Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
أخلاقيات فن التفاوض عند النبي(صلى الله عليه وسلم) وكيفية استفادة ممارسي العلاقات العامة منها /
المؤلف
حفنى، عبد اللطيف فؤاد عبد اللطيف.
هيئة الاعداد
باحث / عبد اللطيف فؤاد عبد اللطيف حفنى
مشرف / فاطمة الزهراء صالح أحمد
مشرف / صفاء عبد الرحيم برعي
مناقش / عزت شحاته كرار
مناقش / عبد الله محمد يوسف
الموضوع
فن التفاوض الشريعة الإسلامية .
تاريخ النشر
2024 م.
عدد الصفحات
300 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
الدراسات الدينية
تاريخ الإجازة
1/9/2024
مكان الإجازة
جامعة سوهاج - كلية الآداب - الدرسات الاسلامية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 323

from 323

المستخلص

إشكالية الدراسة:
يمثل التفاوض أحد الأنشطة التي يمارسها جميع الأفراد بهدف تبادل السلع والخدمات وتحديد الحقوق والالتزامات وتعظيم العلاقات فيما بينهم على وفق أساليب إنسانية تسهم في إنهاء الخلافات والنزاعات والمشكلات بينهم، وقد ازدادت أهمية التفاوض بين الأفراد في هذه المرحلة بسبب النمو الكمي والنوعي في العلاقات بين الأفراد نتيجة للتطورات الكبيرة والمتسارعة في المجالات الاقتصادية والسياسية والعلمية والتقنية.
وبالرغم من أهمية فوائد تلك التطورات في تحقيق نقلة نوعية نحو الأفضل في حياة جميع الأفراد لكنها أدت في الوقت ذاته إلى علاقات وصراعات حادة بينهم بسبب اختلافهم في الأراء والاهتمامات والأهداف والحاجات وتعارض المصالح، إضافة إلى ذلك فان جميع المنظمات الصناعية والتجارية والعلمية والسياسية ومنظمات المجمع المدني تقوم بالعديد من المفاوضات باستمرار من أجل تبادل السلع والخدمات والبيانات والمعلومات التي تمكنها من تحقيق الأهداف التي تسعى إليها من الأنشطة التي تقوم بها، كما أن جميع الدول تقوم بإجراء المفاوضات التجارية والسياسية والعسكرية والعلمية والثقافية وغيرها من المفاوضات الأخرى بهدف تنظيم علاقاتها مع بعضها والحد من اندلاع الحروب المروعة التي تلحق بالإنسانية أضرارا مادية ومعنوية تبقى تعاني من آثارها السلبية أمدا طويلا. ولقد أدركت الدول المتقدمة افراداً ومؤسسات اهمية التفاوض في تحقيق الأهداف التي تسعى إليها بكفاءة عالية ولذلك أخذت توسع في التفاوض في جميع المجالات واستحدثت العديد من المعاهد والمراكز المتخصصة التي تعنى بهذا النشاط الحيوي بهدف إعداد المفاوضين المؤهلين لإدارة مختلف المفاوضات بكفاءة عالية وايجاد الحلول الناجحة التي تسهم في تنظيم العلاقات وإنماء الخلافات بأساليب سلمية متطورة ساعدت على توظيف الإمكانات المتاحة لها في المجالات التي تسهم في استدامة عمليات التطور والارتقاء بحياة الأفراد إلى المستويات الأفضل في جميع الأنشطة الإنسانية .
لقد ساد في عصرنا الحاضر انتشار الخلاف والنزاع الذي يصل إلى الخصومات والفرقة والتي من أهم أسبابها غياب فن التفاوض العقد عند تضارب الآراء والمصالح في الحوار والنقاش بين المسلمين، ولذا فقد دعت الحاجة إلى إبراز نموذج رائد في الإسلام من خلال شخصية الرسول (صلى الله عليه وسلم ) وكيفية تعامله مع هذه المهارة في صلح الحديبية، ويمكن صياغة مشكلة هذا البحث في السؤال الرئيس التالي: ما اتفاقيات فن التفاوض عند النبي (صلى الله عليه وسلم ) وكيفية استفادة ممارسي العلاقات العامة منها؟
أهمية الدراسة :
1. التشرف بخدمة سيرة النبي (صلى الله عليه وسلم ) ، والاغتراف من معالمها وإبراز بعض كنوزها.
