الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص لقد تزايد الاهتمام بالبحث في علاقة التعلم بتركيب ووظيفة المخ في العقود الأخيرة، حتى أصبح هذا المجال البحثي يعد فرعاً من فروع علم النفس التربوي فيما يعرف باسم ”التعلم المؤسس على المخ” ”Brain-based Learning”؛ ذلك أن المخ البشري هو الذي يستقبل التعلم كما يعد مصدر الاستجابات المتعلمة التي تصدر عن الفرد. والمخ Brain هو تكوين عصبي يقع داخل عظام الجمجمة، وينقسم إلى عدة أقسام، تنقسم بدورها إلى أجزاء أخرى، أكبرها وأهمها هو السيريبرام Cerebrum وينقسم إلى نصفيّ كرة متماثلين تقريباً يسميان النصفين الكرويين، ويكون انقسامهما عن طريق شق طولي عميق يفصل بينهما دون أن يكون مانعاً للاتصال، بينما يكون ارتباطهما معاً عن طريق ألياف عصبية تسمى الجسم الجاسئ ”المقرن الأعظم” Corpus Callosum، وينقسم كل نصف كرة إلى أربعة فصوص Lobes تبعاً للعظام التي تقع تحتها بالجمجمة، وهذه الفصوص هي: الجبهي Frontal والجداري Parietal والصدغي Temporal والقُذالي (القفوي) (المؤخري) Occipital، والحقيقة العلمية التي لا يمكن الجدال فيها أن كل نصف كروي من المخ يتحكم في النصف المعاكس من الجسم نتيجة للتصالب العصبي للحزم العصبية قبل دخولها إلى المخ، فيتحكم النصف الكروي الأيمن للمخ في النصف الأيسر من الجسم أما النصف الكروي الأيسر للمخ فيتحكم في النصف الأيمن من الجسم. وتقودنا الدلائل من علم التشريح إلى أنه عندما يحدث تلف لجزء محدد من المخ فإن هذا التلف يمكن أن يخبر العلماء عن وظيفة هذا الجزء، وأنه في حالة فقد الإنسان إحدى القدرات العقلية تظل قدراته العقلية الأخرى سليمة، ولقد كانت هذه المعرفة هي البذرة التي قادت هوارد جاردنر Howard Gardner لنظرية الذكاءات المتعددة Multiple Intelligences Theory، تلك النظرية التي لاقت اهتماماً كبيراً من علماء النفس المعرفيين منذ بزوغها مما يمكن عزوه إلى زيادة الاهتمام بالفروق الفردية في عالم اليوم وازدياد مسئولية التربية عن مراعاة تلك الفروق الفردية بحيث أصبح التعلم يهدف إلى الوصول بكل فرد إلى أفضل مستوى عقلي مناسب له في ظل فهم قدراته الخاصة. |