Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الأبعاد السياسية فى مجمع اللاتيران الكنسى الرابع 1215م./612هـ. /
المؤلف
النحاس، غلاء رجب محمد ابراهيم.
هيئة الاعداد
باحث / علاء رجب محمد ابراهيم النحاس
مشرف / على احمد محمد السيد
مشرف / ماهر محمد ابو السعيد
مناقش / محمد مؤنس عوض
الموضوع
العصور الوسيطة.
تاريخ النشر
2018.
عدد الصفحات
209 ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
الآداب والعلوم الإنسانية
الناشر
تاريخ الإجازة
27/12/2018
مكان الإجازة
جامعة دمنهور - كلية الاداب - قسم التاريخ
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 111

from 111

المستخلص

أثّر مجمع اللاتيران الكنسي الرابع 1215م/612ه. فى تاريخ أوربا العصور الوسطي بعامة، وكانت الدعوة لعقده من قبل البابا إنوسنت الثالث، فرصة لتحقيق السيطرة علي العالم المسيحي، فضلًا عن الهدف البعيد المدي الذى ينحصر فى فرض سيطرة الغرب الأوربي على العالم الإسلامى بشكل عام فى المغرب والمشرق. ولذا اصطبغت جهوده بالصبغة السياسية حتي الدينية منها، وكانت بغرض نزعات البابوية التوسعية، ومن هنا جاء اهتمام الدراسة بابراز جوهر فكر البابا إنوسنت الثالث المتمثل فى السياسة التي غلفتها الكنيسة بالنعرة الدينية فى مجمع اللاتيران الكنسي الرابع، ومن ثم جاء التفكير فى تخصيص دراسة تعمد إلى وضع الأمور فى نصابها الحقيقى بإبراز الأبعاد السياسية فى مجمع اللاتيران الكنسي الرابع.
ولما شكل مجمع اللاتيران الكنسي الرابع الغطاء الشرعى لأفكار إنوسنت الثالث ونوازعه؛ فكان طبيعيًا أن يضم بين طياته وفي جلساته عديدًا من القضايا السياسية؛ هي موضع الدراسة فى هذا العمل. ولعل أهمها وحدة العالم المسيحي والتأكيد علي زعامة الكنيسة الكاثوليكية فى روما، توحيدًا لصفوف المسيحيين فى القيام بحملة صليبية علي مصر لإعادة السيطرة علي القدس، وذلك باعتماد القرار بخروجها فى المجمع، واهتمت الدراسة أيضًا باجازة دور طائفة الدومنيكان الرهبانية لتسير جنبًا إلى جنب مع أسلافهم الفرنسسكان، وكذا دراسة قيام المجمع بوضع الآليات الخاصة بجمع الضرائب والعشور دعمًا ماديًا للحرب الصليبية، إضافة إلى وضع العلامات المميزة للأوربيين من غير المسيحيين والمقصود بهم؛ تمييزًا لهم عن باقي المجتمع، وأخيرًا إبراز موقف كنيسة الإسكندرية الأرثوذكسية من الأحداث التي تشغل العالم المسيحي المتمثلة فى الحرب الصليبية، ولعل الوقوف علي هذه القضايا بالدراسة تكون قد بلغت مبتغاها فى إبراز الأبعاد السياسية فى مجمع اللاتيران الكنسي الرابع.
وقد اقتضت طبيعة الدراسة تقسيمها إلى خمسة فصول سبقتها مقدمة اشتملت علي دراسة تعريفية لأهم مصادر البحث ومراجعه. وجاء الفصل الأول تحت عنوان: التوجهات البابوية السياسية وانعكاسها علي البابا إنوسنت الثالث قبيل مجمع اللاتيران الكنسي الرابع. وتناول الباحث فيه بالدراسة سبب تسمية مجمع اللاتيران الرابع بهذا الإسم وأهميته، وركائز البابوية فى السيطرة علي المجتمع المسيحي قبل تولي البابا إنوسنت الثالث الكرسي البابوي، وذلك من خلال تناول نظرية السمو البابوي بالدراسة، وإلقاء الضوء علي مسألة توحيد الكنيستين الشرقية والغربية. ثم تناول جهود البابا إنوسنت الثالث لكسب الزعامة بالدراسة، وذلك بتناول جهود البابا إنوسنت الثالث فى تطبيق نظرية السمو البابوي فى كل من ألمانيا ومملكة صقلية وانجلترا وفرنسا واسبانيا، وكذا محاولات البابا إنوسنت لتوحيد الكنيستين الشرقية والغربية.
وجاء الفصل الثاني تحت عنوان: الاستعدادات لعقد مجمع اللاتيران الكنسي الرابع، وأصّل فيه الباحث لنقطة كيف أضحت مصر وجهة للصليبيين، ثم الدعوة لمجمع اللاتيران الكنسى الرابع، مع بيان الخلط الذي حدث بين خطاب البابا إنوسنت الثالث للدعوة لحضور مجمع اللاتيران، وخطابه للدعوة للاشتراك فى حملة صليبية جديدة، وأسباب هذا الخلط بين الخطابين. كما تناول الباحث فى هذا الفصل جهود البابا إنوسنت فى الدعوة للحملة الصليبية الخامسة قبيل مجمع اللاتيران الكنسى الرابع.
