الفهرس 
المقدمةيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 495 |  |  |
| | | from | 495 | | |
المستخلص
جاءت هذه الدراسة لخدمة عِلمٍ جليل وعظيم، وهو علم الفقه المقارن والترجيحات الفقهية؛ حيث تناولت هذه الدراسة حياة الفقيه المالكي ”جلال الدين ابن شاس السعدي الجذامي”، وتناولت فيها ترجيحاته بجزء من باب المعاملات كاملا، في كتابه ”عقد الجواهر الثمينة في مذهب عالم المدينة من كتاب البيع إلى كتاب اللقطة، وأبتدأت دراستي عن سيرة هذا الإمام ونشأته وعلمه.
ثم سعيتُ جاهدًا في تقصي المسائل التي أظهر المؤلف فيها ترجيحاته واختياراته في الجزء المقرر عليَّ من الكتاب متبعًا خطوات انتقاء المسائل التي تظهر بها صيغ الترجيح عند الإمام ابن شاس، ثم أعرضُ هذه المسائل ذاكرًا أقول أقوال العلماء في مختلف المذاهب الفقهية ومناقشتها، ثم أبين القول الراجح إن أمكنني ذلك، على أن تكون ترجيحاتي لهذه المسائل مبنية على الأدلة والتعليلات والعزو لعلماء المذاهب الفقهية بفضل الله تعالى.
وخرجت في نهاية رسالتي بنتائج وتوصيات؛ منها: أن الإمام ابن شاس عالمٌ مالكيٌّ من العلماء المعتبرين الذين سادوا في زمانهم، وأن نشأته كانت في مدينة دمياط والتي تقع في جمهورية مصر العربية، وأن هذا الإمام كان في مسائله يعتمد على الإيجاز والاقتصار على الخلاف المذهبي دون الخلاف العالي، وكانت فتواه موافقةً لما عليه المذهب المالكي.
أهمية الدراسة:
تكمن أهمية الدراسة في أنها تقوم على استخراج الترجيحات الفقهية لعالِمٍ من علماء المسلمين الذين خدموا هذا الدين من خلال علمهم الغزير في الفقه الإسلامي، وما يتناوله من مسائل ومعاملات ونحوها.
فهذا البحث يتناول موضوعات تمس حياة الناس في واقعهم وحياتهم اليومية، حيث إنه في أبواب فقه العاملات، مما يلبي حاجة الكثير من الباحثين والدارسين الشّرعيين إلى معرفة أحكام المعاملات المالية في كتب التراث؛ للاستعانة بذلك في عمليّة بناء الأحكام لكثير من مسائل المعاملات المعاصرة.
وفي إخراج هذا البحث المتواضع مساهمة -إن شاء الله- في إظهار جهود هذا العالم مع غيره علماء المسلمين في الفقه الإسلامي، وما يترتب عليه من اجتهادات فقهية أفنوا أعمارهم لخدمتها وظهورها، وبالأخص في المذهب المالكي.
كما ترجع أهمية هذه الدراسة في أنها تحتوي على جانب من التعليقات التي ذكرها علماء المذهب المالكي على بعض المسائل واختيارت العلامة ابن شاس، والله الموفق والمسدد.
أهداف الدراسة:
جاءت هذه الدراسة لتحقيق الأهداف الآتية:
1. خدمة الفقه الإسلامي وخاصة المالكي من خلال دراسة كتاب ”عقد الجواهر الثمينة في مذهب عالم المدينة”، ومعرفة الترجيحات التي فيه، ومقارنتها مع بقية المذاهب الفقهية.
2. إبراز القيمة العلمية للفقيه جلال الدين بن شاس، وبيان مكانته في المذهب المالكي.
3. بيان منهج المؤلف في كتابه ”عقد الجواهر الثمينة في مذهب عالم المدينة” وذكر اتفاقه أو اختلافه مع أئمة المذهب المالكي، وعرضها مع أقوال المذاهب الفقهية المعتمدة في المسائل التي يرجح فيها العلامة ابن شاس.
4. دراسة ترجيحات جزء من الكتاب من خلال كتاب المعاملات فقط مع دراسة مستوفية لذلك.
5. خدمة التراث الإسلامي عمومًا والفقه المالكي خصوصًا، والتراث المصري أيضًا، وذلك في إخراج رسالة تعنى بالعلامة ابن شاس السَّعديِّ الجذامي الدمياطي المصري من خلال سيرة مختصرةٍ له، ودراسة لاجتهاداته الفقهية بحيث يكون ذلك مرجعًا فقهيًّا بإذن الله.
منهج البحث:
اعتمدت في هذا البحث على المنهج الاستقرائي ثم التحليلي، والمقارن
النتائج:
1. إن الإمام ابن شاس عالم من علماء المالكية المتقدمين، وهو علم من أعلام مصر؛ حيث أنه ولد ونشأ فيها وطلب العلم ومات فيها في ثغر من ثغور دمياط.
2. إن ابن شاس من حيث الأصل ينسب إلى قبيلة جذام السعدية، بدمياط، والتي تقع في أقصى شمال جمهورية مصر العربية.
3- عاصر الإمام ابن شاس علماء بارزين في عصره، فكان منهم أبو يوسف يعقوب بن يوسف المالكي، والشيخ أبو محمد عبد الله بن أبي الوحش بَرِّي بن عبد الجبار النحوي، وغيرهم.
4. إن طلاب العلم قد عكفوا على كتاب العلامة ابن شاس فترةً كبيرةً، وزهدوا به برهة من الزمن، وذلك لقلة من أحيا هذا الكتاب بين أوساط أهل العلم.
5. إن العلامة ابن شاس قد امتاز بالشمولية ودقة في طرح المسائل الفقهية، مما يؤكد لنا غزارة علم هذا العلم، ومكانته في الفقه الإسلامي وخاصة الفقه المالكي.
6. لم يكن العلامة ابن شاس رهين التعصب للفقه المالكي، فنجده تارة يخرج عن المذهب لدليلٍ حجة قوية راجحة رآها، بكل أدب علمي.
7. يظهر لي وبوضوح الأمانة العلمية التي يتمتع بها العلامة ابن شاس، وذلك بذكر آراء العلماء ونسبتها لهم، وقد يذكرها ويتبناها دون نسبتها لقائليها وهذا نادرًا ما يقع.
التوصيات:
من خلال دراسة هذا الموضوع، فإنه يمكن ذكر بعض التوصيات، كما يلي:
1- يوصي الباحث بأهمية استكمال دراسة ترجيحات ابن شاس في كتابه عقد الانتهاء من ونشره في الساحة العلمية بين طلاب العلم، لما له من أهمية كبيرة في الفقه المالكي خاصة والفقه عمومًا.
2- الاهتمام بالتراث الفقهي لابن شاس في مختلف مؤلفاته، ودراسة آرائه وترجيحاته، فإن في ذلك نفعًا كبيرًا لطلاب العلم وللمكتبة الإسلامية.
3- يقترح عرض نُبذة عن سيرة الإمام ابن شاس وعلمه؛ في المدارس والجامعات المصرية؛ حيث إنه يعد رمزًا من الرموز العلمية لجمهورية مصر العربية.
3- إقامة لقاءات وحلقات نقاشية بين من قام بدراسة كتاب عقد الجواهر وغيرها من مؤلفات ابن شاسٍ تحقيقًا ودراسة أو إشرافا ومناقشة، للخروج بنتائج وتوصيات تخدم هذا التراث الفقهي المميز.