Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
المواقف الإقليمية من القضية الكردية في العراق 9191 م – 9191 م /
المؤلف
رشيد, إدريس حسين.
هيئة الاعداد
باحث / إدريس حسين رشيد
مشرف / طلعت إسماعيل رمضان
مشرف / رياض محمد الرفاعي
مناقش / طلعت إسماعيل رمضان
الموضوع
القضية الكردية. العلاقات السياسية. القضية الكردية - الشرق الاوسط. الأكراد - أحوال إجتماعية. الأكراد - تاريخ.
تاريخ النشر
2014.
عدد الصفحات
197 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
التاريخ
تاريخ الإجازة
1/1/2014
مكان الإجازة
جامعة المنصورة - كلية الآداب - قسم التاريخ.
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 197

from 197

المستخلص

تتناول الدراسة الراهنة المواقف الإقليمية من القضية الكردية في العراق 1919 م _ 1975م , وقد اختار الباحث عام 1919 م كنقطة بداية لبحثه لأنه العام الذي شهد بداية الثورات الكردية في العراق, وجاء عام 1975 م ليكون نهاية للدراسة لأنه العام الذي عُقدت فيه اتفاقية الجزائر 1975 م والتي تعد منعطفاً هاماً وخطيراً في تطور المسألة الكردية.
ويقصد الباحث بالقوى الإقليمية دول الجوار للعراق وهي تركيا , إيران , الكويت , السعودية, سوريا , الأردن , ومصر بصفتها الدولة العربية التي تلعب دوراً هاماً ومؤثراً في حركة تاريخ العالم العربي , والدول العظمى التي تؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر في تطور أحداث المنطقة العربية وتتورط بصورة أساسية في تلك الأحداث والتي يرتبط بعضها بميراث استعماري والبعض الآخر يتطلع إلى أن يرث هذه الوضعية المتميزة لمصالحه , ويمثل رضاء أو عدم رضاء هذه القوى العظمى مؤشراً رئيسياً لتفسير الأحداث التاريخية في العالم العربي ويقصد بالقوى العظمى , القوى التقليدية ( بريطانيا _ فرنسا ) والقوى الحديثة ( الولايات المتحدة الأمريكية والإتحاد السوفيتي).
وقد دفع الباحث لاختيار هذا الموضوع ما يلي : ـ
1- انتماء الباحث لإقليم كردستان العراق واهتمامه بقضية أكراد العراق .
2- حاجة المسألة الكردية بصفة عامة ومسألة أكراد العراق بصفة خاصة لمزيد من الدراسة للفهم والتحليل .
3- حاجة المكتبة التاريخية لمؤلفات ودراسات تتناول هذه المسألة الهامة .
4- سوء الفهم وخلط الأوراق المتعمد حيناً والتلقائي حيناً آخر لمفهوم المسألة الكردية والصراع الدائر حولها .
5- محاولة الباحث رسم سيناريو مستقبلي لمسألة أكراد العراق ومحاولة نزع فتيل أزمة مفتعلة يوجد من يدبر لها وتفويت الفرصة على نشوب أزمة خطيرة في المنطقة .
أهمية الموضوع :
1- بروز القضية الكردية بصفة عامة وقضية أكراد العراق بصفة خاصة كأحد أهم القضايا التي تشغل حيزاً كبيراً من الأهمية على المستوى العربي والمستوى الإقليمي بل والمستوى الدولي .
2- تشتت مشكلة الأكراد بين عدة دول في المنطقة حيث توزع هؤلاء بين العراق وتركيا وإيران وسوريا وأرمينيا , واختلاف توجهات هذه الدول نحو المطالب القومية والمشروعة للشعب الكردي .
3- القلق الدولي من إمكانية توحد شتات الأكراد في كيان قومي واحد يصعب سيطرة القوى العظمى عليه .
4- تصاعد المدى الكردي في وقت كانت شعوب المنطقة ومنها العراق تناضل للحصول على استقلالها والسعي نحو بناء مؤسساتها المختلفة لتكون دولاً حديثة .
