الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص منذ أن استطاع العثمانيين فتح القسطنطينية على يد محمد الفاتح، ومن ثم السيطرة على المضايق وتحولها إلى مضايق عثمانية خالصة، وأصبحت ملك للمسلمين. رسخ لدى الأوروبيين الحقد، وزاد من ذلك قوة العثمانيين وتوسعهم داخل أوروبا، ومنذ ذلك الوقت وضعت أوروبا الكثير من الخطط والمؤامرات لإضعاف وإسقاط الإمبراطورية العثمانية وطردها من أوروبا. ومنذ القرن السابع عشر وبداية مرحلة الضعف العثماني الذي أصابها من الداخل، وتراخى القوى العسكرية التي كانت عماد قوة الإمبراطورية من تمردات قوات الإنكشارية وتدخلها في السياسة، بالإضافة إلى القلاقل داخل القصر السلطاني، وتنامى دور الصدور العظام في سلطتهم. كل هذا كان فرصة لا تعوض للأوروبيين في زيادة إضعاف الإمبراطورية من خلال مهاجمة أطرافها أو دعم الثورات والتمردات الداخلية ودعم عمليات الانفصال منها. وفى القرن التاسع عشر دخل الوضع العثماني إلى مرحلة خطرة من التدهور بسبب زيادة الامتيازات الممنوحة للأوروبيين، وضعف الاقتصاد العثماني. والذي كان يقف أمام عمليات تحديث الجيش وتنظيمه، بالإضافة إلى المحاولات المستميتة من روسيا من اجل السيطرة على المضايق والعاصمة العثمانية. وفى القرن العشرين دخلت الدولة العثمانية في عدة حروب زادت من إنهاك الجيش والاقتصاد مثل الحرب في ليبيا مع الإيطاليين وحروب البلقان الأولى والثانية بدعم من باقي الدول الأوروبية. حتى أتى عام 1914 م ودخلت الدولة العثمانية الحرب العالمية الأولى بجانب ألمانيا وهذا ما أعطى الفرصة لدول الحلفاء بالعمل على إنهاء الدولة العثمانية من الوجود أو طردها من أوروبا على اقل تقدير. فكانت المحاولة الكبرى عن طريق حملة الدردنيل في 1915 - 1916 م من اجل السيطرة على المضايق والعاصمة العثمانية وطردها من أوروبا وتفتيتها، ولكن شاء الله أن يكون للعثمانيين رأى أخر بعد أن استطاعوا مقاومة الهجوم البحري في 18 مارس وهزيمة أسطول الحلفاء هزيمة نكراء. ولحفظ الهيبة البريطانية تطور الهجوم إلى عمل برى بداية من شهر إبريل وخلال تلك ب الملخص ق الهجمات البرية تكبد الحلفاء خسائر ضخمة بسبب المقاومة الباسلة من الأتراك حتى اجبروا على الانسحاب وإنهاء العملية وتسجيل الانتصار الوحيد خلال الحملة وهو نجاح عمليات الإخلاء دون أي خسائر في الأرواح. ولكن شاء الله أن يدخل الحلفاء فيما بعد بنهاية الحرب العالمية الأولى من دخول المضايق والعاصمة العثمانية دون أي مقاومة وتحت الحماية العثمانية، وشاء الله مره أخرى أن تعود العاصمة والمضايق إلى العثمانيين عن طريق القوة وبيد أبنائها، ولكن عادت تلك المرة بدون الإمبراطورية العثمانية، وبداية الدولة التركية بقيادة مصطفى كمال اتاتورك. |