Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الحياة السياسية وبعـض مظاهر الحضارة في إِمارة بني عناز الكردية (380-511هـ/990-1117م) /
المؤلف
عبد، محمود عيد فهمي.
هيئة الاعداد
باحث / مـحـمـــود عــيـد فـهــمــي عــبـد
مشرف / مُحَـمَّـد سـيـد كـامـل
الموضوع
العالم العربي - تاريخ - العصر العباسي. التاريخ الإسلامي.
تاريخ النشر
2020.
عدد الصفحات
367 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
الدراسات الدينية
تاريخ الإجازة
1/1/2020
مكان الإجازة
جامعة المنيا - كلية دار العلوم - التاريخ الإسلامي
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 363

from 363

المستخلص

تَتَنَاوَلُ هَذِه الدِّرَاسَة مَوْضُوع: ”الْحَيَاة السِّيَاسِيَّة وَبَعْض مَظَاهِرِ الْحَضَارَةِ فِي إِمَارَةِ بَنِي عَنَّازٍ الْكُرْدِيَّةِ (380-511هــــ/990-1117م)”؛ وَعِنْدَ الْحَدِيث عَن أوضَاعِ الدَّوْلَة الْعَبَّاسِيَّة قُبَيْل تَأْسِيس إِمَارَة بَنِي عَنَّاز، نَجِدُ أَنَّ حَادِثَة مَقْتَل الْخَلِيفَة الْمُتَوَكِّل عَلَىٰ اللهِ (232-247هــــ/847-861م) عَلَىٰ أيدي قُوَّاده الْأَتْرَاك كَانَتْ بِدَاية الْانْحِطَاط والتشرذم الَّذِي أَصَاب هَذِه الدَّوْلَة، مِمَّا أَدَّىٰ إِلَىٰ ظُهُورِ بَعْض الدويلات وَالْإمَارَات الْإِسْلَامِيَّة الَّتِي اسْتَقَلَّت عَنْهَا؛ وَكَانَ مِن بَيْن هَذِه الْإمَارَات ”الْإِمَارَة الْعَنَّازِيَّة” مَوْضُوع هذه الدِّرَاسَة.
تَأَسَّسَت الْإِمَارَة الْعَنَّازِيَّة شمال غرب إِيرَان، وبالتحديد فِي منطقَة حُلْوَان غربيّ إِقْلِيم الْجِبَال عام 380هـــ/990م عَلَىٰ يَد الْأَمِير ”أَبِي الْفَتْح مُحَمَّد بن عَنَّاز” زعيم قَبِيلَة الشَّاذِنْجَان الْكُرْدِيَّة؛ وقد اتَّخَذَ هَذَا الْأَمِيرُ مَدِينَة حُلْوَان عَاصِمَة لَهُ، وبهذا وَقَعَتْ الْإِمَارَة عَلَىٰ طَرِيقِ خُرَاسَان الَّذِي يَرْبط بَيْنَ بَغْدَاد وَأَقَالِيمِ الْمَشْرِق الْإِسْلَامِيّ.
شَمَلَتْ منطقة نفوذ الْإِمَارَة الْعَنَّازِيَّة -فِي فَتْرَةِ ازدهارها السِّيَاسِيّ- مَناطق واسعة غربيّ إِقْلِيم الْجِبَال، مِنْهَا: حُلْوَان، الدِّينَوَر، قَرْمِيسِين، أَسَدَآبَاذ، شَهْرَزُور، الصّمِيرة، دَقُوقَا، الدَّسْكَرَة، كِنْكِوَر، الْبَنْدَنِيجَيْن، السِّيرَوَان، سَابُور خُوَاسْت، خُولَنْجَان، وغير ذلك مِنَ المناطق.
كَانَت لهذه الْإِمَارَة علاقات سِيَاسِيَّة مَعَ الْقُوَىٰ الْمُحِيطَة بِهَا وَعَلَىٰ رَأْسِهَا الْخِلَافَة الْعَبَّاسِيَّة، وَتَرْجِع علاقة الْإِمَارَة الْعَنَّازِيَّة بالْخِلَافَة الْعَبَّاسِيَّة إِلَىٰ عَهْدَيْ الخليفتين الْقَادِر بِاللَّهِ (381-422هــــ/991-1030م) وابْنه الْقَائِم بِأَمْرِ اللَّهِ (422-467هــــ/1030-1074م)؛ لَأَنَّ الْإِمَارَة الْعَنَّازِيَّة بلغت أوج ازدهارها السِّيَاسِيّ خلال تلك الْفَتْرَة، وَهَذَه العلاقة تَخْتَلِفُ عن العلاقَةِ مَعَ جَمِيع الْقُوَىٰ الْأُخْرَىٰ مِنْ حيث طابعها الْوُدِّي، فَقَدْ كَانَت للعَنَّازِيِّين علاقات سِيَاسِيَّة مُضْطَرِبَة مَعَ كُلٍّ مِنَ: الْبُوَيْهِيِّين وَالْفَاطِمِيِّين وَالْحَسْنَوَيِّين وَالْعُقَيْلِيِّين وَالْمَزْيَدِيِّين وَالسَّلَاجِقَة.
