الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص يهدف التدريب في القطاع الصناعي بالعراق إلى اعداد وتأهيل الطلاب لمواجهة متطلبات سوق العمل، وضمان حصولهم على فرص العمل. ومن ثم لابد من زيادة الاستثمار في العنصر البشري لمواجهة تحديات التنمية، فحجم الإنفاق على التعليم والتدريب والبحث العلمي يعد إنفاقا استثماريا يزيد من كفاءة وفعالية العنصر البشري كما يمثل عنصر العمل الركيزة الاساسية في العملية الانتاجية، لذا فإن انتاجية العمل تعد هي المعيار الذي يقيس كفاءة العمل المبذول في العملية الانتاجية ومؤشر لمستوى التقدم الاقتصادي للدولة ومستوى الرفاهية في المجتمع، فكلما ارتفعت الانتاجية زاد مستوى الإنتاج والاستهلاك ومن ثم المستوى المعيشي، ومن ثم تعد زيادة انتاجية العمل، هدفا اساسيا للنمو الاقتصاد. كما يعد معيار انتاجية العمل من المعايير الصناعية المهمة لأنه يرتبط بالعنصر الجوهري في الانتاج الصناعي وهو الانسان، لهذا فإن دراسة وتحليل مستوى انتاجية العمل والتعرف على تطورها على مستوى المنشأة، ومن ثم على مستوى القطاع الصناعي ككل، هو شرط أساسي لتخطيط الانتاج على هذه المستويات.ويواجه التدريب في القطاع الصناعي العراقي تحديات عديدة منها: ضعف سياسة التعليم والتدريب الفني والمهني. وعدم تطابق المهارات ونقص فرص العمل. وضعف الانفاق على التعليم والتدريب المهني وعدم جاذبية التعليم والتدريب التقني والمهني للشباب. وضعف التنسيق والتعاون بين الجهات المسئولة عن التعليم والتدريب التقني والمهني والقطاع الخاص. وضعف تمويل برامج التدريب. ويظهر تدنى إنتاجية العمل في العراق عندما نقارن بين متوسط معدل نمو إنتاجية العمل في العراق وعدد من الدول الأخرى، نجد ان متوسط إنتاجية العمل في العراق خلال الفترة 2010-2021، كانت نحو 0,9% مقابل نحو 1,9% كمتوسط عالمي، 3,2% كمتوسط في الأسواق الناشئة، و5,9 %، 5.6%، في الصين والهند على التوالي خلال الفترة 2010-2018. ويظهر ايضا تدنى إنتاجية العمل في العراق عندما نقارن بين متوسط معدل نمو إنتاجية العمل في العراق والبالغ نحو 0,9%، والمتوسط الدولي البالغ نحو 1,6 % في الفترة من 2012-2019.ويعكس تدنى لإنتاجية العمل في الصناعات التحويلية بالعراق: (1) ارتفاع الهدر والفاقد في المواد والخامات، (2) ارتفاع تكلفة المواد ومستلزمات الانتاج بسبب انها مستوردة، (3) ضعف مهارة العمال، وعدم كفاءة اساليب الإنتاج، (4) الافتقار إلى برامج لتدريب وتأهيل العمال، وانخفاض معنويات العمال .ويتضح مما سبق مدى تدنى وانخفاض إنتاجية العامل في الصناعة التحويلية بالعراق ويرجع ذلك للعديد من الأسباب منها : الحروب والحصار الاقتصادي، وضعف التمويل الحكومي ، وإغراق الأسواق المحلية بالمنتجات الصناعية المستوردة ، وتخلف التكنولوجيا المستخدمة ،وارتفـاع نسـبة القـوى العاملـة فـي القطـاع العـام ، وضعف برامج التعليم والتدريب الفني والمهني. |