الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص فالقرآن الكريم حبل الله الممدود من السماء إلى الأرض, طرفه الأول بيد الله جل وعلا, وطرفه الثانى بيد القارئ, فيه وعد ووعيد وتخويف وتهديد لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد, معجزة النبى الأمين صلى الله عليه وسلم, بيَّن الله فيه كل شئ, وأبان فيه كل هدىً وغىّ, وأصبح هذا الكتاب - ولا يزال - المدخل الأساسى للتشريع الإسلامى. ومنذ زمن بعيد – وحتى الآن – اهتم العلماء – ولا سيما القدماء منهم – بالبحث عن الأسرار الواردة فى معانى الألفاظ والصيغ والتراكيب التى تأخذ حيزاً واسعاً فى علم اللغة, وقاموا بتدوين قواعد اللغة ومعانى الألفاظ وتصريفها وتحويلها, واللغة العربية لها مكانة سامية بين لغات العالم, وبالأخص بين المسلمين ؛ لأنها لغة القرآن والسنة. وعلى الرغم من كثرة الباحثين فى كتاب الله جل وعلا والدارسين له ستظل الدراسات المتصلة به باقية إلى يوم الدين ؛ لأنه – بلا شك- أجلُّ الكتب قدراً, وأعزرها علماً, وأعذبها نظماً, ومن هذا المنطلق اخترت موضوعاً مهماً يتعلق بخدمة القرآن الكريم. فدراستى بعنوان (الأبنية والتراكيب فى القرآن الكريم, آيات العذاب أنموذجاً). هذا ما اخترته عنواناً لتلك الدراسة, تساؤلات كثيرة, يثيرها عنوان البحث, ويحاولُ الباحثُ الإجابةُ عنها, وعن غيرها مما ستطرحه الدراسة فى الورقات القادمة من هذه المقدمة وما يليها من تمهيد وفصول. أولاً : المقدمة : وذكرت فيها موضوع البحث وأهميته وأهدافه والمنهج الذى سرت عليه ومشكلة الدراسة وحدودها والدراسات السابقة التى وقفت عليها. ثانياً : جاء الباب الأول : الذى تطرقت فيه للجانب الصرفى من خلال التعرض لأبنية الألفاظ الواردة فى آيات العذاب من خلال التقسيم الصرفى المشهور فى كتب الصرف, فقسمته لفصلين : الفصل الأول : أبنية الأفعال فى آيات العذاب والفصل الثانى : أبنية الأسماء فى آيات العذاب. ثالثاً : جاء الباب الثانى : الذى تناولت فيه الجوانب الوصفية للتراكيب الواردة فى السياق، حيث عنى هذا الباب بدراسة نماذج من الجمل دراسة نحوية دلالية، حسب ورودها فى آيات العذاب، مع بيان لآراء العلماء حول علاقة التركيب بشقيه النحوى والدلالى بمفهوم العذاب، حيث أتى هذا الباب فى خمسة فصول هى : الفصل الأول : الجملة الخبرية وأنماطها فى آيات العذاب ؛ الفصل الثانى : الجملة الإنشائية وأنماطها فى آيات العذاب ؛ الفصل الثالث : التوابع فى آيات العذاب ؛ الفصل الرابع : دلالة الزمن فى التركيب النحوى من خلال آيات العذاب ؛ الفصل الخامس : ظواهر أسلوبية فى آيات العذاب. ثم أخيراً خاتمة البحث ثم المراجع والمحتويات. حيث تم العمل على دراسة أبنيتها وتراكيبها من خلال الكشف عن علاقة البنية ودلالة التركيب بمفهوم العذاب بالرجوع إلى كتب التفسير واللغة وعلوم القرآن. يُعَدُ هذا البحثُ ذا أهمية صرفية ونحوية وعلمية, ولا شكَ أن الأسلوبَ القرآنى المعجز لا نستطيعُ أن نحيط بكل مقاصده, لكن : لماذا هذا التطبيقُ على آيات العذاب من القرآن الكريم؟ فمن المعلوم أن القرآن الكريم هو الباعثُ وراء تطورعلوم اللغة, وأن الصرفَ العربى وكذلك النحوالعربى نشأ لخدمة علوم القرآن الكريم والحديث النبوى الشريف, فحاولتُ فى هذا البحث أن آتى بشئ يكون إضافة للجهود فى الدراسات الصرفية والنحوية والدلالية, حيث لاحظت أن الذين يتعاملون مع هذه الآيات قد يواجهون بعض الغموض والصعوبات في فهمها ودلالاتها, ومن هنا تأتى أهمية هذا البحث. |