الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص تعد بلاد النوبة الامتداد الطبيعي لحدود مصر الجنوبية ، وخط الدفاع الأول لتلك الحدود. وكانت بلاد النوبة في العصور الوسطى أكبر مساحة مما هي عليه الآن؛ إذ اشتملت على أجزاء وادي النيل الممتدة من أسوان إلى جنوبي التقاء النيلين الأبيض والأزرق؛ بالإضافة إلى أطراف الحبشة شرقًا، وأقاليم كردفان ودارفور غربًا. ومعنى ذلك أن النوبة في العصور الوسطى هي سودان وادي النيل الذي عرفه التاريخ. وكان لبلاد النوبة كيانها الحضاري الخاص ، حيث اتسمت المظاهر الحضارية فيها بالبدائية والبساطة الشديدة في الفترة موضوع الدراسة، الأمر الذي جعل كثيرًا من المؤرخين والباحثين يزهدون في تناول هذا الموضوع بالدراسة والتمحيص . ومن ثم لم يأخذ هذا الموضوع القدر الكافي من الاهتمام ، كما أن المكتبة العربية تكاد تخلو من دراسة مستقلة بذاتها تتناول المظاهر الحضارية في بلاد النوبة في العصر الأيوبي ؛ إذ إن معظم الدراسات تناولت أحوال بلاد النوبة في عصور سابقة أو تالية لفترة البحث. لهذه الأسباب وغيرها وقع اختيار الباحثة على هذا الموضوع ليكون محورًا لهذه الدراسة التي جعلت عنوانها ”المظاهر الحضارية في بلاد النوبة في العصر الأيوبي (1175-1250م/ 571 -648ه)”. ويهدف هذا البحث إلى تقديم صورة لبعض المظاهر الحضارية في بلاد النوبة خلال الفترة الأيوبية؛ ممثله في الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والدينية والثقافية على وجه الخصوص . وقد اتبعت في دراستي هذه المنهج التحليلي النقدي ، فلم يقتصر الأمر على مجرد سرد الأحداث التاريخية فحسب، بل تحليلها ونقدها والوقوف على أسبابها، وعقد المقارنات والموازنات بين الروايات المختلفة؛ بغية الوصول إلى الحقيقة التاريخية المجردة أو أقرب ما يكون إليها. |