Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
فعالية برنامج إرشادى انتقائي في تخفيف قلق المستقبل
وأثره على الشعور بالانتماء لدى طلاب الجامعة
/
المؤلف
حسين، دعاء كمال الدين
هيئة الاعداد
باحث / دعاء كمال الدين حسين
مشرف / محمد محمد السيد عبدالرحيم
مشرف / إيهاب عبد العزيز الببلاوى
مشرف / أشرف محمد عبد الحميد
مشرف / أشرف محمد عبد الحميد
الموضوع
القلق طلاب الجامعة
تاريخ النشر
2024.
عدد الصفحات
190 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
الصحة النفسية
الناشر
تاريخ الإجازة
27/1/2024
مكان الإجازة
جامعة بني سويف - كلية التربية - الصحة النـفـسـيـة
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 196

from 196

المستخلص

إن متطلبات الحياة المتزايدة نتيجة التطور العلمي والتكنولوجي والدافع النفسي لتلبيتها ومسايرتها تجعل الفرد يعيش حالة من الصراع الإيجابي والسلبي في أن واحد، فالجانب الإيجابي يعتبر عاملًا محفزًا لمواصلة العمل والتحدي والجهد للتطلع إلى مستقبل أفضل، وذلك لبلوغ أهداف يسعي بجدية لتحقيقها، أما الجانب السلبي فقد يتعرض الشخص لكثير من الإحباطات نتيجة مخاوف من طموحات مرغوبة يصعب تحقيقها، إذ تولد حالة من القلق أو الخوف والقلق من المستقبل والشعور بالتهديد بالخطر .
ويكون القلق من المستقبل عند الشباب نتاجاً لغياب الأمن النفسي في مجتمع لا يتيح له فرصة الوفاء بالتزاماته فيشعر بأنه في وسط عالم عدائي ملئ بالتناقضات لكونه يقف حائلاً أمام تحقيق ذاته من خلال دور اجتماعي يعطيه الإحساس بالتفرد لأن فقدان الإنسان لذاته المتفردة يجعله لا يشعر بالأمان وينتابه القلق ويغيب المعنى من حياته (أبو بكر مرسي، 2002، 109) (1).
ويرى مولين Molin (2009) أن كل أنواع القلق تقريباً يتضمن عنصر المستقبل، لكن المستقبل هذا يكون محدداً جداً ربما لدقائق، أو ساعات أو أيام على الأكثر، أما مفهوم قلق المستقبل فيرى مولين بأنه يشير إلى المستقبل المتمثل بمسافة زمنية أكبر، وبأنه يمكن تصور قلق المستقبل كحالة من التخوف والغموض، والخوف، والهلع والاكتراث لتغييرات غير مواتية في المستقبل الشخصي البعيد أو يشير إلى توقع حدوث أمر سئ، كأن تقلق الفتاة بشأن نجاحها في أن تكون أُماً جيدة في المستقبل.
وأشار الزواهرة (2014، 50) إلى أن قلق المستقبل قد يكون قلق محدودًا يمكن أن يدرك الفرد أسبابه ودوافعه وهذا الإدراك مصحوبًا بالخوف والشك والاهتمام الزائد بما سوف يحدث من تهديدات أو مخاطر أو تغيرات شخصية أو غير شخصية، وكل هذا ينشأ من الشعور باليأس وعدم الثقة بالنفس وعدم الأمان .
فالأفكار الخاطئة تولد قلق المستقبل للشخص إذ تجعله يحرف الواقع برؤيا غير حقيقية وكذلك المواقف والأحداث برؤيا غير صحيحة، مما تدفع به إلى حالات من الخوف والتوتر قد تفقده السيطرة على مشاعره وأفكاره، وهذا بدوره يساعد على عدم الأمن والاستقرار النفسي للشخص، ولكن نلاحظ في بعض المواقف الإيجابية وإن كانت بسيطة لكن تأثيرها كبيرعلى الشخص، قد تعيد إليه الفرح والتفاؤل والسعادة في الحياة، والعكس عند تذكر بعض المواقف المؤلمة له أولصديق أولقريب فقد تزيد القلق لديه وتزيد من النظرة التشاؤمية لحاضره ومستقبله والشعور بالخوف من الموت، والخوف من مواجهة المواقف المستقبلية بالشكل الإيجابي والصحيح، وتدفع به إلى الإنطواء والعزلة واتباع أساليب الحيل الدفاعية اللاشعورية غير السوية؛ فقلق المستقبل يشكل مزيج من الأمل في تحقيق الأهداف والخوف والرعب في نفس الوقت (زينب شقير، 2005، 5).
