الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص لحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله أجمعين، فأشكر الله عز وجل أن أنعم علي، واختار لي مسار اللغة العربية، لغة القرآن ولغة أهل الجنة. وبعد - فإن تحقيق كتب التراث ونشرها وسهولة الوصول إليها لهو من أجلَّ ما يقدمه الباحث خدمةً للغة العربية كما فعل أسلافُنا- رحمهم الله- الذين حملوا لواء العلم إلى من بعدهم فاجتهدوا فيه بالتأليف والتدريس من خلال ما أضافوه من دقائق العلم ونتائج الفكر. - وبعد أن اجتزت مرحلة الدراسات العليا أخذت أبحث وأستشير إلى أن وفقني الله لاختيار هذا الموضوع الذي جاء بعنوان (المنحة السَّنِيَّة في شرح اللمحة البدرية في علم العربية لأبي حيان الأندلسي المتوفَّى سنةَ خمس وأربعين وسبع مائة من الهجرة (745 هـ)، تأليف أحمد بن لؤلؤ شهاب الدين الشهير بابن النقيب المتوفَّى سنةَ تسع وستين وسبع مائة من الهجرة (769 هـ) تحقيق ودراسة. - ولقد قرأت كثيرا حول هذا الموضوع قبل أن أشرع فيه، وتبين لي قيمةُ هذا المخطوطِ خاصةً أنه يشرح كتاب اللمحة البدرية في علم العربية لأبي حيان الأندلسي صاحب الثراء المعرفي المتنوع والنضج الفكري المتميز، العالم الذي لا يشق غبارُه ولا يُدرك مداه، المفسر اللغوي، فريد دهره، وشيخ النحاة في عصره، وإمام المفسرين في وقته، وصاحب التصانيف المشهورة التي سار بها الركبان شرقا وغربا ، أما الشارح صاحب المخطوط فهو ابن النقيب تلميذ أبي حيان، ويعد هذا المخطوط سرا محجوبا وكَنزا مدفونا، جمع فيه أوابد النحو وشوارده إلا ما ندر، وأتى بين ثناياه على غرر وأسرار، وحفل بالنافع المفيد، وعرضه بأسلوب علمي تعليمي متميز، ولم يترك لقائل مقالا، فحريٌّ به أن يحقق ويدرس. وهذه النسخة التي اعتمدتها من المخطوط كما جاء في خاتمتها قد راجعها الشارح على نسخة المصنف أبي حيان؛ لأنه تلميذه مما يبين قيمة هذه النسخة من المخطوط، والمخطوط يعد إضافة للمكتبة العربية، فهو شرح جديد آخر يضاف للشروح السابقة للمحة البدرية مثل شرح ابن هشام الأنصاري، وشرح الفاضل البرماوي، ويمتاز هذا المخطوط بغزارة المادة العلمية المودعة فيه، واشتماله على العديد من مسائل النحو المتنوعة. |