عملهم بوضوح واستيعابها وإجراء تصرف مباشر وسريع حيالها.(51: 2)
وتُبْنى الإدارة المرئية على مجموعة من الأبعاد:
1- الشفافية: وتعني وضوح التشريعات وسهولة فهمها، ومرونتها وتطورها وفقًا للتغيرات الاقتصادية والاجتماعية والإدارية، بما يتناسب مع روح العصر، إضافة إلى تبسيط الإجراءات ونشر المعلومات والإفصاح عنها وسهولة الوصول إليها، بحيث تكون متاحة للجميع.
2- المشاركة في اتخاذ القرار: تعد عملية اتخاذ القرار هي أدق عملية إدارية تهدد مستقبل المؤسسة بشكل دائم، لأنها تعتمد اعتمادًا كليًّا على دراسات معمقة عند اتخاذ قرار ما، تجاه قضية ما، لذا تعمل المؤسسات الناجحة على دراسة القرار قبل اتخاذه من جميع النواحي وتختبر إمكانية تطبيقه، ومدى ملائمته لإمكانيات المؤسسة البشرية والمادية، وتحرص على مشاركة عامليها في عملية اتخاذ القرار، لكي تتضمن القبول وسهولة التنفيذ للقرار قبل اتخاذه.
3- الترشيد والحد من الهدر: يقصد به الضياع الذي سيتم إزالته بمشاركة الآخرين والقضاء على مسببات ضياع الثروات وأشكال الفساد والنفاق الإداري، حيث تؤكد منهجية جمبا كايزن على الحد من الهدر بمختلف أشكاله.
4- تحديد قواعد العمل: وهي السياسات والإجراءات التي تحدد طرائق العمل، ويجب أن تكون واضحة ومُحددة ومتطابقة مع رسالة المؤسسة وأهدافها، وكما ينبغي أن تكون مرنة قابلة للتطوير والتعديل.
وتعمل الإدارة المرئية على إيجاد رؤية مشتركة بين جميع العاملين، وتتيح للجميع حرية التجريب واكتشاف الجديد، وتُحرر القائمين على الأعمال من عقدة الخوف من الخطأ والفشل، وبذلك تُحرَّرُ طاقاتهم الإبداعية وقدراتهم الخلاقة. وهنا تكمن أهمية الإدارة المرئية حيث تساعد على صياغة المناخ المناسب للابتكار الذي يشكل مفردات لغة المستقبل.
(51: 12-18)
وتتمثل مبادئ الإدارة المرئية في:
1- التركيز على العاملين والمستفيدين الخارجين وتلبية احتياجاتهم وتوقعاتهم ويُعدُّ إرضاء العاملين والمستفيدين الركيزة الأساسية في تحقيق الجودة في اتخاذ القرار وحل المشاكل.
2- الإدارة بالبيانات والحقائق وتنظيم القياسات لمعرفة كفاءة العملية وتجميع البيانات وتحليلها حسب الأسس الموضوعة بدقة ثم تحليلها ثم حلها بصفة دائمة.
3- العمليات تكون حيث يكون الفعل، فإن أسلوب الإدارة المرئية يضع العملية كمحور رئيس للنجاح.
4- الوقاية من المشكلة قبل حدوثها بدلًا من الانتظار لحدثها ثم التفاعل معها والرد عليها.
5- التوجه نحو الاتقان وتحمل الأخطاء، وبهذا تزول العوائق التي تحول دون رفع مستوى الأداء وإدراك رضا العاملين.(107: 241)
ويتمثل استخدام أسلوب الإدارة المرئية في المؤسسات في تحسين ولاء المستفيد، وتحليل البيانات قبل عملية اتخاذ القرارات، وتقليل مدة الدورة والهدر، وتوفير قاعدة بيانات للقرارات وسرعة اتخاذها، إدارة الوقت، وتعد طريقة منظمة لحل المشاكل والتسويق بشكل أسرع، وتصميم الخدمات وتطوير المهارات القيادية وإزالة الحواجز بين الأقسام والوظائف، وتطوير مهارات إدارة المشاريع والعمليات، وزيادة هامش الربح للحصول على أكبر حصة سوقية، وتقليل تكاليف تجهيز الخدمات، وانخفاض عدد شكاوى المستفيدين.(121: 122)
إنَّ تطبيق أسلوب الإدارة المرئية في المؤسسة له لفوائد كبيرة، ففي الجانب المالي تساعد على الدقة في إنجاز التقارير المالية، وتحسين أداء العاملين، وفي الجانب الإداري يؤدي إلى تقليل الأخطاء والمشاكل، والمساهمة في سرعة حلها، وتحسين الجودة والأرباح، وزيادة رضا العاملين والعملاء، والوصول إلى درجة الكمال ما أمكن.(98: 48)
ومن أدوات تطبيق الإدارة المرئية: (الاستعدادات والنماذج العقلية، الاجتماعات المرئية النماذج والمخططات البيانية المرئية، غرف القرار، الفيديو والرؤية الافتراضية).
