الفهرس | Only 14 pages are availabe for public view |
Abstract يهدف هذا البحث إلى تناول ظاهرة العزلة بوصفها لونا أدبيا مميزا في كتابات كاواباتا ياسوناري ) 1899 1972 ( أحد أشهر أدباء العصر الحديث وأول اليابانيين الحاصلين على جائزة نوبل للأدب عام 1968 ذلك الأديب الذي له سلسلة روايات تتناول طبائع الحب والعلاقات الأسرية واليومية، وبين اغتراب الفرد في ذلك كله. كان كاواباتا يتوغل في اللاوعي حيث تتآخى أطياف الموتى مع الأحياء في عالم مواز للواقع، في مسلك يكشف عن عمق المأساة التي عاشها الروائي منذ طفولته بفقده والديه باكرا جدا. هذا وَقَدْ وَجَدَ ال طفْلُ في حضن جدته بعض العزاء عن أمه، ولكنه فقد الجدة أيضا وهو في السابعة ثم ماتت أخته وهو في العاشرة . ولم يكد يبلغ الرابعة عشر حتى فقد جميع أقربائه إلا جده العجوز الأعمى. هذه التجربة القاسية المثقلة بالموت منذ الطفولة المبكرة وحتى بدايات الصبا ملأت نفس كاواباتا بالجراح، وظلت ندوبها مترسبة موجعة في أعماق النفس طوال حياته، ولم يسلم من ظلالها السوداوية الكئيبة إلا القليل من أعمال ه. أسلوب المبدع كاواباتا الذي يمتاز بالغموض هو الذي أثار اهتمامي ودفعني لاختيار هذا الموضوع؛ ذلك الغموض الذي يبدو أحيانا في تلبسه حالة الفتى اليتيم الذي يكابد آلام العزلة تارة، وتارة أخرى أستشعر رفضه لفكرة اليتم معتقدًا أنه تغلب على جميع مصائبه. نراه قد يدعي امتلاك النضج العاطفي، وأنه قادر على أن يؤرخ محنة موت الجد في وقت حدوثها، وحسب تسلسلها الزمني، وذلك في رواية ”مذكرات شاب في السادسة عشر” إلا أنه يعلن في الرواية نفسها أنه يعاني من العزلة التامة ! إِّنَّ أكثر ما أثار اهتمامي وجود صراع مستمر في جميع أعمال كاواباتا، صراع بين الشباب والشيخوخة، بين الحياة في أَبْهَى صورها والموت المتربص في جوف الليل، صراع بين عالمه الداخلي والعالم الخارجي، ما جعل الأمر يختلط أحيانًا بين إتمام العمل الأدبي وتجربته الذاتية، ما جعلني أركز في هذا البحث على مصائر أبطال أعماله الأدبية. |