Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
النشاط التجاري للأندلس في عصر دولتي المرابطين والموحدين
( 484-640هـ / 1091 -1243م ) /
المؤلف
حسين‘ محمد حسين السيد.
هيئة الاعداد
باحث / محمد حسين السيد حسين
مشرف / اسامة سيد على
مشرف / جمال فاروق الوكيل
مناقش / احمد عبدالسلام ناصف
الموضوع
التاريخ.
تاريخ النشر
2018.
عدد الصفحات
359ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
التاريخ
الناشر
تاريخ الإجازة
23/9/2018
مكان الإجازة
جامعة قناة السويس - كلية الاداب - التاريخ والحضارة
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 376

from 376

المستخلص

إن تاريخنا الإسلامي غني بأحداثه السياسية والاجتماعية والاقتصادية والفكرية ، لكننا نرى أن أغلب أقلام الباحثين امتدت للكتابة في الأحداث التاريخية والسياسية والعسكرية، فأغنت هذه المواضيع بحثاً ودراسة ، أما الجانب الاقتصادي فلم يحظ الا ببعض الاهتمام، ولم يتطرق إليه إلا القليل من الباحثين ، ولا يخفى أن أغلب الدراسات التاريخية الحديثة ركزت علي المشرق الإسلامي في حين بقيت جوانب عديدة من تأريخ الأندلس بحاجة إلي المزيد من الدراسات ، علي الرغم من أن دور المغرب الإسلامي لا يقل أهمية عن المشرق في تاريخنا العربي الإسلامي . وما زالت الأندلس مجالاً خصبا للباحثين في حقل تاريخها الحضاري ، خاصة ما تعلق منه بالجوانب الاجتماعية والاقتصادية ، وبالرغم من محاولات الباحثين كشف الستار عن بعض نواحيها ، إلا أنه يبقي الكثير منها طي الكتمان ، لهذا تناولنا في هذه الدراسة النشاط التجاري للأندلس في عصر دولتي المرابطين والموحدين (484-640هـ/1091-1243م) .
إن دراسة التاريخ الاقتصادي بجوانبه المختلفة ، ومنها النشاط التجاري ترصد لنا مستوي التطور الحاصل في بنية المجتمع العربي الإسلامي والأسباب الكامنة فيه فضلاً عن كونها اتجاهاً متميزاً في الدراسات التاريخية الأخرى، التي تلتقي جميعها في إبراز معالم حضاراتنا العربية الإسلامية.
وتعد التجارة أحد القطاعات الرئيسية ، في مختلف الدول والأقاليم وعبر مختلف الحقب الزمنية ، فهي المرآة العاكسة للإنتاج الزراعي والصناعي في إقليم ما ، كما أنها من العوامل الأساسية التي تساهم في تحديد نوعية العلاقات بين مختلف الدول .
قامت دولة المرابطين ببلاد المغرب علي أساس دعوة دينية ، هي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، تزعمها عبدالله بن ياسين ،وسار من جاء بعده علي نفس المنهج ، إذ عرف المغرب في عهدهم الاستقرار والرخاء، وأزداد تفوقهم بعد أن تمكنوا من ضم بلاد الأندلس لدولتهم عقب معركة الزلاقة بقيادة الأمير يوسف بن تاشفين( ت 500هـ / 1106م) ، ذلك المجاهد الكبير ، الذي كان يؤمن بوحدة الأمة الإسلامية ، مهما تباعدت أمصارها، فقضي علي عصر ملوك الطوائف(484هـ / 1091م)، وبالتالي بدأ عصر الوحدة المغربية ، التي أطالت عمر الحكم الإسلامي في الأندلس، إلي أجل آخر ، بعد فترة الضعف والهوان والفرقة السياسية، خلال عصر ملوك الطوائف.
لكن بمرور السنين كثرت الفتن ضدهم ،وضعفت دولتهم ،وبدأ نجمهم بالأفول خاصة بعد ظهور محمد المهدي بن تومرت ، الذي استندت دعوته علي فكرة المهدي المنتظر التي قامت علي أساسها دولة الموحدين ، والتي ورثت كل ما تركته الدولة التي سبقتها ، وسارت علي خطي المرابطين في جعل الأندلس إقليماً تابعاً لدولتهم ، فتوحد المغرب الاقصى والأوسط والأدنى والأندلس تحت رايتهم .
