الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص تعتبر طريقة بناء بيوت الأهوار في جنوب العراق نموذج نادر وفريد من نوعه للمساكن التقليدية المستدامة التي حافظت على أسلوب بنائها وديمومتها بأستخدام مواد طبيعية ومستدامة منذ القدم وليومنا هذا دون أن يحدث أي تغيير عليها. وهذه الدراسة تنطلق من أشكالية بدأت تنتشر في أقليم الأهوار وهي هجرة السكان المحليين لمساكنهم العائمة فوق مياه الهور والأنتقال الى السكن عند ضفاف الأهوار اليابسة بالأضافة لأستخدامهم مواد بناء غير صديقة وملوثة للبيئة تاركين بذلك ماكانوا يستخدمونه من مواد مستدامة وطبيعية متوفرة في البيئة المحيطة بهم كنبات القصب. وتهدف الدراسة لتوثيق عمارة البيوت في الأهوار لتكون مرجع لذلك النوع النادر من البيوت التقليدية، وتحليل الخامات المستخدمة في البيوت التقليدية، ودراسة واقع الحال لمعرفة مستوى جودة الحياة وتحديد المميزات والمشاكل لبيوت الأهوار، ووضع منهجية مقترحة لتحقيق الأستدامة في الحيز الداخلي للبيت التقليدي المعاصر. ومن أجل تحقيق أهداف الدراسة تم وضع خطة تفي بهذا الغرض وتحيط بالموضوع بأستخدام المنهج التاريخي التحليلي الوصفي والمنهج التطبيقي للوصول الى الحلول العلمية المناسبة للمشكلة، فكان الفصل الأول تمهيداً نظرياً لمفاهيم ( الأستدامة في الحيزات الداخلية للمسكن التقليدي) حيث تطرق لكل ماهو مختص بمفهوم الأستدامة، والمسكن والأثاث والموارد المستدامة، وتطرق الى الأستدامة عبر العصور وكذلك البيوت التقليدية في الحضارات والثقافات المختلفة. وجاء بعده الفصل الثاني الذي تضمن ( دراسة تحليلية للمسكن التقليدي المعاصر (نماذج مستدامة) ) تم التعرف على المنازل المستدامة من كافة أنحاء العالم، وعلى الأساليب الفريدة في تنفيذها، فكل منزل تم بنائه بمادة مختلفة عن المنزل الأخر، وبأسلوب وتقنية مختلفة، تتلائم مع البيئة المحيطة والمناخ السائد. ثم جاء الفصل الثالث ليتناول بالوصف (المسكن التقليدي بالأهوار وعلاقته بالبيئة المحيطة) مع مناقشة أهم ميزة في الأهوار وهو المسكن العائم في المياه والفريد، من حيث الخامات وطريقة البناء والنوع الثاني من البيوت وخاماتها وطريقة البناء. أما الفصل الرابع كان عبار عن دراسة ميدانية حول (واقع تصميم الحيزات الداخلية للمسكن بالأهوار) فقد تم أستعراض صورة من البيئة العمرانية داخل الأهوار، وتطبيق معايير جودة الحياة على الواقع الحضري للقرى، وإجراء دراسة مسحية للرصد وتوثيق واقع الحال على فئة من سكان المنطقة القاطنين فيها، وتم تحليل الفرضيات وما مدى تلبية هذه الحاجات في واقع الحال. والفصل الخامس ( منهجية تطوير الحيزات الداخلية لمسكن الأهوار ) تم التركيز على وضع منهجية تصميمية تحافظ على البيئة والخامات والعادات والتقاليد وتوظفها لصالح السكان بخفض التكاليف ووضع تصميم يراعي هذه المنهجية وأختبار التصميم على نظم قياس الأستدامة. من أبرز النتائج التي توصلت لها الدراسة في قياس جودة الحياة لإقليم الأهوار هي عدم وجود مؤشر لجودة الحياة في البيئة السكانية فالنتيجة حينها حققت 15.5%، ورغم ذلك تأقلم السكان مع واقع مساكنهم التي لا تحقق أشباع لحاجاتهم الاساسية وعلى الرغم من عدم الرضى عن المسكن لانه لا يوفر أدنى مستويات الإشباع . كما توصلت الدراسة الى أن التصميم المقترح والمبني على المنهجية التي قدمها البحث، وقد حقق معايير الأستدامة المعمارية بنسبة 81% بناءاً على مقياس النظام الألماني للبناء المستدام (DGNB) وهذه النسبة تعتبر مؤشر جيد لفعالية التصميم أي أنه قد نجح في تحقيق مفاهيم الأستدامة. |