(40: 36- 40)
وتعد الإدارة المرئية أسلوبًا” إداريًّا تطبيقيًّا” يعمل على تحسين جودة العلميات بهدف خفض التكاليف، وتحسين العمليات، وتقليل الوقت المستغرق لحل المشكلات وصولًا لنتائج مستهدفة يمكن قياسها لزيادة رضا المستفيد.(137: 63)
إن هدف الإدارة المرئية تحفيز إخلاص العاملين في تأدية وظائفهم، ورغبتهم الصادقة في إنجاح العمل، وتنمية روح الولاء، والالتزام، وتعظيم الإنجاز في مناخ ديمقراطي يعمل على إسقاط الحواجز المعنوية.(118: 9)
بين الجهازين التنفيذي والإداري، مما يرفع مستوى عملية الاتصال وكفاءتها، ويجعل التفويض والتمكين واتخاذ القرار في أفضل صورها والاستفادة من إمكانيات العاملين، في توليد الطاقات الكامنة داخلهم، وإخراجها في حل المشكلات.(30: 154)
ويُعدُّ العنصر البشري من العناصر المهمة التي تحيا بها منظمات الأعمال أو المنظمات العامة، كما يُعدُّ المحرك الأساسي لجميع النشاطات وأساس فاعليتها وقابليته للتكيف مع طبيعة الأعمال التي يمارسها، ونظرًا للتغيرات الحاصلة في بيئة الأعمال التي انعكست بآثارها على المنظمات، مما استدعى إعادة النظر في الكوادر البشرية مهاريًّا ومعرفيًّا وتطوير قدراتهم الأدائية.(20 :3)
ويمثل العنصر البشري أهم مدخلات النظام الإنتاجي، وأعظم القوى المؤثرة في تحديد هوية المنظمة الحديثة، ورسم معالم مستقبلها، كما أنه يعتبر بمثابة الضابط لإيقاع حركة المجتمع، والمحدد لمكانته بين الدول، فالموارد البشرية تمثل الغاية من عملية التنمية وأداتها الرئيسة؛ كما أن الأفراد هم حجر الزاوية في الجهود الرامية للحاق بركب التقدم في عالم يتسم بسرعة الإيقاع وتعدد المؤثرات وتعقد المكونات.(69: 77)
لذا فأداء العاملين هو المكون الرئيس للعملية الإدارية والتنظيمية للمنظمة كونه الجزء الحي منه لأنه مرتبط بالإنسان وقابل للتقييم والمراقبة والتغيير.(36: 35)
فالإدارة بصفة عامة هي توجيه للجهد البشري من أجل تحقيق هدف معين، أي أنَّ لكل نشاط بشري هدف محدد يسعى إلى الوصول إليه، وفى سبيل تحقيق هذا الهدف لابد من توجيه هذه الجهود ولا يعقل أن يترك الأمر لكل عضو في جماعة أو منظمة أن يتصرف بالطريقة أو الأسلوب الذي يراه مناسبًا من تلقاء نفسه وذلك لأنه إذا حدث هذا الفرض فستكون النتيجة هي فشل تلك الجهود في الوصول إلى هدفها نظرًا لما سيقع حتمًا من خلافات ومشاحنات بين أعضاء تلك الجماعة؛ مما ينتج عنه فوضى واضطراب في نشاط تلك الجماعة. (77: 20)
كما أنَّ العاملين في المجال الرياضي ينبغي أن يكونوا على معرفة بعلم الإدارة وذلك لمساعدتهم لممارسة الأعمال الإدارية وبأداء ذي مستوى عالٍ، ولذلك فإن استيعاب الأعمال الإدارية من قبل العاملين في المجال الإداري الرياضي وتنفيذ المبادئ الإدارية بصورة عميقة دقيقة يؤدي إلى تحقيق الأهداف المطلوبة بأفضل الطرق.(110: 29)
حيث إنَّ نجاح المؤسسات مرتبط بكفاءة العاملين فيها، لذلك اهتم الباحثون بموضوع الأداء لأهميته الكبيرة بالنسبة للأفراد والمنظمة على حد سواء، فالمؤسسات تسعى دائمًا إلى الارتقاء بأداء العاملين فيها من خلال تدريبهم وتحفيزهم باستمرار للوصول إلى أهدافها، وحسب معايير الأداء المحددة كميًّا ونوعيًّا للجهد المبذول وأسلوب الأداء.(5 :10)
وتسعى الهيئات الرياضية إلى تحقيق هدف مزدوج هو زيادة أداء العاملين وتحقيق رضا العملاء، حيث يعتبر الأداء الجيد هو وسيلة للتقدم والارتقاء بمستوى هذه الهيئات