الفهرس 
مقدمة وهدف الرسالةيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 205 |  |  |
| | | from | 205 | | |
المستخلص
تعد المشاركة المجتمعية ترسيخًا لمفهوم الديمقراطية بالمجتمع, وزيادة وعي األفراد بمشاكل مجتمعاتهم واإلمكانات المتوفرة لديهم, و إيجاد حلول للتغلب على هذه المشكالت. وتعزز المشاركة المجتمعية االعتماد على الذات وخلق الشخصية المتعاونة؛ ألنها تعمل على تقليل الفوارق الطبقية االجتماعية واالقتصادية. تشكل المشاركة المجتمعية عالقة أسسها أعضاء المجتمع, من خالل تعاونهم في تحقيق األهداف المشتركة وجعل المجتمع مكانًا أفضل للعيش فيه. وهي أيضا وسيلة لضمان نجاح الخطط والمشروعات التنموية والعمل على استدامتها على المدى الطويل. أوضح الكثير من المؤلفين تفسيرات وحجج حول وضع تعريف عالمي لمشاركة المجتمع, ألنه تعريف متعدد األبعاد, ويحتوي على عدة نقاط يمكن تقديمها على هيئة أسئلة : في ماذا يشارك السكان؟ ومن سوف يشارك؟ وما هو سياق المشاركة؟, يمكن أن تختلف اإلجابات عن هذه األسئلة على حسب من المسئول عن إدارة التنمية والبيئة المادية و الخصائص الديموغرافية واالجتماعية واالقتصادية للمجتمع. منذ الثمانينيات, دعت األدبيات السياحية إلى إشراك المجتمعات المحلية في السياحة, حيث يُنظر إلى السكان على أنهم مورد رئيسي في الحفاظ على المنتج, وهم أصحاب المصلحة الرئيسيين في تطوير السياحة. تشجع البلدان النامية السياحة كوسيلة لخلق فرص العمل, وزيادة دخل األسرة, وتحسين رفاهية السكان المحليين. إن عملية تطوير السياحة مهمة كأداة ضرورية في تنمية المجتمع المحلى, فقد تم إدخال مفهوم المشاركة المجتمعية في عملية التنمية السياحية من العالم الغربي كوسيلة لرفض اتخاذ القرار غير العادل وتحقيق توزيع أكثر عدالة للفوائد وإرضاء المجتمع المحلى بطرق أفضل. أوضح العديد من األكاديميين والممارسين أنه يمكن النظر إلى مشاركة المجتمع من منظورين على األقل : المشاركة في عملية صنع القرار والمشاركة في تقاسم المنافع السياحية. يمثل التواصل بين المجتمع وصانعي القرار من خالل استراتيجية التنمية التشاركية ليس فقط من أسفل الى أعلى بل أيضا من أعلى الى أسفل أي أنه اتصال ثنائي االتجاه. في السنوات األخيرة أدركت المجتمعات المحلية أهمية السياحة في تنمية المجتمع المحلى, وحدث نمو في األبحاث حول مساهمة السياحة في تنمية المجتمع, ولكن وجد فجوة في شرح عملية تطوير السياحة من خالل المجتمعات المحلية, أي كيفية قيام مجتمع معين لديه مقومات ذاتية وأصول تراثية بعمل تنمية سياحية حتى يصبح وجهه سياحية, والتي يمكن سدها من خالل فهم مكتسب من خالل مجاالت المشاركة المجتمعية األخرى مثل الصحة واإلسكان. وجود عوائق للمشاركة المجتمعية في عملية التنمية السياحية التي انقسمت إلى ثالث أنواع رئيسية وهى عوائق على مستوى التشغيل و حواجز هيكلية و العوائق الثقافية. واجهت الكثير من المحاوالت والمشاريع التي أعدت تحت إشراف جهات مختلفة محلية ودولية تحديات في وضع الخطط و تنفيذها نتيجة فقدان عنصر أساسي وهو المشاركة المجتمعية الفعالة للسكان االصليين. عدم وجود ما يكفي من التشاور والتخطيط على المستوى المحلي الذي أدى إلى تأجيل وفقد العديد من المشاريع والسياسات التي اقترحتها وكاالت التخطيط المركزية والهيئات الدولية. السياحة التراثية الثقافية من أقدم أنواع السياحة في مصر, فالتراث جزء من التقاليد الثقافية ألي مجتمع, ولذلك تلعب المجتمعات األصلية دورًا أساسيًا في نجاح السياحة التراثية. وبالتالي, فإن وعي السكان األصليين بآليات السياحة التراثية أمر حيوي من أجل دعم هذا النشاط. يلعب السكان األصليين دور مزدوج - باعتبارهم جزءًا من اإلمكانات السياحية, وفي نفس الوقت جزء من المجتمع المحلي - وهذا الدور يضيف بعدًا آخر إلى تعقيد مشاركتهم. نظرًا ألهمية وقيمة المناطق السياحية التراثية في مصر, تم اختيار مدينة فوة بمحافظة كفر الشيخ كدراسة حالة لموضوع الرسالة, وهى مدينة ال تندرج ضمن البرامج السياحية, ولكنها تحتوي على العديد من المكونات المهمة للسياحة التراثية, مما يؤهلها أن تكون على خريطة السياحة العالمية. لكى يتم تنفيذ مقترح نهج التنمية السياحة المتكاملة التشاركية في مدينة فوه, تم دراسة األدبيات النظرية وعمل الدراسة التحليلية لمدن أجنبية وعربية مشابهة وإجراء البحث الميداني وإجراء استبانات ومقابالت مع مجموعات التركيز وأصحاب المصلحة, وذلك لدراسة مراحل تنفيذ التنمية السياحية من خالل المشاركة المجتمعية المحلية. تم التوصل الى وجود دراسات متعددة حول تصنيف أنواع المشاركة المجتمعية في التنمية السياحية, وانقسمت الى ثالثة أنواع, حيث يندرج تحت كل نوع منهم أنواع اخري من المشاركة, يختلف نوع المشاركة المجتمعية في جميع مراحل التنمية السياحية. تتمثل مراحل التنمية السياحية حيث تبدأ بطرح المشروع وعرضه والتصميم والتنفيذ ومتابعة ما بعد المشروع والتقييم والصيانة. ينتهي البحث بمجموعة من النتائج والتوصيات والتي تتمثل في: لكى يتم عمل تنمية سياحية متكاملة تشاركية في مدينة فوه البد من إطار عمل يتضمن األنواع المختلفة من المشاركة المجتمعية, وعالقتها بمراحل التنمية السياحية. تحديد أصحاب المصلحة الذين لديهم مصلحة مشتركة في تنمية السياحة, وإعادة هيكلة نظام االدارة العامة, والعمل على إعادة توزيع السلطة والمنافع على المجتمع المحلى. وضع تشريعات وسياسات جديدة وأطر قانونية وتمويلية قادرة على مواجهة التحديات بين الحفاظ على المناطق التراثية والحرف اليدوية من االندثار و تنمية المجتمع المحلى, والتنسيق بين الجهات الحكومية المختلفة. تنفيذ السياسات التي تدعم وتقدم المشاركة المجتمعية المتكاملة التي تعزز عملية التنمية السياحية. وجود الشفافية والمصداقية في تنفيذ المشاريع المقترحة لتطوير المدينة, دور الحكومة المركزية في وضع خطة ورؤية مستقبلية لتنمية المدينة سياحيا و إحياء صناعة الحرف اليدوية المحلية وتشجيع المستثمرين على دعم األنشطة المتعلقة بالصناعات التقليدية, ألنها تعتبر مدينة ذات طابع خاص.