الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص هذا البحث الذى بين أيدينا ، والذى هو بعنوان: ( زراعة الكروم وصناعة النبيذ فى مصر إبان العصر البطلمى فى ضوء الوثائق البردية) يهدف إلى توضيح أن مصر قد عرفت زراعة الكروم وصناعة النبيذ منذ أمد بعيد ، تمتد جذوره إلى العصور المبكرة لمصر الفرعونية ، ذلك لأن النبيذ كان الشراب المفضل لدى علية القوم والسادة فى مصر القديمة ، فى حين كانت الجعة هى الشراب الشائع بين عامة الشعب المصرى ، ويعزى ذلك إلى ارتفاع ثمن النبيذ مقارنة بالجعة . وذلك على خلاف مع الإغريق الذين استوطنوا فى مصر بخاصة فى إقليم الفيوم ، وكانوا شديدى الألفة بزراعة الكروم ، ويجيدونها إجادة تامة0 على عكس المصريين الذين برعوا فى زراعة الحبوب الغذائية ، التى كانت عماد ثروة البلاد ، ومما لاشك فيه أن الإغريق الذين ساعدوا على انتشار زراعة الكروم فى أرجاء البلاد إبان العصر البطلمى .وإنه لمن الخطأ القول بأنهم هم الذين أدخلوا هذه الزراعة وأوجدوها من عدم ، لا بل يعود لهم الفضل فى نشرها فقط ، بحيث وصلت إلى درجة كبيرة من الأهمية والانتشار ، بحيث أصبحت زراعة نقدية اعتمد عليها الاقتصاد البطلمى اعتمادًا كبيرًا ، وذلك بفضل العوائد المالية الكبيرة التى كانت تحصلها الدولة من الضرائب المختلفة التى فرضتها على زراعة الكروم وصناعة النبيذ ويأتى على رأسها ضريبة الأبومويرا.ولقد أولت الإدارة البطلمية الكثير من الأهمية والعناية لزراعة الكروم ، بحيث كانت الشغل الشاغل لنفر كبير من اليونانيين الوافدين من أبرزهم زينون ، وذلك فى صدر العصر البطلمى ، مما أدى إلى توفر عددًا لابأس به من المتخصصين فى زراعة الكروم ، والذين طاب لهم المقام فى إقليم الفيوم والأقاليم المجاورة ، مما أعطى فرصة كبيرة لانتشار هذه الزراعة العامة والحساسة. |