5- التعامل مع القضية الكردية على أنها قضية عنصرية وثقافية ولغوية وعراقية وعربية وإسلامية تتأثر بمسألة التوازن الإقليمي والدولي مما أدى إلى تعقيد هذه المشكلة .
6- أثر هذه المسألة على كيان العراق نفسه والذي انقسم إلى ثلاثة قطاعات البصرة وبغداد والموصل وتلعب بغداد دور رمانة الميزان فترتبط مع البصرة من خلال العروبة وترتبط بالموصل من خلال اعتناقهما الاسلام السني .
7- حاجة هذه القضية لإعادة قراءة تطور تاريخها للخروج بنتائج جديدة وهذا ما يمثل أهمية أكاديمية نظرية بالنسبة للدراسة .
8- ضرورة الاستفادة من تطور التجربة الكردية في العراق لوضع نتائجها أمام متخذي القرار السياسي للاسترشاد بها في صياغة مستقبل المنطقة ككل ومستقبل كرد العراق بصفة خاصة لأن التاريخ أصبح يستشرف آفاق المستقبل .
تساؤلات الدراسة :
تحاول الدراسة الإجابة على التساؤلات التالية :
1- ما المقصود بالقوى الإقليمية بالنسبة لقضايا الكرد في العراق ؟
2- كيف تمكنت الحركة الكمالية في تركيا من إقناع الحلفاء بأن القضية الكردية مسألة داخلية؟ وأجبرت بريطانيا وفرنسا وروسيا على رفض بنود اتفاقية سيفر المتعلقة بالأكراد .
3- ما أثر التحالف السوفيتي التركي على تسوية قضية الموصل في مؤتمر لوزان عام 1923م؟
4- ما أثر المعاهدات البريطانية – العراقية 1922 م و تعديلاتها و 1930 م ومشروع بورتسموث 1948 م على القضية الكردية ؟
5- ما الأهداف الرئيسية لميثاق سعد آباد لعام 1937 م وأثرها على القضية الكردية ؟
6- ما أبعاد المخططات الإقليمية لحلف بغداد لعام 1955 م على الحركة الكردية في العراق؟
7- كيف كانت ردود الأفعال الإقليمية تجاه ( الثورات الكردية _ الثورات القومية _ المعاهدات البريطانية _ الأحلاف الغربية )؟
8- إلى أي مدى تشابهت المواقف التركية الإيرانية من تطورات القضية العراقية وارتباطها بالشأن الكردي سلباً وإيجاباً ؟
9- ما أوجه الخلاف بين الحكومة العراقية والكرد في العراق خلال الأعوام 1958 م – 1970م؟
10- ما أسباب فشل بيان الحكم الذاتي للأكراد عام 1974 م ؟
11- ما أسباب تدخل الولايات المتحدة في دعم الحركة الكردية في العراق خلال الأعوام 1972م – 1974 م ؟
12- هل كانت ردود الأفعال المصرية إزاء القضية الكردية ثابتة أم متغيرة ومدى ارتباطها بالمصالح المصرية ؟
مناهج الدراسة :
اعتمدت الدراسة على مناهج البحث التالية :
اولاً – المنهج الوصفي ، الذي يتتبع بالوصف الأحداث التاريخية من مصادرها الاصلية .
ثانياً - المنهج التحليلي ، الذي يحاول بموضوعية تفسير مضامين المعاهدات والانتفاضات والأحداث في العراق من منظور تاريخي .
ثالثاً - المنهج المقارن , لإدراك أوجه التشابه والاختلاف بين المواقف الإقليمية للدول الكبرى ودول الجوار ولاسيما تركيا وإيران ازاء أكراد العراق .
التقسيم الموضوعي للدراسة :
تنقسم الدراسة إلى مقدمة وأربعة فصول وخاتمة .