ويرى بريزميسلو وهايمان أن قلق المستقبل قد ينشأ عن أفكار خاطئة ولاعقلانية لدى الفرد تجعله يؤول الواقع من حوله وكذلك الموقف والأحداث والتفاعلات بشكل خاطئ، مما يدفعه إلى حالة من الخوف والقلق الذي يفقده السيطرة على مشاعره وعلى أفكاره العقلانية ومن ثم عدم الأمن والاستقرار النفسي، وقد يتسبب هذا في حالة من عدم الثقة بالنفس وعدم القدرة على مواجهة المستقبل والخوف والذعر الشديدين من التغيرات الإجتماعية والسياسية المتوقع حدوثها في المستقبل مع التوقعات السلبية لكل ما يحمله المستقبل، ومن ثم القلق النفسي الشديد الذي يأخذ أشكالًا مختلفة مثل الخوف من المجهول (المستقبل) غير المستند على الأدلة والبراهين المادية أى حالة قلق المستقبل، وبالتالي فإن قلق المستقبل يشكل خوف مزيج من الرعب والأمل بالنسبة للمستقبل والأفكار الوسواسية، وقلق الموت، واليأس بصورة غير معقولة تجعل صاحبه يعانى من التشاؤم من المستقبل، وقد يعيش الحياة بشكل زائف فيلجأ إلى الكذب وقد يصل إلى الخداع والنفاق في التعامل مع الواقع من حوله (Przemysław & Haiman, 2017).
تتفرّد مرحلة الشباب عن غيرها، ففيها تكون الانطلاقة الحقيقيّة للحياة، فهي المرحلة التي ترفع الأسرة سلطتها عن الشخص، ليكون فرداً ذو شخصيّة تتّصف بالاستقلاليّة، لنجده يسعى إلى إقامة علاقات اجتماعيّة خارج نطاق العائلة. فالاهتمام بهذه الشريحة هو ضمان الاستمرارية فى المجتمع وتطوره، فهى تمثل الدعامة الأساسية للمراحل النمائية اللاحقة، حيث تتوقف عليها صحة الفرد النفسية وفيها تتحدد ملامح شخصيته وتتشكل قدراته واتجاهاته نحو ذاته ونحو العالم الخارجى وفيها أيضا يتعلم مفاهيم التعاون والعطاء والإيثار والالتزام والانتماء (حسيب عياش، وكمال سلامة (2015، 220).
ويمثل الانتماء إحدى الحاجات الضرورية فى حياة الانسان والتى ترجع جذورها إلى خبرات الطفولة، فالطفل يعى أن بقاءه وإشباع حاجاته رهن بارتباطه بوالديه وتعلقه بهما واقترابه منهما وانتمائه إليهما ثم تعمم الحاجة إلي الانتماء الأسرى لتشمل الانتماء إلى جماعات أخرى كثيرة تحقق أغراض مشابهة لما تحققه الأسره، أو تشترك معها فى تحقيقه. إن الانتماء غاية كل مجتمع يطمح إلى أن يسلك شبابه الطريق الصائب والتوجيه القويم، حيث تقوم المجتمعات بدورها بتلقين هذا الانتماء لأبنائها، فتنشأ أجيال واعية بما لها وما عليها، تبتعد عن الخطأ، وتدرك الصواب فتسعى إليه. ونحن نعيش في عصر يتطلب من الجميع أن يواجه كافة الطفرات المتغيرة، ومنذ حلول الألفية الثالثة بشكل عام، فإن إدخال الانتماء إلى شبابنا وحياتنا ومدارسنا أصبح ضرورى أكثر من أي وقت سابق.
ارتبطت فكرة الانتماء قديما بالعلاقة بين الإنسان والمكان الذى يوفر له مصادر الحياة، ومهما اختلفت أفكار علماء الاجتماع فإن العلاقة بين الإنسان ووطنه هى تلك المشاركة التى ترسخت مع الزمن والحياة وتحولت إلى شىء أكبر من مجرد توفير الخبز، فالانتماء لا يقتصر على مرحلة دراسية معينة لأن التربية من أجل المواطنة هي من المقومات التى تهدف إلى تنمية الشعور بالانتماء عند الطلاب في التعليم العام والعالي، وتزويده بالمعارف والمهارات والقيم والاتجاهات الإيجابية التي تُعده للاندماج في نسيج مجتمعه، والمشاركة في كل المسؤوليات السياسية، بما يُحقق صالح الوطن والمواطن (فاروق جويدة، 2004).