ولقد كان لتوحيد المغرب والأندلس تحت راية الدولة المرابطية وخلفائهم الموحدين نتائج بعيدة الأثر علي مستقبل التجارة الداخلية والخارجية فيها . حيث كان النشاط التجاري هو الصورة الحية، التي تعكس ازدهار اقتصاديات البلاد ، ولم يكن من الممكن النهوض بنشاط تجاري ناجح، دون أن يرتكز هذا النشاط علي قاعدة قوية ومتينة من الإنتاج الزراعي والصناعي، إذ اخذت الدولة تضم بين جناحيها مناطق ذات أهمية اقتصادية فائقة ، وساعد رقعة دولة المرابطين وخلفائهم الموحدين أيضاً في تنوع الإنتاج وتنشيط عملية تبادل المنتجات والسلع بين المغرب والاندلس من جانب ، وبين المغرب والأندلس والعالم الإسلامي والعالم الأوروبي من جانب آخر، حتي تستطيع أن تفي بحاجات الناس في الداخل، ومن الفائض تستطيع أن تسهم به في مجال التجارة الخارجية.
أولى المرابطون وخلفاؤهم الموحدون اهتمامًا كبيرًا بالتجارة وذلك لأهمية هذا القطاع في تنشيط الاقتصاد ، وتمثل ذلك في اهتمامهم بالحركة التجارية الداخلية من ناحية تنظيم الأسواق ومراقبتها، وتطبيق نظام الحسبة والمحتسب، ومراقبة التجار والأسواق، وتسجيل العقوبات والغرامات المالية علي المخالفين ، وسك العملة ووضع ضوابط لها ، والاهتمام بالطرق التجارية الداخلية وحمايتها.
كما اهتم المرابطون والموحدون بتجارة الأندلس الخارجية مع الدول الأخرى، حيث استفادوا بالمميزات الجغرافية التي تتميزبها بلادالأندلس،ومنضمنهذهالمميزاتامتلاكهالشريطساحليطويل،يشرفمنالناحيةالشرقيةوالجنوبيةالشرقيةعليالبحرالمتوسط،ومنالناحيةالغربيةوالجنوبيةالغربيةعليمياهالمحيطالأطلسي،هذاالموقعالبحريساعدهافيامتلاكعدةمواني،ضمنتاتصالهابالعالمالخارجي،وربطتبينهاوبينباقيبلدانالعالم ، فاهتموا بتطوير تلك الموانئ وإقامة العديد من الفنادق والقيساريات والمنازل التي كانت لازمة لإقامة التجار القادمين من المناطق البعيدة .
نطاق الدراسة:
تتمحور الدراسة حول النشاط التجاري للأندلس، وهو الإطار الموضوعي، أما النطاق الزمني فهذه الدراسة تمتد علي قرن ونصف من الزمن وتحديدًا من عام (484-640هـ/1091-1243م). أي خلال حكم دولة المرابطين وخلفائهم الموحدين .
أهمية الموضوع:
تكمن أهمية هذه الدراسة في كونها تلقي الضوء علي جانب مهم وحساس من جوانب الأندلس، وتحديدًا في جزئية دقيقة وهي النشاط التجاري بشقيه الداخلي والخارجي ،علي اعتبار التجارة هي العلامة، التي توضح حالة المجتمع وعلاقة الدولة الخارجية ، ويمكن تلخيص أهمية الدراسة في النقاط الآتية:
- تسليط الضوء علي الحركة التجارية في الأندلس عصر الوحدة المغربية ” دولتي المرابطين والموحدين ”التي أطالت عمر الحكم الإسلامي في الأندلس إلي أجل آخر ، وهي فترة مهمة في تاريخ الأندلس بعد فترة الضعف والهوان والفرقة السياسيةخلال عصر ملوك الطوائف .
- تقوم هذه الدراسة علي فرضية وجود حركة تجارية داخلية وخارجية شهدت نوعاً من الازدهار في الأندلس .
- تبين الدراسة العوامل التي كانت تؤثر في جانب اقتصادي مهم بالنسبة للأندلس وهو التجارة ، وتدرس مدى تأثير العوامل الطبيعية والسياسية علي هذا القطاع الحيوي المهم .
- تسلط الضوء أيضاً علي العلاقات التجارية للأندلس مع المناطق المجاورة لها ، وتبين أحوال وأساليب التجارة والتعامل التجاري بين التجار .
- تبين هذه الدراسة مدي اهتمام أمراء المرابطين وخلفائهم الموحدين بالحركة التجارية ،التي تعد محوراً أساسياً في بناء اقتصادهم ، كما تظهر الجهود التي بذلوها من أجل ازدهار التجارة داخلياً وخارجياً والمعاهدات التي عقدوها مع القوي التجارية الأخرى .
