الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام علي أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد ﷺ وعلي آله وصحبه, ومن تبعه بإحسان إلي يوم الدين, وبعد؛ فالقرآن معجزة الله الخالدة التي لا تنتهي بانتهاء الأيام ولا تنقضي بانقضاء السنين والأزمان ولا يعتريه التقادم ولا تصيبه عوامل التعرية بل هو سابق للزمان والحدث وهو غذاء العقل والروح والجسد دستورنا الخالد نحيا به أعزاء ونقف عند معانيه وقفة تدبر وتأمل فيصيبنا الإعزاز والافتخار بما فيه من إعجاز وتشريف لانتسابنا لهذا الدين ونتأثر بمعانيه ونقف عند أحكامه ففيه الجديد دوما والإعجاز, وللقرآن الكريم جلالاً يملك حبات القلوب, وتأثيراً قوياً علي مشاعر الإنسان وعواطفه. وتعد السيميائية من الحقول المعرفية الراسخة في مجال الدراسات الحديثة؛ لأن استعمال الإشارات بشكل عام أمر يلازم كل ما هو حي, كما أنه يدخل في كل بيئة اجتماعية , فعنوان أطروحتي: سيميائية اللغة في الخطاب القرآني دراسة في سورة الحديد ويقصد بكلمة سيميائية: وهي علم يهتم بدراسة العلامة أيا كان مصدرها سواء البشر أو الحيوانات, لغوية وغير لغوية. و السيمياء اللغوية: هو مصطلح يتبنى دراسة العلامات اللغوية في منظورها اللساني؛ بربطها بعلاقات المعنى. ويقصد بالخطاب القرآني: هو كلام الله يحمل رسالة معينة موجها في بادئ الأمر إلى الرسول (عليه الصلاة والسلام) ليبلغ به صحابته ويتضح له ما خفي عنهم ومن ثم تنتقل الرسالة إلى الأمم الإسلامية جميعا ليبلغوا ما أمرنا به الله فنفعله وما نهانا عنه فنجتنبه. استخدمت المنهج السيميائي: ويعد المنهج السيميائي من الحقول المعرفية الراسخة في مجال الدراسات الحديثة؛ لأن استعمال الإشارات بشكل عام أمر يلازم كل ما هو حي. وجاء البحث في مقدمة, وتمهيد, وثلاثة فصول؛ والفصول مقسمة إلى مباحث؛ والمباحث مقسمة إلى مطالب. أما المقدمة؛ فتشمل أهمية اختيار الموضوع, والتساؤلات, والدراسات السابقة, والمنهج الخاص بالدراسة. والتمهيد؛ يشمل السيمياء (المصطلح بين النشأة والتعريف) والسيمياء قرآنيا. ومعنى الخطاب القرآني وأنواعه, والتحليل السيميائي لسورة الحديد. والفصل الأول وعنوانه ملامح وأشكال السيميائية اللغوية في الخطاب القرآني, ويشتمل على ثلاثة مباحث. و الفصل الثاني بعنوان سيميائية الحقول المعجمية والدلالية في سورة الحديد, ويشتمل على ثلاثة مباحث أيضا. والفصل الثالث بعنوان سيميائية البنى والأساليب اللغوية في سورة الحديد, ويشتمل على أربعة مباحث. والخاتمة وتشتمل على أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة, ومن أهمها؛ 1- إن القرآن الكريم كله كتاب علامات تتوزع على نوعين كبيرين: أ) علامات لغوية فهو أنزل بلسان عربي مبين ولا سبيل لفهمه إلا بفهم العلامات اللغوية المختلفة, ولذلك سماه الله بـ (الكتاب المسطور) ب) علامات كونية وجودية لأنه يدعونا إلى تأمل الوجود حولنا وتتبع علاماته الدالة على الله سبحانه وتعالى وتقودنا في النهاية هذه العلامات إلى الإيمان بالله علما ويقينا وإلى تتبع العلامات الدالة على الله وعلى وحدانيته وعلى بديع صنعه لهذا الكون. 2- الحديد من أهم العناصر والموارد التي خلقها الله ولولاه لما استقامت الحياة فالأمة عامة بحاجة إلى هذا العنصر في البناء والقوة وغير ذلك من الأمور التي تنتفع بها وترفع من شأنها كما أن الصورة تمارس أثرا نفسيا ضاغطا وفعالا على المتلقي ؛ فالقصد منها توجيهه الوجهة الصحيحة التي أرادها الله تعالى له فهي وسيلة مهمة وفعالة التي سعى الحق سبحانه عن طريقها إلى هداية عباده وتقريبهم من الجنة وإبعادهم عن النار وعذابها. 3- حظي العنوان بما هو إشارة وعلامة ذات أبعاد سيميائية دلالية بأهمية كبيرة خاصة أنه يشمل أول لقاء بين المرسل جل شأنه والمتلقي وهو أول ما يواجه المتلقي عند قراءته للنص وهو العتبة التي تؤسس وعي المتلقي وهو متناسق مع الموضوع الذي أتى تحته. 4- اسم السورة هو الذي تدور في مداره كل المعاني , وهو القطب الذي يجذب إليه كل الدلالات , فلفظة الحديد اسم جامد صور لنا قدرة الخالق عز وجل على الخلق وحماية ما خلق سبحانه , وعلى مصير الإنسان إما الفوز برضا الله , وإما الخسران والعذاب المهين. وفي النهاية لا يفوتني أن أشكر أصحاب الفضل علي فمن لم يشكر الناس لم يشكر الله, لذا فإنني أشكر الله وافر الشكر أن وفقني على إتمام هذا العمل. |