أن بعض الشباب أصبح يتصف باللامبالاة، والسلبية، وضعف والمشاركة، وفقدان روح الانتماء سواء للوطن، أو حتى للعمل الذى يقوم به، أو الشارع الذى هو منه، وإذا كان بعض الناس يشعرون بالإحباط لقلة ما يعرفونه عن موضوع الانتماء؛ فإن الشباب قد صاروا مجرد مشروعات ناقصة فهم مجرد مشروعات مواطنين، وليسوا مواطنين كاملين. وقد أشار إبراهيم علي السيد (2015، 192) إلى أن الانتماء الاجتماعى للشخصية المصرية مرهون بالإشباعات المادية والمعنوية لأفراده، وهو الأٌطر التى يستقى منها فى التنشئة الاجتماعية بما فيها من لغة، وفكرة، وثقافة.
ويجب أن يؤخذ فى الاعتبار أن مرحلة الشباب من أكثر الفئات العمرية حساسية تجاه ما حولهم، وإدراك الثقافة الخاصة بالشباب؛ ويقصد بذلك أن الشباب يمثلون مرحلة من النمو الإنسانى لها ثقافة خاصة، وتمثل إحدى الثقافات الفرعية، ويطور الشباب نتائج خبراتهم عن طريق غير رسمى؛ فتتضارب معاييرهم مع معايير الكبار، وقد تتميز بالرفض، أو الانعزال (جاسم الكندري، 2017، 195).
مشكلة الدراسة:
يمر المجتمع المصرى بمجموعة من التحولات والتغيرات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية فى شتى مناحى الحياة وخاصة شباب الجامعات الذى يعتبر فى مرحلة المراهقة مما أثرت سلبيا على انتمائه للبلد وخوفه من المستقبل فتهدف الدراسة الحالية إلى تخفيف قلق المستقبل لدى الشباب الجامعى ومعرفه تأثير ذلك على الانتماء لديهم. وتؤكد شقير (2005، 5) في تعرضها لموضوع قلق المستقبل على أنه “خلل أو اضطراب نفسي ينجم عن خبرات ماضية غير سارة، مع تشويه وتحريف إدراكي معرفي للواقع وللذات من خلال استحضار للذكريات والخبرات الماضية غير السارة، مع تضخيم للسلبيات, ودحض للإيجابيات الخاصة بالذات والواقع، تجعل صاحبها في حالة من التوتر وعدم الأمن؛ مما قد يدفعه لتدمير الذات والعجز الواضح, وتعميم الفشل وتوقع الكوارث، وتؤدي به إلى حالة من التشاؤم من المستقبل، وقلق التفكير بالمستقبل، والخوف من المشكلات الاجتماعية والاقتصادية المستقبلية المتوقعة، والأفكار الوسواسية وقلق الموت واليأس”.
وبناء على ذلك فإن مشكلة الدراسة تتحدد فى الإجابة على التساؤل التالى:
ما فعالية برنامج إرشادى انتقائي في تخفيف قلق المستقبل وأثره على الشعور بالانتماء لدى طلاب الجامعة؟
أهداف الدراسة:
تهدف الدراسة إلى تحقيق ما يأتى:
4. التعرف على فعالية البرنامج الإرشادى الانتقائي في تخفيف قلق المستقبل لدى طلاب الجامعة.
5. التعرف على فعالية البرنامج الإرشادى الانتقائي في تعزيز الانتماء لدى طلاب الجامعة.
أهمية الدراسة:
الأهمية النظرية:
- وجود ندرة فى الدراسات على حد إطلاع الباحثة التى تناولت فعالية برنامج إرشادى انتقائي تخفيف قلق المستقبل وأثره فى تعزيز الانتماء.
- اهتمامها بتعزيز الانتماء لدى طلاب الجامعة، والتأكيد على أن الإرشاد هو واحد من الخيارات المتوفرة الناجحة فى تعزيز الشعور بالانتماء لدى طلاب الجامعة.
