الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص لقد دخلت إنجلترا في حقبة جديدة من تاريخها بعد نجاح الغزو النورمانى لأراضيها فى سنة 1066م، والتى شهدت فيها العديد من التغيرات فى معالم الحياة السياسية والاجتماعية والحضارية؛ خاصة وأن الغزاة قد جلبوا معهم ثقافات وعادات وتقاليد مختلفة عن تلك التى اعتادها الشعب الإنجليزى خلال العهد الأنجلو - سكسونى، بالإضافة إلى النظم والقوانين. والحقيقة أن النورمان لم يمحوا كل معالم الحكم الأنجلو - سكسونى ولكنهم انتقوا منه ما يصب فى مصلحتهم؛ فأبقوا على بعضه وعدلوا البعض الأخر أو طوروه وفق ما يتناسب مع مفاهيمهم؛ بينما أستبدلوا البعض الأخر بما هو جديد. ونظراً لسيادة النظام الإقطاعى الذى رسخه النورمان فى إنجلترا منذ بداية حكمهم ، فقد كانت قضية العلاقة بين السيد والأتباع هى المهيمنة على مسار النصوص القانونية والمواثيق المتعددة التى نشأت فى هذه الفترة الزمنية من تاريخ إنجلترا، والتى برزت بشكل واضح منذ بداية القرن الثانى عشر الميلادى، وذلك حين بدأ الملك الإنجليزى هنرى الأول عهده - فى سنة 1100م - بإصدار ميثاق الحريات، والذى كان بمثابة حجر الأساس والنموذج لما صدر من نصوص مشابهة فى عهود لاحقة خلال نفس القرن، والتى كان مصدرها جميعاً التاج الإنجليزى، وقد اختلف مضمونها وفق الظروف والملابسات الخاصة بكل عهد، وبدا معها مدى التباين فى قوة السلطة الملكية من ضعفها أمام الطبقة الفاعلة فى الحياة السياسية ونقصد بهم طبقة النبلاء من رجال الدين والعلمانيين على حدٍ سواء. |