أما الفصل الثالث وهو بعنوان: رؤية سياسية لوقائع مجمع اللاتيران الكنسي الرابع، فقد تناول الباحث فيه بالدراسة وقائع جلسات المجمع اللاتيراني الكبير الثلاث، وقد حاول الباحث بيان وقائع الجلسات وما حدث علي هامش كل جلسة من جلسات هذا المجمع اللاتيراني، حيث افتتح البابا إنوسنت الثالث المجمع اللاتيراني الرابع فى الحادي عشر من نوفمبر1215م. /الثامن عشر من رجب612هـ. فى حين عقدت الجلسة الثانية فى العشرين من نوفمبر/ السابع والعشرين من رجب. أما الجلسة الجلسة الثالثة فقد عقدت فى الثلاثين من نوفمبر / السابع من شعبان . وفي النهاية ألقت الدراسة الضوء علي القوانين الصادرة عن مجمع اللاتيران تمهيدًا لدراستها.
وجاء الفصل الرابع بعنوان: الأبعاد السياسية فى مجمع اللاتيران الكنسي الرابع. وتناول الباحث فيه سياسة مجمع اللاتيران الكنسي الرابع تجاه الكنيسة الشرقية، وذلك من خلال دراسة قرارات مجمع اللاتيران بشأن الوحدة بين الكنيستين الشرقية والغربية. وكذا تأكيد المجمع علي الزعامة الدينية لكنيسة روما. كما تناولت الدراسة فى هذا الفصل البعد السياسي فى قرار مجمع اللاتيران بشأن الدعاة للحملة الصليبية، والمرسوم الخاص بالحملة الصليبية الخامسة الصادر عن هذا المجمع ، كما تناول الباحث فى هذا الفصل بالدراسة البعد السياسي فى مجمع اللاتيران الكنسي الرابع فى تمييز غير المسيحيين. فضلاً عن فرض ضريبة العشور.
فى حين جاء الفصل الخامس والأخير تحت عنون: الأصداء السياسية لقرارات مجمع اللاتيران الكنسي الرابع 1215م./612هـ. فى القوي المسيحية. وتناول الباحث فيه بالدراسة الصدي السياسي للمجمع فى كل من فرنسا وألمانيا، وبروز الدور التبشيري للمنظمات الرهبانية (الدومينيكان)، كما ألقت الدراسة الضوء علي الحملة الهنغارية، والصدي السياسي للمجمع فى القومونات الإيطالية( جنوة والبدقية) ، فضلًا عن الإشارة إلى الصدي السياسي لقرارات المجمع فى الشرق اللاتيني. وفي النهاية خاتمة بها أهم نتائج الدراسة، وثبت بالمصادر والمراجع التي اعتمد عليها الباحث.
وإذا ما حاولنا أن نضع أيدينا علي أهم النتائج التي أسفرت عنها الدراسة؛ فبداية أدرك الباحث مدي دقة موضوعه علي أنه منصب علي دراسة الأبعاد السياسية فى مجمع ديني من أهم المجامع الدينية فى العصور الوسطي، وهو مجمع اللاتيران الكنسي الرابع ، كما تم التأكيد علي أن الأبعاد السياسية فى مجمع اللاتيران الكنسي الرابع كانت أساسية، حتي إن الأبعاد الدينية منها جاءت لتخدم القضايا السياسية، ولا غرو فالمنظم للمجمع هو البابا إنوسنت الثالث، الذي تمكن باقتدار من تسخير قوة الكنيسة الهائلة؛ لتنفيذ أهدافه السياسية. وأثبتت الدراسة أن خطاب الدعوة للحملة الصليبية الخامسة تزامن مع خطاب الدعوة لعقد مجمع اللاتيران الكنسي الرابع، وهو نفسه تقريبًا مرسوم الحملة الصليبية الصادر عن، إلا أنه خلا بطبيعة الحال من التخطيط التكتيكي للحملة.
ناقشت الدراسة قضية التواجد المصري فى مجمع اللاتيران الكنسي الرابع، ومدي احتمالية علم البطريرك السكندري مسبقًا بتخطيط البابوية للسيطرة علي مصر منذ الحملة الصليبية الرابعة، وأكدت الدراسة علي أن الحروب الصليبية لم تكن حروب دينية، ولكنها حروب استغلت اسم الدين وأقحمته فى العملية السياسية والتجارية، كما نبهت الدراسة ما للسياسية من أبعاد ترمي إليها وتخطط لها علي المدي البعيد آنذاك ، مما يستلزم وجود العيون التي تتبع الأحداث أولًا بأول للوقوف علي المستجدات، ووضع الخطط المناسبة؛ لتنفيذ المشاريع الصليبية المستقبلية.
أثبتت الدراسة طمع الغرب الأوربي فى مصر، التي عرفوا مقدارها وأهميتها بالنسبة للعالمين العربي والإسلامي بصفة عامة ، وأدركوا أن السبيل للوصول للأراضي المقدسة لن يكون إلا بعد الاستيلاء علي مصر . ومن ثم فللدراسة أهميتها الخاصة ، فهي تحذر وتنبه أبناء مصر من طمع الغرب الأوربي فى بلدهم، ومدي حتمية بقائها قلعةً شامخة فى وجه أعداء الأمة بشكل عام ، فإذا ما كانت المصادر الإسلامية قد نبهت منذ مئات السنين لهذا الأمر، وفطن له الأجداد ؛ فلا أقل من أن نكون علي حذر من كل مخطط يهدف للنيل من هذا الوطن.