مَنَحَت اسْتِقْلَاليّة الْإِمَارَة الْعَنَّازِيَّة فِي إدارتها وَسِيَاستها اسْتِقْلَاليَّةً أَيْضًا مِنَ الناحية الْمَالِيَّة، وهذا كَانَ مِنْ أَهَمِّ أَسْبَاب ازدهار الْإِمَارَة اِقْتِصَادِيًّا؛ لَأَنَّ الْإِمَارَة قَطَعَت إرسال أموالها إِلَىٰ حاضرةِ الْخِلَافَة الْعَبَّاسِيَّة؛ وَقَدْ سَكّ الْأُمَرَاءُ الْعَنَّازِيُّون النقود بأسْمَائِهِم مِثْل بقيّة أُمَرَاء الْإِمَارَات الْكُرْدِيَّة الَّتِي كَانَت مُجَاوِرَة لَهُم.
جَدِيرٌ بالذكْرِ أَنَّ هذه الْإِمَارَة أَصْبَحَتْ تَابِعَة لِحُكْمِ السَّلَاطِين السَّلَاجِقَة مُنْذ عام 446هــــ/1054م؛ إِذْ تَمَكَّنَ السُّلْطَان طُغْرُلْبِك السَّلْجُوقِيّ -في هذا العام- مِنَ الْقَضَاءِ عَلَىٰ اسْتِقْلَاليَّةِ هذه الْإِمَارَة الْكُرْدِيَّة، وَأَصْبَحَ الْأَمِيرُ الْعَنَّازِيّ أَمِيرًا تَابِعًا للسُّلْطَان السَّلْجُوقِيّ وَيَحْكُم باسْمه؛ وقد حَكَمَت هذه الْإِمَارَة زهاء مائة وثلاثين عَامًا إِلَىٰ أَنْ سَقَطَتْ نهائِيًّا بوفاة آخر الْأُمَرَاء الْعَنَّازِيِّين عام 511هــــــ/1117م.
وقد اقْتَضَت هذه الدِّرَاسَة أَنْ تُقَسَّم إِلَىٰ: مُقَدِّمَة وتمهيد وأربعة فصول وخاتمة. أَمَّا الْمُقَـدِّمَةُ فَقَدْ تَنَاوَلَ الْبَاحِثُ فيها لَمْحَةً مُوجَزةً عن الْمَوْضُوعِ وَسَبَبِ اختيارِه، والصعوباتِ الَّتِي واجهته أثناء تجميعِ مَادَةِ عَمَلِ الْبَحْث، وَالْمَنْهَجِ الْمُتَّـبَعِ فِي الدِّرَاسَةِ، وَأَهَمّ الدِّرَاسَات السابقة، وَخُطّة الدِّرَاسَة، وَتحليل لِأَهَمِّ الْمَصَادِر وَالْمَرَاجِع الْمُستخْدَمَة فِي الرِّسَالَةِ.
وَأَمَّا التَّمْهِيدُ فَقَدْ جَاءَ تحتَ عُنْوَان: ”لمحة تَارِيخِيَّة وَجُغْرَافِيَّة عَن الْكُرْدِ فِي منطقَةِ غربيّ إِقْلِيم الْجِبَال”؛ وَقَدْ تَنَاوَلَ الْبَاحِثُ فيه الْحَدِيث عَن أَصْلِ الْكُرْدِ، وَجُغْرَافِيَّة منطقة غربيّ إِقْلِيم الْجِبَال، وَالْفَتْح الْإِسْلَامِي لهذه المنْطقة.
وَأَمَّا الْفَصْلُ الْأَوَّلُ فَقَدْ جَاءَ تحتَ عُنْوَان: ”السِّيَاسَة الدَّاخِلِيَّة لإِمَارَةِ بَنِي عَنَّاز”؛ وَقَدْ تَنَاوَلَ الْبَاحِثُ فِي هذا الفصل الْحَدِيث عَن الْمَوْقِعِ الْجُغْرَافِي للإِمَارَةِ وَتَارِيخ تَأْسِيسها، وعوامل قيامها وبداية ظُهُور الْعَنَّازِيِّين الشَّاذِنْجَان عَلَىٰ الساحَةِ السِّيَاسِيَّة، وَتَحَدَّثَ عَن الْأُمَرَاءِ الْعَنَّازِيِّين مُنْذ عَهْد الْمُؤَسِّس الْأَوَّل للإِمَارَة الْأَمِير أَبُو الْفَتْح مُحَمَّد بن عَنَّاز (380-401هـــ/990-1010م)، وَحَتَّىٰ سُقُوطها بِوَفَاةِ آخِر الْأُمَرَاء الْأَمِير أَبي مَنْصُور بن بَدْر بن مُهَلْهِل بن مُحَمَّد بن عَنَّاز (500-511هـ/1106-1117م)، وأخيرًا تَحَدَّثَ عَن عَوَامِلِ سُقُوط الْإِمَارَة.