جاء الفصل الأول بعنوان ( المواقف الإقليمية من الاتفاقيات والمعاهدات والأحلاف المتعلقة بالقضية الكردية في العراق ) وقد تطرق الفصل إلى اتفاقية سيفر 1920 م , والبنود المتعلقة بالقضية الكردية والدور البريطاني في تأسيس حكم ذاتي للأكراد , ومؤتمر لوزان 1923 م حيث استطاعت الحركة الكمالية في تركيا إقناع الحلفاء بإلغاء بنود معاهدة سيفر , كما يتناول المعاهدات البريطانية – العراقية 1922 م وتعديلاتها ومعاهدة 1930 م ومشروع معاهدة بورتسموث 1948 م وتأثيرها على الأكراد , وميثاق سعد آباد 1937 م لضرب القضية الكردية في العراق وتركيا وإيران , وحلف بغداد 1955 م بين العراق وإيران وتركيا وباكستان وبريطانيا بهدف تشكيل الحزام المعادي للإتحاد السوفيتي وقمع الحركات الكردية في ( العراق وتركيا وإيران ) , وقد واجه الحلف معارضة عربية واسعة , وأخيراً اتفاقية الجزائر 1975 م وبموجبها تنازل العراق عن نصف شط العرب لإيران لقاء غلق الحدود الإيرانية بوجه الثوار الكرد .
وجاء الفصل الثاني بعنوان ( المواقف الإقليمية من الثورات والحركات الكردية في العراق ) وينقسم إلى محورين الأول : الثورات والحركات الكردية في العهد الملكي 1919 م – 1958 م ومنها ثورات وحركات الشيخ محمود الحفيد 1919 م _ 1931 م بعد تعيين الشيخ محمود حاكماً على السليمانية 1919 م فعمل على إحكام قبضته على المناطق الكردية فقررت الحكومة العراقية والإدارة البريطانية القضاء عليه , والثورات البارزانية الأولى في العهد الملكي 1931 م – 1932م, وجاء قمع حركة بارزان الأولى ليمهد لثورة قادها الملا مصطفى البارزاني 1943 م – 1945 م رداً على السياسة البريطانية ومصالحها الاستعمارية , وعالج المحور الثاني : الثورات والحركات الكردية في العهد الجمهوري 1958 م _ 1975 م , ومنها ثورة أيلول 1961 م حيث حاول الشعب الكردي التعبير عن هويته والمطالبة بحقوقه القومية وتمكن من اقرار الحكم الذاتي , ثم حركة الملا مصطفى البارزاني 1974 م , ورغم تأييد الشعب الكردي للثورة إلا أنها تعرضت لانتكاسة في معاهدة الجزائر .
وجاء الفصل الثالث بعنوان (رد الفعل الإقليمي تجاه الكرد وتطور الحركة الوطنية العراقية) الذي يتقسم إلى محورين الأول : دور الكرد في ثورة العشرين وكذلك السياسة البريطانية تجاه الكرد وتنصيب فيصل ملكاً على العراق وضم كردستان الجنوبية إلى العراق والمواقف الإقليمية منها . أما المحور الثاني: الكرد ورد الفعل الإقليمي تجاه انقلاب بكر صدقي 1936 م , وحركة رشيد عالي الكيلاني 1941 م ومشاركة الأكراد في انتفاضة 1952 م وثورة 14 يوليو 1958 م التي اطاحت بالنظام الملكي الموالي للغرب ونصت المادة الثالثة من الدستور الجديد يعتبر الكرد والعرب شركاء في هذا الوطن , وقام عبدالوهاب الشواف في الموصل عام 1959 م بحركة عربية بتحريض من جمهورية العربية المتحدة وكان للأكراد دور في القضاء عليها وأخيراً ثورة 14 رمضان 1963 م التي أنهت حكم عبدالكريم قاسم.
وجاء الفصل الرابع بعنوان ( رد الفعل الإقليمي من مشكلة الهوية الكردية في العراق ) وتناول عن الكرد وعصبة الأمم في مشكلة الموصل واستقلال العراق وتضمن الكرد والحكم الذاتي في بيان 11 مارس 1970 م حيث توصلت الحكومة العراقية والقيادة الكردية إلى مشروع حل سلمي للقضية الكردية وعدت الاتفاقية إنجازاً مهماً على الصعيدين السياسي والاجتماعي في تاريخ القضية الكردية , إذ تم الاعتراف بحقوق الكرد في الحكم الذاتي لمنطقة كردستان العراق وتطرق للمواقف العربية ودول الجوار الجغرافي والدول الكبرى من الهوية الكردية , ويلاحظ أنه لم يكن للدول العربية سوى اهتمام ضئيل بالمشكلة الكردية حتى أواخر الخمسينات من القرن العشرين باعتبارها مشكلة عراقية داخلية فضلاً عن انشغال معظم الدول العربية بمشاكلها الداخلية .