أسباب اختيار الموضوع:
جاء اختياري لهذا الموضوع من أجل الكشف عن القضايا المتعلقة بالتجارة في الأندلس خلال عصر دولتي المرابطين وخلفائهم والموحدين ، ويمكن تلخيص الأسباب وراء اختيار هذا الموضوع في الآتي :
- رغبة الباحث في دراسة منطقة الأندلس هذه المنطقة الغنية بالأحداث التاريخية سواء السياسية أو الاجتماعية أو الاقتصادية.
- تسليط الضوء علي الحركة التجارية في الأندلس ، ودورها في تنشيط الاقتصاد وأشاعة الازدهار والرخاء بين الأندلسيين .
- سد بعض النقص الحاصل في الدراسات الاقتصادية الدقيقة لبلاد الأندلس ، ذلك لأن كل الدراسات التاريخية تركز في الأساس علي الجوانب الحضارية بشكل عام ،أو أنها تهتم بالجوانب السياسية بشكل خاص دون التركيز علي الجوانب الاقتصادية، التي ربما تأتي في سياق الحديث .
- فضلاً عن كون هذا النشاط التجاري مفتاح سر انتقال المؤثرات الحضارية المختلفة بين الأندلس والدول المحيطة .
- رغبة الباحث في الكشف عن بعض القضايا المتعلقة بالتجارة الأندلسية خلال عصر دولتي المرابطين والموحدين .
الهدف من الدراسة:
وتأثير التجارة علي مختلف النواحي الحياتية في المجتمع الأندلسي وعلاقته مع جيرانه في فترة الهدف من هذه الدراسة يكمن في البحث والتقصي في الجانب التجاري لبلاد الأندلس ، الدراسة ، كذلك تهدف الدراسة إلي استقراء ودراسة التحول الذي حدث في قطاع التجارة بعد سقوط دول الطوائف وسيطرة المرابطين ثم خلفائهم الموحدين علي الأندلس دراسة تفصيلية دقيقة ، ويمكن تحديد الهدف من هذه الدراسة في الإجابة عن الإشكاليات الاتية :
- ما العوامل التي جعلت الاندلس مركزاً تجارياً مهماً ؟
- ماالعوامل التي أثرت في النشاط التجاري ببلاد الأندلس في عصر دولتي المرابطين والموحدين ؟
- ما دور العامل الجغرافي الذي تتمتع به الأندلس والذي أعطاها أهمية اقتصادية مميزة؟
- ما العوامل التي كان لها التأثير السلبي أو الايجابي علي الحركة التجارية الداخلية أو الخارجية في الأندلس ؟
- ما أهمية موقع الأندلس في الحركة التجارية مع الدول المحيطة بها ؟
- كيف كانت أحوال التجارة الداخلية في الأندلس ؟
- ما الدور الذي قام به أمراء المرابطين وخلفائهم الموحدين في الاهتمام والدفع بالتجارة في الأندلس ؟
- ما مظاهر الحركة التجارية في الأندلس ؟ وكيف كانت المعاملات وأسلوب التجارة والتبادل التجاري بين التجار ؟
- كيف كانت العلاقات التجارية بين الأندلس وباقي الدول المجاورة لها ، سواء كانت نصرانية أو إسلامية ، وما مظاهر تلك العلاقات ؟
- إلي أي مدي ساهم انعدام الامن في الطرقات وانتشار ظاهرة اللصوصية في انحصار الطرق الآمنة، هذا علي مستوي الطرق البرية أما علي مستوي المسالك البحرية فكيف أثرت القرصنة البحرية علي المبادلات التجارية ؟ وما تأثير كل ذلك علي التجارة عموماً ؟
المنهج المستخدم:
استخدم الباحث المنهج التاريخي القائم علي جمع المادة العلمية من المصادر الأصلية والتحقق من صحتها ، ومن ثم التحليل مع إبداء الرأي إذاأمكن واستنباط النتائج والحقائق مع استبعاد الروايات المبالغ فيها .
الدراسات السابقة:
رغم ظهور دراسات تتعلق بالموضوع إلا أنها ركزت علي الجوانب الاقتصادية لمنطقة الاندلس، والتي يمكن ان نسجل عليها بعض الملاحظات منها:
- أن هذه الدراسات جاءت في الإطار الجغرافي العام أي أنها ركزت علي منطقة المغرب والأندلس بشكل عام ، وهو ما يقلص من مساحة وجهد البحث الخاص بها .
- أن بعض الدراسات التي ركزت علي منطقة الأندلس جاءت في الإطار العام الشامل لجميع جوانب الحياة العامة .
- أن بعض الدراسات الاقتصادية للأندلس جاءت من الناحية الزمنية سابقة للفترة موضوع الدراسة .