وَأَمَّا الْفَصْلُ الثَّانِي فَقَدْ جَاءَ تحتَ عُنْوَان: ”العلاقات الْخَارِجِيَّة لإِمَارَة بَنِي عَنَّاز”؛ وَقَدْ تَنَاوَلَ الْبَاحِثُ فِي هذا الفصل الْحَدِيث عَن العلاقَاتِ الْخَارِجِيَّة لأُمَرَاءِ بَنِي عَنَّاز مَعَ جَمِيعِ الْقُوَىٰ الْمُحِيطَة بِهم، فَتَنَاوَلَ الْحَدِيث عَن علاقتهم بــالْخِلَافَة الْعَبَّاسِيَّة وَمِن ثمّ علاقتهم بالْبُوَيْهِيِّين وَالْفَاطِمِيِّين وَالْحَسْنَوَيِّين وَالْعُقَيْلِيِّين وَالْمَزْيَدِيِّين وأخيرًا السَّلَاجِقَة.
وَأَمَّا الْفَصْلُ الثَّالِثُ فَقَدْ جَاءَ تحتَ عُنْوَان: ”نُظُم الْحُكْم وَالْإِدَارَة وَالنَّشَاط الْاقْتِصَادِي فِي إِمَارَةِ بَنِي عَنَّاز”؛ وَقَدْ تَنَاوَلَ الْبَاحِثُ فِي هَذَا الفصل الْحَدِيث عَن الْوَظَائِفِ الْإِدَارِيَّة دَاخِل الْإِمَارَة كَالْأَمِير وَنَائِبـِه وَالْكُتَّاب وَمِن ثُمَّ تَحَدَّثَ عَن الْقَضَاءِ وَالْجَيْش؛ وكذلك النَّشَاط الْاقْتِصَادِي فِي الْإِمَارَة، فَتَحَدَّثَ عَن الزِّرَاعَةِ وعوامل ازْدِهَارها ومصادر الْمِيَاه وَطُرُق الريّ، وَأَهَمّ الْمَحَاصِيل الزِّرَاعِيَّة وَنِظَاميّ الْإقْطَاع وَالْإِيغَار وَالثَّرْوَة الْحَيَوَانِيَّة، وَتَحَدَّثَ عَن الصِّنَاعَةِ وَالْحِرف وَالصِّنَاعَات الَّتِي كَانَ يَشْتَغِل بِهَا أَهَالِي الْإِمَارَة وَأَهَمّ الْمَعَادِن أو الثَّرْوَة الْمَعْدَنِـيَّة، وَتَحَدَّثَ أخيرًا عَن التِّجَارَةِ مِن حيثُ أهميّة الْمَوقع الْجُغْرَافِي للإمَارَةِ فِي اِزْدِهَارِ التِّجَارَة، وَالطُّرُق التِّجَارِيَّة الْخَارِجِيَّة وَالدَّاخِلِيَّة، وَالْأَسْوَاق وَالتبادُل التِّجَارِي للسلع أو مَا يُعْرَف بالصادرات والواردات، وكذلك الْعُمْلَة والضرائب والأوزان والمكاييل.
وَأَمَّا الْفَصْلُ الرَّابِعُ فَقَدْ جَاءَ تحتَ عُنْوَان: ”الْحَيَاة الْاجْتِمَاعِيَّة وَالثَّقَافِيَّة فِي إِمَارَةِ بَنِي عَنَّاز”؛ وَقَدْ تَنَاوَلَ الْبَاحِثُ فِي هذا الفصل الْحَدِيث عَن عَنَاصِرِ السُّكَّان ومَظَاهِر الْحَيَاة الْاجْتِمَاعِيَّة فِي الْإِمَارَةِ مِن حيث طَبَقَات الْمُجْتَمَع، وَالْمَسْكَن وَالْمَلْبَس، وَالطعام وَالشراب، وَالْعَادَات وَالتقاليد، وَالْأَعْيَاد وَالْمُنَاسَبَات وَوَسَائِل الترفيه، وكذلك الْكَوَارِث الطبيعِيَّة، فَقَدْ تَعَرَّضَت مُدُن الْإِمَارَة -بل ومنطقة إِقْلِيم الْجِبَال عمومًا- لِبَعْضِ الْكَوَارِث أو الظواهر الطبيعِيَّة كالزلازِل وَالْبَرَاكِين وَانْتِشَار الْأَوْبِئَة والمجاعات؛ وَتَنَاوَلَ الْحَدِيث عَن الحَيَاةِ الثَّقَافِيَّة وَالْعِلْمِيَّة وَالْفِكْرِيَّة فِي إِمَارَةِ بَنِي عَنَّاز مِنْ حيث لُغَة أَهْل الْإِمَارَة، وَالْعُلُوم النَّقْلِيَّة وَالْعَقْلِيَّة، فَتَحَدَّثَ عَن الْعُلَمَاء وَالشُّعَرَاء وَالْكُتَّاب وَجَمِيع رِجَال الْعِلْم وَالْأَدَب الَّذِينَ ذخرت بهم الْإِمَارَة، وأخيرًا تَنَاوَلَ الْحَدِيث عَن فَنِّ الْعِمَارَة الَّذِي أبْدَعَ فيه الْعَنَّازِيِّين.