وقد اعتمدت الدراسة على قائمة متنوعة من المصادر على رأسها :
- الوثائق العربية المنشورة وتشمل وثائق الديوان الملكي ووثائق وزارة الخارجية العراقية ووثائق مجلس النواب ووثائق الأحزاب العراقية .
- الوثائق الأجنبية المنشورة وتتكون من وثائق الخارجية البريطانية (Foreign Office ) ووثائق المستعمرات البريطانية ( Colonial Office ) ووثائق القوات الجوية البريطانية ( ( Royal Air Force ووثائق السياسة الخارجية للولايات المتحدة (Foreign Relations Of The United States) وأخيراً وثائق عصبة الأمم ( League Of Nations ) .
- بالإضافة إلى عدد من رسائل الماجستير والدكتوراه غير المنشورة وأخيراً مجموعة من المراجع العربية والمعربة والكردية والأجنبية , وعدد من الدوريات العربية والأجنبية والكردية.
الخاتمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
خرجت الدراسة الراهنة بعدد من النتائج من أهمها :-
1- لم تتفاعل الدول العربية مع القضية الكردية كثيراً في المرحلة الأولى لأنها لم تكن دولاً مستقلة بل ما زالت تخضع للنفوذ الأجنبي بشكل أو بآخر ولقد أرتبط بذلك عدم فهم ووعي الدول العربية بحقيقة المشكلة الكردية خلال هذه المرحلة وجاء تأسيس جامعة الدول العربية ليشهد تغير هذه الظاهرة باتخاذ بعض الدول العربية مواقف إيجابية تجاه تطور الحركة الكردية .
2- ارتبطت مواقف الدول العربية تجاه تطور الحركة الكردية بطبيعة العلاقات الثنائية التي تربط هذه الدول بالنظام في العراق خاصة مصر التي تأرجحت مواقفها بين الدعم والمعارضة حسب علاقة القاهرة ببغداد .
3- تغيرت الأطراف التي اعتمد عليها كرد العراق في دعم حركتهم الساعية لتحقيق مطالبهم المشروعة وكانت ايران آخر هذه القوى التي ساندت الحركة الوطنية الكردية وجاء تخليها عن الاستمرار في هذا الدعم إلى تعرض الحركة الكردية إلى انتكاسة كبيرة عام 1975 م في أعقاب اتفاقية الجزائر .
4- خرجت القوى الإقليمية بمكاسب من تسوية مشكلة الموصل فحصلت العراق على ولاية الموصل لتكون جزءاً من الدولة العراقية الحديثة , وتقرر مد أجل معاهدة 1922 م لمدة 25 عاماً وتنازلت فرنسا عن حقوقها في الموصل بمقتضى اتفاقية سايكس بيكو بإطلاق يدها في سوريا , وحصلت تركيا عن 10% من بترول الموصل بينما خرج الأكراد أنفسهم خاسرون تبخرت آمالهم سواءً في إقامة دولة مستقلة تضم أكراد المنطقة جميعاً أو حصول أكراد العراق على الحكم الذاتي.
5- لم تتحرك القوى الإقليمية كثيراً سلباً أو إيجاباً من عقد العراق لمعاهدات ثنائية غير متكافئة مع بريطانيا سواءً معاهدة 1922 م وتعديلاتها أو معاهدة 1930 م أو مشروع معاهدة بورتسموث 1948 م في الوقت الذي ظل الكرد يترقبون بنود هذه المعاهدات انتظاراً لإنصافهم وقد خرج الكرد خالي الوفاض من أية مكاسب ترتبت على هذه المعاهدات .
