الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص تهدف هذه الدراسة إلى بيان أثر الأدلة الشرعية عند قطبين من أقطاب المعتزلة هما: ”الملاحمي الخوارزمي” (ت536هـ) و”تقي الدين النجراني” (ت 658هـ) ويمثلان آخر حلقة من حلقات الفكر الاعتزالي؛ لذا فإن الاقتراب كان واضحًا من فكر أهل السنة والجماعة فى قضايا أساسية فى دراسة العقيدة. وقد قاما بخلاف ما اشتهر به المعتزلة عبر تاريخهم الفكرى من إعلاء لشأن العقل، وتقديمه على الاستدلال بالأدلة السمعية، فكان تقديمهم للاستدلال بالأدلة السمعية من القرآن الكريم والسنة النبوية والإجماع فى قضايا كان يسبق فيها الاستدلال بالأدلة العقلية، فهما وإن لم يغفلا عن الاستدلال باجتهاد العقل، ولكنه المستهدى بأدلة الشرع، بل إن بعض القضايا يُقتصر فيها تقريبًا على الأدلة السمعية وحدها كالنبوات وغيرها. تتقدم الأدلة السمعية فى بداية قضايا كان الاستدلال فيها كما هو المعهود يبدأ بأدلة العقل عند المعتزلة، مثل قضايا إثبات الصانع ووحدانيته وتنزهه عن الحدوث، وقضايا الصفات، فأصبح الاستدلال بالأدلة السمعية طريقًا جديدًا ينبع من الأصول الإسلامية فيكون كافيًا بحسن الاستنباط واجتهاد العقل فى الوصول إلى النتائج التى تتوافق مع المذهب الحق فى قضايا العقيدة. وإن الرد على شبهات المخالفين ينبع من صميم دراسة العقيدة، لذا فقد تصدى ”الملاحمي الخوارزمي” و”تقي الدين النجراني” فى الرد على المخالفين فى إثبات الكرامات وتمييزها عن المعجزات التى تختص بالأنبياء – عليهم السلام –وحدهم، وكذلك فى الرد على منكرى بعث الأجساد، وأيضًا من القائلين بالتكفير والتفسيق للآخر المسلم لمجرد الإختلاف فى المذهبية الإسلامية مما يندّ عن بداهة الفطرة الإسلامية السويّة السمحاء. |