2. حاجة الناس لمعرفة سيرة الرسول (صلى الله عليه وسلم ) والاقتداء بها.
3. يعد التفاوض من الأنشطة التي يقوم بها جميع الأفراد والجماعات والمنظمات والدول بصورة مستمرة هدف تبادل السلم والخدمات وتحديد الحقوق والالتزامات والتوصل إلى حلول المشكلات وإنهاء الخلافات الناجمة من تعارض المصالح واختلاف الآراء والمعدات.
4. ابراز سلوك ومهارات التفاوض عند النبي (صلى الله عليه وسلم ) ، وأثرها في سلوك المجتمع الإسلامي.
5. حاجة الأمة الإسلامية لمهارة التفاوض وأثرها على حل مشاكلها الداخلية والخارجية.
6. تعد المفاوضات من الأنشطة الضرورية لاستمرار حياة جميع الافراد في مختلف دول العالم على وفق أساليب إنسانية متطورة تسهم في تحقيق أهداف الأطراف التي تعيش في هذا العالم وإنهاء المشكلات والخلافات وتعارض المصالح بينها.
أسباب اختيار موضوع الدراسة :
1) قلة المكتبات من مراجع فن التفاوض ومعالجتها من منظور إسلامي. ولتأصيل الجواب المختلفة للدولة الإسلامية التي ننشدها مستفيدين من تجارب الدولة الإسلامية الأولى.
2) منح المجال واسعاً للبحث والتنقيب والوصول إلى نظريات في هذا الجانب، وتقديم نموذج ناجح في مهارة التفاوض.
3) تقليل النزاع والخصومات بين المسلمين في حال الحوار واختلاف الرأي وتقويم السلوك فيه.
4) استفادة ممارسي العلاقات العامة من المنهج النبوي واخلاقيات فن التفاوض عند النبي(صلى الله عليه وسلم ).
منهج الدراسة:
المنهج الوصفي، وسوف يستعمل أسلوب الحالة الدراسية حيث يهدف منهج دراسة الحالة إلى التعرف على وضعية معينة أو مؤسسة أو برنامج أو مجموعة من الناس بطريقة مفصلة وعميقة. وهناك العديد من التعريفات لدراسة الحالة فقد عرفها عبد الباسط حسن بقوله إن دراسة الحالة هي المنهج الذي يتجه إلى جمع البيانات العلمية المتعلقة بأي وحدة سواء كانت فردا أو مؤسسة أو نظاماً اجتماعيا، وهو يقوم على أساس التعمق في دراسة مرحلة معينة من تاريخ الوحدة أو دراسة جميع المراحل التي مرت بها ، وذلك بقصد الوصول إلى تعمیمات متعلقة بالوحدة المدروسة وغيرها من الوحدات المتشابهة، لدراسة لبعض حالات التفاوض كنماذج وطريقة إدارتها عند النبي (صلى الله عليه وسلم ) ليصل إلى مجموعة من المبادئ والأسس وأخلاقيات فن التفاوض بغرض الاستفادة منها في ممارسة العلاقات العامة.
كما اتبع البحث المنهج الاستقرائي لما ورد من مهارات التفاوض عند النبي صلى الله عليه وسلم ، سواء كان في كتب السيرة أو في كتب علم التفاوض.
