الفهرس 
الفصل الأوليوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 344 |  |  |
| | | from | 344 | | |
المستخلص
مشكلة الدراسة :
تكمن مشكلة هذا الموضوع أن كثيرًا من الناس يجهل مفهوم المشترك الإنسانى ,وخاصة من النحية التفسيرية , ولقد تعرضت في هذه الرسالة إلى مفهوم المشترك الإنسانى , وتعرضت أيضًا على ما يدل عليه فى الكتاب والسنة , وخاصة عند تفسير الإمام الطاهر بن عاشور, وتعرضت أيضا لبيان موقف بعض المفسرين من مفهوم المشترك الإنسانى وما يدل عليه .
ففى أثناء الدراسة تعرضت إلى التعريف بالمؤلف والكتاب, التعريف بمفهوم المشترك الإنساني والمصطلحات المقاربة لمصطلح المشترك الإنساني، ودلالاتها في القرآن الكريم والسنة(التعايش السلمي- استيعاب التنوع – التعارف), أسس المشترك الإنساني في القرآن الكريم عند الطاهر بن عاشور, ضوابط بناء المشترك الإنساني في القرآن الكريم عند الطاهر بن عاشور , التعايش السلمي مع غير المسلمين في المجتمع المسلم عند الطاهر بن عاشور، دور المشترك الإنساني في تحقيق عالمية رسالة الإسلام، عند الطاهر بن عاشور.
أهداف الدراسة :
قامت الدراسة علي هدف رئيسٍ يتمثل في المشترك الإنسانى عند الطاهر بن عاشور من خلال تفسيره التحريروالتنوير
ومن هذا الهدف تنبثق عدة أهداف أخري:
1- الوقوف على أسس وضوابط المشترك الإنساني بين المسلمين وغيرهم، من منظور القرآن الكريم.
2- إبراز دور المفسرين في إثراء الاتجاهات المختلفة للتفسير.
3- إبراز مكانة الإمام الطاهر بن عاشور بين أئمة التفسير.
4- الإسهام في نشر المفاهيم الصحيحة عن رسالة الإسلام، تلك المفاهيم التي يجهلها كثيرٌ من المسلمين، فضلًا عن غير المسلمين، علاوة على أن في نشر هذه المفاهيم رد على شبهات بعض المستشرقين وأمثالهم من المشككين في عظمة رسالة الإسلام، الذين يحاولون النيل منه بإلقاء الشبهات المغرضة.
6- حاجة المجتمع الماسة لقضية البحث؛ فالناس بحاجة إلى الوعي بالقيم الحضارية القرآنية كالتعايش، والعدل، والحرية، والوحدة الإنسانية، والسلم الإجتماعي، وعالمية الإسلام، مع الوعي بضوابط هذه القيم من منظور الكتاب والسنة.
نوع الدراسة ومنهجها :
تعتمد الدراسة في تناول هذا الموضوع على المنهج الاستقرائي، الذي يقوم على تتبع الجزئيات للوصول إلى حكم عام يشملها جميعًا؛ وذلك باستقراء معالجات الطاهر بن عاشور في قضايا المشترك الإنساني، من خلال كتابه التحرير والتنوير مع ذكر بعض أقوال المفسرين, وتحليل ما ينضوي تحتها من مفاهيم وتطبيقات؛ وصولًا إلى تحقيق أهداف الدراسة، بعون الله وتوفيقه.
نتائج الدراسة :
1ـ لازالت كثير من المفاهيم المتداولة في الخطاب الثقافي العالمي لم تأخذ حقها من النظر والبحث والتأصيل والمراجعة في الخطاب الإسلامي، خاصة تلك المفاهيم والمعاني ذات الجذور العميقة والمتأصلة في نصوص الوحي؛ ولعل مفهوم المشترك الإنساني من تلك المفاهيم كثيرة التداول والتي لاقت رواجا وقبولا لدى مختلف العقلاء والمنظرين والمفكرين في شتى الخطابات الثقافية، حتى تداعى المنظّرون لتقريرها وترويجها وتأصيلها.
2ـ يتبين مما قرره الإمام ابن عاشور في تفسيره أن البحث في المشتركات الإنسانية يقع في دائرة خصائص رسالة الإسلام لأنها رسالة عالمية، للبشرية جمعاء، لأصل نوع الإنسان ذلك المخلوق الذي اختصه الله بالإنعام والتفضيل والتكريم﴿ولقد كرمنا بني آدم... وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا﴾، لذلك كانت الرسالة الإسلامية رحمة للعالمين﴿وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين﴾
3ـ يتبين مما قرره الإمام ابن عاشور في تفسيره أن كثيرا من نصوص الوحيين اشتملت على أصول ومعان ومبادئ تنتهي إلى تقرير وتأكيد تلك المساحات المشتركة والمتجذرة في أصل النوع الإنساني، والتي لا يختلف عليها أحد.
4ـ الاشتراك قدرٌ كوني وسنّة من سنن الحياة له مصادره وعوامله التي خُلقت وأُسست البشرية عليها أو تطوّر التاريخ البشري من خلالها.
5ـ بين العلامة ابن عاشور أن مبنى مقاصد الشريعة على وصفها الأعظم وهو الفطرة التي هي أساس الاشتراك بين بني الإنسان.