الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص يعد التاريخ الإنسانى الشاهد الأبرز على العديد من الجماعات التى مرت به، أيدها البعض وتنصل منها البعض الآخر، فكانت كل جماعة منهم تصدر الحرية والمساواة بوصفهما شعارا لها، وهذا ليس بالأمر الجديد، إذ أن التعاطف الإنسانى تجاه الإنسانية المهدور حقها سلاحٌ فعّال، يتبنى فيه المرء إحدى هذه الحقوق – وفى بعض الأحيان جميعها – ومن ثم ينادى بتحقيقها، فيقابل بالتأييد أو المعارضة ولكنه على الأغلب يصبح رمزا عند جماعة ما، ويلتف حوله بعض المريدين والداعمين له ولفكره، متخذين منه قائدا ومثلا يحتذوا حذوه ويناصروه. وبناء عليه فإن الماسونية التى نحن بصدد الحديث عنها لا تختلف عن نمط الجماعات الأنف ذكرها، خاصة أن الفكر الماسونى لقى العديد من الآراء التى تباينت بين القبول والرفض، خلال الحقبة الحديثة من تاريخ الجمعية، لانها مثلت الإحتكاك الأول لهذا الفكر بمجتمعاتنا الشرقية، الذى أضحى يتغلغل داخل ثقافتها، وكّون لنفسه شريحة من المناصرين له من أبناء الوطن العربى، ممن ينتسبون إليه من جميع أطياف المجتمع، لذا بدأ فى الإعلان عن نفسه داخل أماكن مخصصة لممارسة معتقداته وتطبيقها على أرض الواقع، والتى أطلقوا عليها أسم” المحافل” . ومن ثم إنتشرت هذه المحافل فى الوطن العربى، ما بين مصر ولبنان وسوريا والعراق والأردن، حتى أن بعض مفكرينا العرب إتخذوا من أنفسهم وسطاء لنشر هذا الفكر، بل ومحاولة خلق رابط مشترك بينه وبين مجتمعنا العربى، حتى غدت فيه الماسونية جزءا لا يمكن إنكار وجوده وتأثيره الكبير على أعضاءه والتابعين له، وعلى الرغم من محاولة الإنتشار لتلك المحافل، والتى فتحت أبوابها لأبناء الوطن العربى داعية إياهم للإنضمام إليها والإهتداء بخٌطاها، إلا أنها أحٌيطت بالسرية والكتمان، عسى ذلك أن يضمن لها الإستمرار والهيمنة. وعلى غرار ذلك فإن الناظر إلى تاريخ الفكر الماسونى- وخاصة فى الوطن العربى- سيجده محاطا برموز عدة شكلت محطات مهمة فيه، وساهمت بكتابتها فى جعله مادة قابلة للمناقشة والحوار، من بين تلك الكتابات تصدرت مؤلفات الماسونى” شاهين مكاريوس”(1910م) المشهد فى الوطن العربى، وحظت على التقدير والمدح من كبار رجال الماسونية شرقا وغربا، وأصبحت الملاذ الأيسر للتعرف على الجمعية وأهدافها، نظرا لتعددها وكثرتها مقارنة بكتابات غيره من ماسون الشرق. |