النتائج العامة للدراسة:
أوضحت الدراسة أن العلاقات العامة بجميع صورها من دعوة أو أعلام حضور واسع ومتميز في ثنايا القرآن الكريم الذي يعد بحق المدرسة الاولى في الاعلام والسياسة والادارة، وادارة عمليات التفاوض من خلال المنهج النبوي، حيث أنه منذ الايام الاولى للإسلام استخدم النبي الله الطرق الدبلوماسية في الدعوة الى الله سواء من خلال الرسل أو الكتب او الحوارات، ثم توسعت هذه الطرق بعد الهجرة للمدينة فأخذت المراسلات طابعاً أكبر، وذلك لأنها أثمرت نتائج باهرة خصوصاً مع الحبشة في (افريقيا) ثم اوصلت صوت الإسلام الى فارس في (آسيا) والى روما في (اوروبا)، ووضع النبي صلى الله عليه وسلم من خلال مفاوضاته اسس واقعية للعلاقات العامة في التفاوض سواء في الحرب أو السلم، وذلك من أجل بناء دولة صالحة تتعايش مع الجميع بسلام وأمان.
كما تعد المفاوضات أحد أهم الوسائل لتبليغ الدعوة الإسلامية لما يقوم عليه من ترويج لمقاصد الشريعة وتوضيح أسسها والدعوة لها، ولأنه يعتمد السلم في تبليغ الرسالة فقد انفردت به الدولة الإسلامية على خلاف باقي الدول والأمم الأخرى التي تستخدم القوة وحد السيف والترويع في نشر ثقافتها وحضاراتها، وكان الرسول صل عليه وسلم أول من اعتمده في تبليغ دعوته في كثير من محطات بناء دولة الإسلام سواء مع الأقربين من كفار قريش أو مع غير المسلمين من باقي الديانات والدول الأخرى من خلال إرسال الرسل لتبليغ الدعوة لهم، أو من خلال القيام بمعاهدات صلح من حين لآخر مع القبائل العربية المجاورة، وفي ذلك أهم أسس العلاقات العامة في الاسلام.
ويعتبر صلح الحديبية أحد المرجعيات الهامة في المفاوضات الذي رسخها الرسول صلى الله عليه وسلم ودأب عليه الخلفاء الراشدون من بعده وجعلوها نبراسا في تعاملهم مع غيرهم من المسلمين، غير أن التوسع والتمدد الذي شهدته الدولة الإسلامية واكتسابها لجيران جدد وسع حجم ونطاق المفاوضات التي تباشر في أمصار وأقطار الدولة عبر حقب زمنية مختلفة كانت تقدم فيها نماذج راقية عن حقيقة المفاوضات في ترسيخ أهمية ممارسة العلاقات العامة في الإسلام.
ومما سبق نستخلص من كل ذلك أن العلاقات العامة الاسلامية في ادارة المفاوضات باعتبارها مفهوما سياسيا إسلاميا يفترض حتما التنقيب عنها فيما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية، وفيما يمكن الاستفادة منه في التاريخ الإسلامي عامة، لذلك يتضح جليا أن المفهوم كان على تداول واسع وراسخ في الإسلام، نحت معناه وصقل عبر مراحل متفاوتة من تاريخ الحضارة الإسلامية التي كانت بدايتها مع دولة رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم بعدها الخلافة الراشدة وحتى يومنا هذا، كما أن للعلاقات العامة أهمية كبيرة بإدارة وتسيير العملية التفاوضية في المؤسسة، فالعلاقات العامة وظيفة إدارية اتصالية تمارس في المؤسسة فهي تساهم ايجابيا في إدارة المفاوضات بين الأفراد وتحقيق الرضا والتفاهم بين الأطراف المتفاوضة، وجعل جو العمل يتسم بالاحترام والتعاون المتبادل، وذلك من خلال مختلف الوظائف والأنشطة التي تقوم بها المؤسسة من اتصال وتخطيط وتقويم وإنتاج، فالعلاقات العامة تلعب دورا استراتيجيا هاما في تسيير وإدارة مختلف العمليات الإدارية في المؤسسة، وبالتالي فهي تساهم في زيادة فعالية المؤسسة وتحقيقها لأهدافها.