الفهرس 
المقدمةيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 433 |  |  |
| | | from | 433 | | |
المستخلص
يعد النقد صنو الأدبِ من حيث كونهما فنين يهتمانِ بدنيا الذوقِ والجمالِ والتأثّرِ والانفعالِ، وهما متلازمان لا ينفك أحدهما عن الآخر، يسيران معاً فى تفاعل و تكامل تام، كالتوأمين أو كالرجل وظله. وإذا كان الأدبُ قد نال بعضاً من حَظّه من الجمع والتحليل والدراسة والتأريخ؛ فإنّ النقد لم ينل من الدراسة والاهتمام ما ناله الأدب، ربّما لأنّ جلّ الدارسين يعدونه تابعًا للأدب ولا ينبغى للتابع أن يشترك مع المتبوع فى منزلة واحدة؛ وربّما لأنّ فى دراسة النقد شيئًا من الصناعة العقلية والاجتهادات الفكرية التى لا يستطيعها إِلَّا حذاق الأدباء فضلًا عن عامة النّاس والقراء. والفن الروائى من أكثر الفنون الأدبية تعبيراً عن الواقع، فالقصة ”” مرآة عصرها لفظا ومعنى، شكلا وموضوعا، أو شكلا ومضمونا، وكذلك تكون، فإن لم تكن كذلك فهى تزوير علي الأدب عامة وعلى الفن خاصة، بل كذلك تزوير على المجتمع الذى تتناوله ”” . فيلجأ الباحثون عند دراسة الروايات إلى تحليل النص؛ وقد تتنوع طرق التحليل اللفظى تبعًا لتنوع المستوى اللغوى الذى تنتمي إليه الظاهرة اللغوية المراد تحليلها فى الروايات ، ولتحديد أية ظاهرة أسلوبية فى نص ما، لا بد للناقد من الانطلاق من زاوية نظر محددة، وقد يكون النص ذاته هو ما يوحى للناقد بوجهة الدراسة الأسلوبية، فمن جهة قد يكون النص بأسلوبه يُفصح عن مكونات شخصية الكاتب ، فالأسلوب فى هذه الحالة اختيار من بين مجموعة ممكنات، وهو كذلك ميزة لعقلية المبدع ، فهو بالتالى انعكاس لواقع ثقافى ونفسى واقتصادى واجتماعى لهذا المبدع. -أهداف الدراسة: يحاول البحث الراهن أن يكشف عن أسرار لغة النص الروائى، ويظهر دلالاتها الفكرية والجمالية ويسلط الضوء علي مضمون الحكاية ، ودلالاتها النفسية والاجتماعية والرمزية والسياسية، ويبرز تأثير الزمان والمكان على الشخصيات ومدى تكامل تلك العناصر مع بعضها البعض لسرد الروايات فى قالب فنى ، وتأتى هذه الدراسة هادفة إلى تقديم قراءة يمكن أن توصف بأنها إحدى القراءات الممكنة ، وأحد أوجه التلقى الذى تستنطق من خلاله محفزات السرد الدلالى فى نص روايات البوكر العربية ، ليكون السرد فيها قابلاً لأن يقرأ قراءة نقدية مغايرة.