الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص إن من شأن الأمم التي تكون لديها رؤية لِما هو آتٍ ألا تنفصل لديها حركة الفكرة عن الواقع الذي يحْيوْنه ، كما أن الأمة التي تكون على هذه الصفة تُقدّر ما تم إنجازه من قِبل أعلامها الذين قدموا ما لديهم في حِقبة من الزمن ومن ثَم فلا يسع أبناء الأمة تجاهل هذا المجهود لأعلامها الذين ساهموا فيما وصلت إليه الأمة في وقتها الحالي. ولقد كان مُنطلق علماء الأمة في رؤيتهم التجديدية منذ الإمام الشافعي إلى عصرنا الحالي يصب في خدمة العصور التي وُجد فيها أولئك المجتهدون سواء على المستوى السياسي أو الثقافي أو الاقتصادي أو الاجتماعي ، وهذا كله يصب في المحافظة على هوية الأمة والمساهمة في تقدم مشروعها الحضاري ، وذلك حتى تستتب لها الأمور وتستطيع التعايش بين الأمم مسايرة لها في حركة الازدهار . ولعل من الواضح أن الرابط الذي يربط بين الذين حاولوا تقديم رؤية تجديدية كان منطلقهم هو المساهمة في أن تكون الريادة لهذه الأمة وتستمر مع مرور الزمان . والجدير بالذكر هو أن كل هذه الجهود التنظيرية التي حاول مفكري الأمة تقديمها في سبيل أن تكون الريادة لهذه الأمة ، إلا أن واقع الأمة لا ينُم عن تلك المحاولات التجديدية ، ولذلك كان هدف الدراسة بيان دور المفكرين _ النورسي وابن باديس _ وأثره في الأمة آنذاك، إضافة أنه يمكن الاستفادة منه في الوقت الحاضر في القضايا المعاصرة. وقد استخدمت الباحثة المنهج التحليلي المقارن لأنهما يتناسبان مع طبيعة موضوع الدراسة، وتكمن فيهما المقدرة على تحقيق أهدافها. وقد استنتجت الدراسة عدة استنتاجات أهمها: أن الفكر الحضاري عند النورسي وابن باديس صاغته الظروف البيئية التي كانت سائدة في تركيا والجزائر، وأن ضعف الأمة يكمن في استسلامها لوضعها الراهن وتخليهم عن أدنى أسباب النهوض الحضاري، فجاءت حركاتهم التجديدية الإسلامية المرتكزة على القرآن الكريم والسنة النبوية ووضع خطة للأسس الحضارية الإسلامية التي تستطيع النهوض بالأمة الإسلامية وتحريرها من القوى المسيطرة عليها، إضافة إلى مواجهة البدع والخرافات التي شوشت العقول الناشئة مما يؤدي الي فساد القرارات التي قد تتخذ مستقبلًا. |