![]() | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص ان الجانب الدلالى للأفعال العربية لم يحظ باهتمام الدارسين لها؛ فقد تعددت وجوه دراستها من جوانب متعدده ومتنوعة ، فهناك محاولات كثيرة لدراستها دراسة صرفية أو نحوية أو تركيبية أو صوتية الى غير ذلك من الدراسات. ولقد عالج اللغويين العرب فى دراستهم للفعل بعض دلالاته على المستويين النحوى والصوتى ؛ يقول الدكتور تمام حسان :”عرف النحاة الفعل بأنه مادل على حدث وزمن ، ودلالته على الحدث تأتى عن اشتراكه مع مصدره فى مادة واحدة ، والمعروف ان المصدر اسم الحدث فما شاركه فى مادة اشتقاقه كالفعل والصفة والميميات ، لابد ان يكون على صلة من نوع ما بمعنى الحدث أو زمانه أو آلته . وأما معنى الزمن فإنه يأتى على المستوى الصرفى من شكل الصيغه وعلى مستوى النحوى من مجرى السياق ، ومعنى إتيان الزمن على المستوى الصرفى من شكل الصيغة أن الزمن هنا وظيفة الصيغة المفردة ، ومعنة ان الزمن على المستوى النحوى من مجرى السياق ان الزمن فى النحو وظيفة السياق وليس وظيفة صيغة الفعل ؛ لان الفعل على صيغة (فعل)قد يدل فى السياق على (المستقبل) ، والذى على صيغة (المضارع) قد يدل فيه على (الماضى) . فقول النحاة” والزمن جزء منه” قول مقبول على مستوى الصرف فقط . ويحكم الدكتور تمام حسان على دراسة النحو بأنها كانت تحليلية لا تركيبية ” اى أنها كانت تعنى بمكونات التركيب أى بالأجزاء التحليلية فيه أكثر من عنايتها بالتركيب نفسه، فأهملوا طائفة من المعانى التركيبية والمبانى التى تدل عليها، ثم يدلل على رأيه بأمثلة توضيحية . ويشير أيضاً الى الأخطاء المنهجية التى وقع فيها النحاة وكان من أخطرها أنهم ”درسوا زمن الأفعال على المستوى الصرفى ، وهى فى عزلتها عن التراكيب ولم يختبروا نتائج دراستهم الا فى تركيب الجملة الخبرية البسيطة فرأوا الماضى ماضياً دائماً والمضارع حالاً أو استقبالاً دائماً؛ فوضعوا بذلك قواعدهم الزمنية ، ثم اصطدموا بعد ذلك بأساليب الإنشاء والإفصاح؛ فنسبوا وظيفة الزمن الى الأدوات وهى منه براء والى الظروف وهى تفيده معجميا لا وظيفياً . |