الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص يُعَدُّ الإنترنت قناةً مفتوحةً ومتدفقةً من المعلومات، وأسلوبًا مبتكرًا للتعبير عن الرأي وإشباع الحاجات المشروعة من المعلومات، وهذا يُعَدُّ من الجوانب الإيجابيَّة لشبكة الإنترنت إلا أنه قد ينطوي على بعض الانحرافات، كإمداد مستخدمي الشبكة بالمعلومات غير المشروعة. وإنَّ المعلومات والبيانات التي تنساب عبر الإنترنت تمرُّ ما بين إنتاجها ووصولها إلى المستخدم بعدة مراحلَ لتشغيل الشبكة لا بدَّ فيها من وجود دور لبعض الأشخاص تتنوَّع أدوارهم في النشاط الإلكتروني ما بين مقدم الخدمة وما بين الوسيط في الشبكة (متعهد الإيواء).ويعدُّ عقد الإيواء المعلوماتيّ من العقود الحديثة التي لم تكن معروفةً من قبلُ، وقد ظهرت نتيجة التطوُّرات التي طرأت على وسائل الاتِّصال، وينشئ عقد الإيواء رابطةً عقديَّةً بين متعهد الإيواء والمستخدم. ويُمكن تعريف متعهد الإيواء بأنه هو الذي يؤمِّن لكل شخصٍ إنشاء المواقع عبر الإنترنت واستغلالها، وتقديم خدمة تخزين المعطيات، وتوفير الوسائل التقنيَّة لمستخدمي الإنترنت. ولأنَّ الدور الذي يؤدِّيه متعهد الإيواء فنيٌّ بحتٌ لا يمكِّنه من الاطِّلاع على المحتوى المعلوماتيِّ ولا تعديله أو حذفه، فالأصل عدم مسؤوليته جنائيًّا عن المضمون الإلكترونيِّ غير المشروع، ولكن هناك من يقول بخلاف ذلك، وهذا في حالة علم متعهد الإيواء بعدم مشروعيَّة المحتوى المعلوماتي، وفي حالة عدم تبليغ السلطات المختصَّة بذلك، أو العمل على إزالته. يعدُّ متعهد الإيواء من أهمِّ الأشخاص الذين يقدِّمون خدمات الإنترنت، فكلُّ مَنْ يرغب ببثِّ معلوماتٍ على الشبكة لا بدَّ من اللجوء إلى متعهد الإيواء لغرض تسكين هذه المعلومات على الشبكة، فهم كأصحاب أجهزة تخزين مركزية. ويتميَّز عقد الإيواء المعلوماتي بخصائصَ تُمَيِّزُهُ عن غيره من العقود، منها: أنه عقد يُبْرَمُ عن بُعْدٍ عن طريق شبكة الإنترنت، فلا يجتمع طرفَا العقد في مجلس واحد، وإنما يعدُّ مجلس العقد قد اتحد حكمًا؛ لوجود اتِّصال مباشر بينهما |