Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
شهادات الوثنية في عهد الإمبراطور ديكيوس
(دراسة تحليلية) /
المؤلف
عبد المولي، سامية جمال حسن.
هيئة الاعداد
باحث / سامية جمال حسن عبد المولي
مشرف / السيد محمد جاد
مشرف / عبداللطيف فايز علي
مناقش / السيد محمد جاد
الموضوع
qrmak
تاريخ النشر
2022
عدد الصفحات
207 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
التاريخ
تاريخ الإجازة
8/3/2022
مكان الإجازة
جامعة الفيوم - كلية الاداب - التاريخ
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 207

from 207

المستخلص

استهدفت الدراسة الحالية
ظَهور المسيحيَّة فِي النِّصْف الأوَّل مِن القرْن الأوَّل الميلاديِّ ، وَقُوت دعائمهَا شيْئًا فشيْئًا ، مع
زِيادة أتْباعهَا . وَفِي المقابل كان القلق يَتَزايَد فِي نُفُوس القائمين على أَمْر الإمْبراطوريَّة
الرُّومانيَّة ، الَّذين لَم يسْتطيعوا وَقْف اِنْتشارهَا . وازْدَاد مُعدَّل اِنْتشارهَا فِي نُفُوس النَّاقمين على
السُّلْطة الرُّومانيَّة الَّذين كَانُوا يروْن فِي ذَلِك أحد أَشكَال الانْتقام مِن سِياسيَّات الاحْتلال الرُّومانيِّ
اَلذِي عَمِل بِكلِّ طَاقَتِه مِن أَجْل تَكرِيس عِبادة الإمْبراطور فِي كَامِل أَرجَاء الإمْبراطوريَّة
الرُّومانيَّة . وَفِي القرْنيْنِ الأوَّل والثَّاني الميلاديَّيْنِ ، كان اِضطِهاد المسيحيِّين دائمًا ذَا شَأْن محلِّيٍّ
تُحَدده الظُّروف المحلِّيَّة بَيْن السُّكَّان ، إِلَّا أنَّ هَذِه الاضْطهادات لَم تَخْل مِن تَحرِيض بَعْض
الأباطرة أَنفسِهم . وَفِي بِداية القرْن الثَّالث ، بلغ اِضطِهاد المسيحيِّين ذُرْوته فِي عَهْد الإمْبراطور
تِراجانوس دِيكيوس ( 249 - 251 م وَاِتخَذ طابعًا مَركزِيا أو عامًا عِنْدمَا أَصدَر مَرسُومه ، وَالذِي
يُرجَّح أَنَّه صدر فِي دِيسمْبر مِن عام 249 م ، وطبْقًا لِهَذا المرْسوم فَإنَّه أَصدَر أَوامِره إِلى كُلِّ
سُكَّان الإمْبراطوريَّة بِتقْدِيم القرابين لِلْآلِهة الوثنيَّة ، سَوَاء كَانُوا مُواطنين أو غَيْر مُواطنين
ذُكورًا أو إِناثًا ، كِبارًا أو صِغارًا . وتكْمن أَهَميَّة المرْسوم فِي أَنَّه يُعَد نُقطَة تَحوُّل فِي تَارِيخ
الاضْطهاد المسيحيِّ ، فضْلا عن أَنَّه أَسهَم وبشكْل قَوِي فِي إِعادة هَيكلَة المنْظومة الدِّينيَّة فِي
العالم الرُّومانيِّ بِشَكل جَذرِي . وَعلَى الرَّغْم مِن أنَّ شَهادَة المؤلِّفين المسيحيِّين وَنصُوص
الأوْراق البرْديَّة لَم تَحتَفِظ بِالنَّصِّ الكامل لِلْمرْسوم ، فَإِن المؤرِّخين المحْدثين تمكَّنوا مِن اِسْتنْباط
ماهيَّته ، ومَا جاء بِه مِن أَوامِر لِولاة الأقاليم الرُّومانيَّة ، خَاصَّة فِي الولايات الشَّرْقيَّة . وقد
سَاعَد فِي ذَلِك شهادَات الاعْتراف والْإقْرار بِالدِّيانة الوثنيَّة وَعدَم اِعتِناق المسيحيَّة المعْروفة بِاسْم
‘ لِيبيللي ، اَلتِي قدَّمهَا عدد مِن السُّكَّان فِي مُخْتَلِف الولايات الإمْبراطوريَّة ، وَالتِي تُفيد بِصبِّ
أصْحابهَا لِلنَّبِيذ على المذْبح دَاخِل المعْبد ، وَتقدِيم القرابين لِلْمعْبودات الوثنيَّة والْأَكْل مِن
الأضْحيَّة اَلتِي يَتِم تقْديمهَا وَمِن حُسْن اَلحَظ أنَّ لَديْنَا عدد كبير مِن هَذِه الشَّهادات اَلتِي يَرجِع
مُعظمهَا إِلى إِقْليم الفيُّوم ، حَيْث عُثِر على حواليْ خَمْس وأرْبعين وَثِيقَة فِي كُلِّ رُبُوع مِصْر،
مِنهَا سِتْ وثلاثين بَردِيَّة فِي الفيُّوم.
وتوضِّح الشَّهادات اَلتِي وَصَلتنَا مِن مِصْر أَشكَال اللِّجَان اَلتِي تَقُوم بِتنْفِيذ هذَا المرْسوم ،
وَكيفِية التَّنْفيذ ، حَيْث تَتَحدَّث عَمَّا يُفيد المشاركة فِي الطُّقوس الوثنيَّة الرُّومانيَّة ، وَأنَّه كان يُمْكِن
اَلحُصول على هَذِه الشَّهادات بِواسِطة السُّكَّان فِي أيِّ مَركَز شُرطَة أو أَيَّة قَريَة . ولم يَكُن مِن
الضَّروريِّ أن يَعُود السُّكَّان إِلى قَريتِهم الأصْليَّة .
أَمَّا عن المسيحيِّين وسط هذَا الظُّروف ، فكانوا يُحاولون اَلخُروج مِن هذَا اَلمأْزِق إَمَّا عن
طريق المشاركة فِي هَذِه الأضْحيَّات ، أو التَّحايل لِلْحصول على هَذِه الشَّهادات .