الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص لقد اهتمت معظم الدراسات التي بحثت أحوال القوى الإسلامية إبان الغزو الصليبي للعالم الإسلامي ، بالتركيز على إطارين من الدراسة : الإطار الأول خاص بأحـوال القـوى الإسلامية الكبرى و المتمثلة في الخلافة العباسية و الخلافة الفاطمية ، أما الإطار الثاني فقد اهتم بدراسة القوى المحلية في بلاد الشام - وهى مقصد الغزوة الصليبية – مغفلة وجود قوى إسلامية صغيرة خارج هذا النطاق ، في منطقة ليست بعيدة عن بلاد الشام ، وهى بلاد العراق ، نمت بصورة طفيلية على حساب القوى الإسلامية الكبرى محدثة حالة من عدم الاستقرار لهذه القوى ؛ الأمر الذي جعلها غير قادرة على التفرغ لصد غارات الصليبين المعتدين 0 ومن بين القوى الصغيرة التي أرقت مضجع الخلافة العباسية ، إمارة بنى مزيد ، التي لم يكن ظهورها سوى نتيجة مباشرة لضعف الخلافة العباسية ، وانشغال المتغلبين عليها بمصالحهم الشخصية و صراعاتهم على الملك ،بويهين كانوا أم سلاجقة 0 وبدلاً من أن تكون عوناً للقوى الكبرى للتصدى للخطر الداهم الذي اجتاح بلاد الشام في نهاية القرن الخامس الهجري / الحادي عشر الميلادي ، استغلت الصراعات على كرسى السلطنة السلجوقية ، و كرست جهودها لتثبيت استقلالها بغض النظر عن المصالح الإسلامية الكبرى 0 ومن هنا جاء اهتمامي بدراسة إمارة بنى مزيد سياسياُ و حضارياُ ؛ علني أن ألقى الضوء على مزيد من الأسباب وراء محدودية رد فعل الخلافة العباسية و سلطنة السلاجقة على الغزوة الصليبية في مراحلها الأولي و مما دفعني إلى دراسة هذه الإمارة هو مذهب بنى مزيد الشيعي وهو مذهب يخالف مذهب الخلافة العباسية السني ، فكيف سمحت الخلافة السنية بقيام إمارة شيعية في كنفها ، قريباُ من مركزها في بغداد، في وقت تنامي فيه خطر الدعاة الفاطميين ، وما يمكن أن يشكل من خطر على مستقبل الخلافة العباسية 0 |