ومن أهم الدراسات في هذا الجانب:
1- إبراهيم السيد الناقة: دراسات في تاريخ الاندلس الاقتصادي ”الأسواق التجارية والصناعية ” في عصري الخلافة الاموية والخلافة الموحدية ، مؤسسة شباب الجامعة ، الإسكندرية ، 2010م .
2- أيمن عبد القادر : التجارة الداخلية في الأندلس في عصر ملوك الطوائف والمرابطين (422-541هـ/ 1030-1147م ) ، رسالة ماجستير غير منشورة ، جامعة المنوفية ، كلية الآداب .
3- رابح رمضان: النشاط التجاري بالأندلس خلال القرنين الرابع والخامس الهجري / العاشر والحادي عشر الميلاديين ،رسالة ماجستير غير منشورة ، الجزائر ، 2007م .
4- سامية مصطفي مسعد: الحياة الاقتصادية والاجتماعية في إقليم غرناطة في عصري المرابطين والموحدين ، مكتبة الثقافة الدينية ، القاهرة ، 2002م .
5- عيسي بن الذيب: التجارة في عصر دولة المرابطين ( 448-540هـ / 1056-1145م ) ، رسالة ماجستير ، كلية الآداب ، جامعة القاهرة ، 1990م .
6- فايزة العمري، ريمة عمران: التجارة في الأندلس من العهد الأموي إلي عهد الموحدين القرن 2. 7هـ / 8. 13م ، رسالة ماجستير، غير منشورة ، 2015م .
7- كمال السيد أبو مصطفى: تاريخ الأندلس الاقتصادي في عصر دولتي المرابطين والموحدين، الإسكندرية، بدون تاريخ.
ورغم أهمية الدراسات المذكورة ، إلا أنها تناولت التجارة خلال فترة زمنية سابقة لما تناولناه، وهو ما لا يمكن من إبراز بعض المتغيرات التي حدثت في الاندلس قبل وبعد فترة الدراسة ، خصوصاً إذا علمنا دور وأهمية التجارة في توجيه الأحداث السياسية خلال هذه الفترة .
وبنظرة عامة حول هذه الدراسات نلاحظ أن غالبيتها لم تتناول الموضوع بصفة مستقلة، وأن بعضها بعيدة زمنيا عن الموضوع قيد الدراسة ،فأغلبها انصبت حول تجارة ما قبل السيطرة المغربية علي الاندلس ، أو أن هذه الدراسات تختص بجزء من بلاد الأندلس دون دراسته كوحدة اقتصادية ، إضافة إلي أن التجارة - وإن تم التطرق إليها في بعض الدراسات - لم تدرس في اطار العلاقات السياسية ، وأغلب الدراسات لم تحاول إبراز العوامل التي أثرت في النشاط التجاري ، كما أنها أغفلت الحديث عن التجار ودورهم في اقتصاد بلاد الأندلس .
أما الدراسة موضوع البحث فهي تستهدف استقراء التحول الذي حدث في التجارة بعد سقوط دول الطوائف و سيطرة المرابطين وخلفائهم الموحدين.
اقتضت طبيعة الدراسة أن تقسم الموضوع إلي أربعة فصول مسبوقة بمقدمة وتمهيد وتتبعها خاتمة ، ثم تذييلها ببعض الملاحق الضرورية لاستكمال البحث ، أما المقدمة فتتناول عرضاً عاماً لموضوع البحث وأسباب اختياره ، والمنهج المتبع في طرحه ، بينما انحصرت الدراسة التمهيدية حول عرض موجز للتاريخ السياسي والنشاط التجاري للأندلس قبيل العصر المرابطى ، وهي فترة ملوك الطوائف ، الذي عرف فساد اجتماعياً ، وانحرافاً خلقيا ، إضافة إلي التدهور في الجانب الاقتصادي ، نتيجة الفدية التي كان يدفعها ملوك الطوائف إلي ألفونسو السادس ملك قشتالة وأرغون، وتأثير هذا الأمر علي العامة ، بإرهاق كاهلهم بالضرائب والمغارم . كذلك تغطي مرحلة الانتقال إلي عصر المرابطين ، وبالتالي بداية عصر الوحدة المغربية ، التي أطالت عمر الحكم الإسلامي ، إلي أجل آخر ، بعد فترة الضعف والهوان والفرقة السياسية ، خلال عصر ملوك الطوائف.
وجاء الفصل الأول بعنوان ”العوامل المؤثرة إيجابيًا وسلبيًا في النشاط التجاريعصر دولتي المرابطين والموحدين ”، مبتدأ بالمقومات الطبيعية من حيث الموقع الجغرافي ،