6- انقسمت القوى الإقليمية من مسألة تورط العراق في عقد مواثيق وأحلاف دولية خاصاً ميثاق سعد آباد 1937 م وحلف بغداد 1955 م فكان هناك من بين القوى الإقليمية من كان عضواً أساسياً في هذه الاحلاف مثل تركيا وإيران وهناك من أيدها من القوى العظمى أو شارك فيها مثل انجلترا التي كانت حليفاً أساسياً في حلف بغداد والولايات المتحدة والتي وإن كانت مهندس الحلف الأخير فقد اقتصرت مشاركتها الفعلية في اللجنة العسكرية ولجنة مقاومة النشاط الهدام فإن سوريا ومصر قد عارضتا حلف بغداد بشدة ولم تتخذ المملكة العربية السعودية ولبنان موقفاً ثابتاً في تلك القضية .
7- احتكر الشيخ محمود الحفيد وآل بارزان قيادة الحركة الكردية والتي ظلت زعامتها بين البرزنجي والبارزاني .
8- كان للأزمات الإقليمية والدولية انعكاستها الإيجابية والسلبية على تطور القضية الكردية والمواقف الإقليمية تجاهها خاصة رسم خريطة المنطقة في أعقاب الحرب العالمية الأولى وتطور أحداث الحرب الثانية وبروز مسألة الكويت ومشروعات الهيمنة في الشرق الأوسط والحرب الباردة .
9- كل الأطراف التي تدخلت في تطور المسألة الكردية بشكل أو بآخر كانت تسعى في المقام الأول إلى تحقيق مصالحها الخاصة خاصة بريطانيا والولايات المتحدة والإتحاد السوفيتي وأخيراً إيران التي خرجت باقتسام شط العرب مقابل تخليها عن دعم الملا مصطفى البارزاني .
10- تورطت القوى العظمى سواءً ( بريطانيا وفرنسا ) أو ( الولايات المتحدة والإتحاد السوفيتي) بشكل سافر في القضية الكردية وكأنها من دول الجوار فكانت مواقفها مواقف إقليمية وليست دولية .
11- في الوقت الذي أقلق تركيا تطور النشاط الكردي وتعاظمه لكونها الأكثر قرباً من بغداد , كان لإيران موقف متأرجح بين القلق, والدعم كانت سوريا هي البوابة الخلفية للأكراد عندما يتعرضون لانتكاسات سواء أكراد العراق أو أكراد تركيا فلم يعاني أكراد سوريا مثلما عانى كرد البلدان الثلاث الأخرى .
12- أن الكرد لم يكونوا بعيدين عن مسألة تأسيس الدولة العراقية فشاركوا بشكل أو بآخر في ثورة العشرين والتي وأن لم تنجح في تحقيق استقلال العراق وطرد المحتل البريطاني فقد كانت خطوة على طريق بناء الدولة العراقية , كما شاركوا في تأسيس النظام السياسي العراقي من خلال الاستفتاء الذي جرى على تنصيب فيصل ملكاً على العراق ماعدا منطقتي رواندوز و السليمانية علاوة على المشاركة في تشكيل المجلس التأسيسي .
13- اختلفت مواقف القوى الإقليمية من مسألة بناء الدولة العراقية وإن اتسم معظمها بالسلبية لانشغال هذه القوى بإعادة ترتيب أوضاعها بعد أن وضعت الحرب الأولى أوزارها وإن تابعت فارس وتركيا هذا الأمر بترقب شديد وسيطر القلق على روسيا بينما تابعت بريطانيا خطواتها السريعة لبناء دولة تخضع لنفوذها .
14- حاولت القوى الإقليمية استثمار انقلاب بكر صدقي لتحقيق مصالحها فنجحت بريطانيا في إقناع تركيا وإيران والعراق وأفغانستان بتأسيس ما عرف بميثاق سعد آباد لفرض حصار قوي على تصاعد المد السوفيتي في المنطقة وحاولت إيران من خلاله تحقيق بعض أطماعها في منطقة شط العرب .
15- أحدثت حركة رشيد عالي الكيلاني ارتباكاً شديداً في المنطقة لأنها دفعت بريطانيا لإعادة حساباتها وسيطر على الجميع خوف أن تكون العراق الثغرة التي تنفذ من خلالها الأطماع النازية وبالتالي تتحول المنطقة إلى ميدان للحرب العالمية الثانية بما يترتب على ذلك من دمار وخسائر مادية وبشرية .
