الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص التفسير والتأويل له حضورهما الممتد في مختلف العلوم العربية والإسلامية، ويمثل نموذجًا للمفاهيم المشكلة التي ثارت حولها الكثير من الجدل في التراث الفكري للمسلمين واستخدامهما بدءًا من النصوص الشرعية الأصلية (القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف)، فاللغة والاستخدام المبكر لهما عند العلماء من أجل توضيح السياقات التي استخدما فيها الفروق بين المفهومين اللذين يعبر عنهما هذان المصطلحان قدر الإمكان. والكشف عن الرابط الأساسي الذي ينتظم تلك الفروق وأحاول رصد استعمال المصطلحين في القرآن الكريم بمعانٍ لا تخرج عن المعنى اللغوي وتبين مجيء معنى التأويل في السُنة على نحو يتطابق مع الاستعمال الاصطلاحي اللاحق الذي جرى على أيدي العلماء، ومن ناحية أخرى بين البحث أن التفسير والتأويل قد استخدما مبكرًا بمعنى واحد لا سيما عند علماء اللغة والمفسرين، كما برز المعنى الخاص للتأويل متميزًا عن التفسير في زمنٍ مبكر أيضًا وربما كان أقدم استخدام اصطلاحي له عند الإمام الشافعي في كتاب ””الرسالة”” ثم اتسع استعمال مصطلح التأويل عند المتكلمين وخصوصًا فيما يتعلق بفهم الآيات المتشابهات. ونصل إلى أن متابعة حركة المصطلحين (التفسير والتأويل) في جوهرهما مستويات للتعامل مع النص يُتوُسل في كل منهما بأدوات وعناصر تُسهم في معرفة المقصد من اللفظ، فهما منطلقان منهجيان لهما ضوابطهما العلمية وامتداتهما الفكرية في فروع العلوم الإسلامية التي يضبط كل منها زاوية من زوايا النظر إلى التفسيري والتأويلي للنص. ويمثل القرآن الكريم منطلق العلوم الإسلامية وحاضنها من أجل فهمه نشأة تلك العلوم وتطورها إلى أن استعمل بمناهج خاصة بهما، وهي بدورها أصبحت بعد تطورها وفي نتائجها خادمة للنص القرآني وأداة موظفة لفهمه أو على الأقل وفرت مادة ترتقي بثقافة المفسر التي لها أثرها في توجيه الفهم، ومحورية القرآن هذه إنما كانت لما له من دور مركزي في التحول الجذري الذي تركه في بيئة عصر التنزيل وفي تاريخ العالم العلمي والحضاري. |