الأهمية التطبيقية:
- كما ترجع أهميتها من الناحية التطبيقية فى ندرة البحوث التى تناولت هذا الجانب من خلال برامج إرشادية، تستند على عدد من الفنيات التى يمكن توظيفها فى تعزيز الشعور بالانتماء في هذه المرحلة.
- الاستفادة من البرنامج الإرشادى الذى تم تصميمه فى التخفيف من الشعور بالقلق تجاه المستقبل.
- فتح الطريق أمام درسات وبحوث أخرى فى هذا المجال.
مصطلحات الدراسة:
البرنامج الإرشاد الانتقائي:( selective Counseling)
هو إطارإرشادي مقترح في ضوء أسس علمية لتقديم المفاهيم المختلفة للاتجاهات النفسية في الإرشاد النفسي للوصول لفهم أعمق لمشكلات الفرد، ويقوم على تأسيس علاقة شاملة ودقيقة مع الآخرين (عيد، 2005، 14).
قلق المستقبل Future Anxiety:
عرفته شقير (2005) بأنه عاطفة غير سارة تتميز بالإجهاد والخوف من شيء مرتقب، وهي مشاعر نمر بها جميعاً في بعض الأوقات وبدرجات مختلفة.
وعرفته الباحثة إجرائيا بأنه الدرجة التي يحصل عليها الطالب على مقياس قلق المستقبل من إعداد الباجثة.
الانتماء: (Affiliation)
التعريف الإجرائي في هذه الدراسة ”الدرجة التي يحصل عليها الطالب على مقياس الانتماء من إعداد الباحثة.
حدود الدراسة:
تتحدد الدراسة الحالية بما يلي:
اقتصرت الدراسة على عينة بلغ حجمها (80) من طلاب وطالبات الفرقة الأولى كلية التربية بني سويف الشعبة العامة.
أدوات الدراسة:
اقتصرت الدراسة على استخدام الأدوات التالية:
(أ) مقياس قلق المستقبل. (إعداد الباحثة)
(ب) مقياس الانتماء. (إعداد/ آمال عبد السميع باظة، 2011)
(ج) البرنامج الإرشادي الانتقائي. (إعداد الباحثة)
منهج الدراسة:
التصميم المنهجي الذي اعتمدت عليه هذه الدراسة، هو: ”المنهج شبه التجريبي” باعتبار الدراسة تجربة هدفها التعرف على فعالية البرنامج الإرشادي (كمتغير مستقل) في تخفيف قلق المستقبل (كمتغير تابع) وأثره على الشعور بالانتماء (متغير تابع) لدى طلاب الجامعة
فروض الدراسة:
تتمثل فروض الدراسة الحالية في:
1. توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي درجات طلاب المجموعة الضابطة ومتوسط أقرانهم في المجموعة التجريبية في التطبيق البعدي لمقياس قلق المستقبل في اتجاه طلاب المجموعة الضابطة.
2. توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي درجات طلاب المجموعة التجريبية في التطبيقين القبلي والبعدي على مقياس قلق المستقبل في اتجاه القياس القبلي.
3. لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي درجات طلاب المجموعة التجريبية في التطبيقين البعدي والتتبعي على مقياس قلق المستقبل.
4. توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي درجات طلاب المجموعة الضابطة ومتوسط أقرانهم في المجموعة التجريبية لمقياس الانتماء في القياس البعدي لصالح المجموعة التجريبية.
5. لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي درجات طلاب المجموعة التجريبية في التطبيقين القبلي والبعدي على مقياس الانتماء في اتجاه القياس البعدي.
6. لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي درجات طلاب المجموعة التجريبية في التطبيقين البعدي والتتبعي على مقياس الانتماء.
نتائج الدراسة: أسفرت الدراسة الحالية عن مجموعة من النتائج هي:
-وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي درجات طلاب المجموعة التجريبية ومتوسط أقرانهم في المجموعة الضابطة في التطبيق البعدي لمقياس قلق المستقبل لصالح طلاب المجموعة الضابطة (المجموعة التجريبية في الوضع الأفضل).
-عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي درجات طلاب المجموعة التجريبية في التطبيقين البعدي والتتبعي لمقياس قلق المستقبل.
-وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي درجات طلاب المجموعة التجريبية ومتوسط أقرانهم في المجموعة الضابطة لمقياس الانتماء في القياس البعدي لصالح القياس البعدي.
-عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي درجات طلاب المجموعة التجريبية في التطبيقين البعدي والتتبعي لمقياس الانتماء.