الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص لقد أصبح اهتمام بعض الباحثين في علم النفس في الآونة الأخيرة منصب نحو التعرف على الفروق الفردية في العمليات المعرفية والشخصية لتفسير التغير في السلوك الملاحظ بدراسة الطرق والأساليب التي يتبعها الطلاب عند تعاملهم مع المعلومات؛ ولهذا تعتبر الذاكرة العاملة متغيراً معرفياً يشكل أهمية كبرى لأنها تقف خلف كفاءة وفعالية عملية التعلم، وذلك على اعتبار أنها من مصادر الفروق الفردية أثناء اكتساب المهارات العقلية المعرفية. وبشكل عام لا تعتبر الذاكرة العاملة مصدراً رئيسياً للفروق بين الطلاب الجامعة وحسب، بل تعتبر مصدراً لتلك الفروق حتى على مستوى كل الفئات بشكل عام. كما أصبح اهتمام علم النفس المعرفي قائماً على إلقاء الضوء على كل ما يستطيع البشر فعله، وما لا يستطيعون فعله، فالفرد يحتفظ في تفكيره بالأهداف الهامة لبعض الوقت ويذهب خارج السياق أوقات أخرى، وعرفت المعارف بأنها كل العمليات التي تنقل المدخلات الحسية فتقللها أو توزعها أو تحفظها أو تصححها وتستخدمها. والذاكرة العاملة هي واحدة من تلك العمليات التي تشكل أحد الأعمدة الرئيسية في دراسة المعارف، ففهمنا لكيفية الاحتفاظ بالمعلومات ومعالجتها يشكل ركيزة أساسية لفهم الجوانب المختلفة للمعارف الإنسانية، ففي وصف ما يستطيع البشر فعله فإن الذاكرة العاملة عنصر أساسي في هذا الفعل أو عدم القدرة على الفعل، فالبشر وغيرهم من الكائنات يقوموا بفحص السياق ومعالجة المعلومات بشكل متعمق لإجراء تحليل لهذا السياق. |