16- كانت الثورات والحركات الوطنية العراقية تعيد الحيوية للمنطقة وتجذب إليها أنظار ليس القوى الإقليمية فقط بل القوى الدولية حيث ساهمت هذه الحركات الوطنية في إعادة تلك القوى تقييم مواقفها في ضوء التطورات التي أحدثتها هذه الحركات الوطنية خاصة ثورتي 14 يوليو و 14 رمضان .
17- اختلفت مواقف الكرد من هذه الحركات الوطنية وحاولوا استثمارها لتحقيق طموحاتهم القومية .
18- تطابق المواقف والتوجهات التركية مع الموقف البريطاني بشأن القضية الكردية مما أسهم في إخماد الحركة الكردية بينما ظلت إيران تمنح قُبلة الحياة لهذه الحركة .
19- استنزفت المشكلة الكردية طاقات العراق وكردستان العراق المادية والبشرية على السواء .
20- ابتعدت بريطانيا كثيراً بالأماني القومية الكردية عندما حسمت مسألة الموصل بضمها للعراق الذي منحته الاستقلال دونما أي اعتبار للطموحات والأماني الكردية ودون وضع إجراءات وقائية تقدم لهم .
21- حسمت بريطانيا موقفها بضم الموصل لدولة العراق العربية للحيلولة دون قيام تحالف تركي إيراني سوفيتي يؤدي لإضعاف النفوذ البريطاني في كردستان الجنوبية باستثمار نفوذها خلال مؤتمر لوزان وداخل أروقة عصبة الأمم , ولم تخرج بريطانيا خالية الوفاض بمد أجل معاهدة 1922 م لمدة 25 عاماً والحفاظ على مصالحها النفطية .
22- أدى استمرار النظر إلى الأكراد على أنهم أقلية عراقية لا يمثلون قومية , وإحتواء المطالب القومية الكردية ودمجها في خانة الأقليات اللغوية والثقافية ومعاملة الكرد كعراقيين وحسب يتم صهرهم بالهوية الوطنية العراقية إلى إجهاض أي محاولة حقيقية لمنح الكرد حقوقهم المشروعة .
23- كانت الفجوة شاسعة بين الأطروحات التي قدمتها حكومة بغداد لمنح الكرد الحكم الذاتي ( بيان 11 مارس 1970 م _ قانون الحكم الذاتي 33 لسنة 1974 م ) والمقترحات التي طرحتها الحركة الكردية وعلى رأسها الديمقراطية للعراق والحكم الذاتي لكردستان بين إفتئات على حقوق الكرد وبين نزعة انفصالية حادة عن دولة العراق .
24- أن سيطرة القوى العظمى على المنظمات الدولية حال دون تبني هذه المنظمات خاصة الأمم المتحدة لقضايا الأكراد بصفة عامة وفي العراق بصفة خاصة ويتأكد ذلك عندما تم الحيلولة دون إدراج المأساة الكردية على جدول المنظمة الدولية .
25- أن القضية الكردية قضية عراقية لارتباطها الشديد بواقع العراق السياسي في عرقية شعبه وعقيدته ولغته , وهي في نفس الوقت قضية إقليمية لأنها شغلت طوال القرن العشرين ومازالت كل دول المنطقة التي تأثرت بشكل أو بآخر بتطور هذه القضية , كما أنها قضية إسلامية لأن الدول التي توزع عليها الكرد هي دول إسلامية ( العراق _ تركيا _ إيران _ سوريا ) وهي أخيراً قضية دولية لأن القوى العظمى في العالم تطورات بدرجة أو ما في فعاليات وتطور هذه القضية ولا يمكن تجاهل كونها قضية عربية كردية .
26- في الوقت الذي أيد الاتحاد السوفيتي مشروع الحكم الذاتي بمقتضى بيان مارس 1970م أبدت الولايات المتحدة قلقها مدركة أن مصالحها الاستراتيجية تقتضي عدم تلبية المطالب الرئيسية للكرد لحرصها على استمرار انشغال الجيش العراقي وعدم تهديده أمن إسرائيل التي شاركت الولايات المتحدة قلقها.