الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص ظهر شغف الإنسان وبحثه عن موضوع النفس البشرية وعلاقتها بالجسد منذ أخذ تطوره ونموه الفكري والعقلي في الازدياد ؛ حيث أن بداية التنظير الفلسفي لثنائية العقل وتناولها دون إثارتها كمشكلة كانت عند اليونان ؛ حيث تباينت آراء الفلاسفة حول طبيعة العلاقة بين النفس والجسد. أنتجت الحضارة الغربية العديد من التيارات الفكرية والفلسفية على اختلاف النزعات والمذاهب، خاصة في العصر الحديث الذي يُعد الفترة المتميزة في الفكر الغربي، من خلال هيمنة النزعة العقلانية التي أطلقت العنان للعقل وحرية الإبداع والرأي، وهو ما يؤكده إميل برييه؛ حيث يرى أن عهد إنسانية عصر النهضة قد ولى على غير رجعة وأطل قرناً من الزمان ذو نزعة عقلانية أخذت على عاتقها أن تنظر في العقل البشرى في نشاطه الفعلي لا في عقله الإلهي، وكان من نتاج هذه النزهة العقلية الفكر الديكارتي الذي نحن بصدد دراسته باعتباره من أبرز الشخصيات الفلسفية الشائعة في الفكر الغربي في العصر الحديث. وكان موضوع البحث يتناول الثنائية الديكارتية وأثرها على المؤيدين والمعارضين – دراسة في فلسفة العقل، حيث تُعد ثنائية العقل- الجسد ”Mind- Body Problem” من المسائل الرئيسية التي تبحث في الفلسفة بشكل عام، وفي فلسفة الذهن بشكل خاص، والمسألة في حقيقتها تبحث في حقيقة الطبيعة البشرية وعما إذا كانت هذه الطبيعة ظاهرة مادية في أصلها، أو أنها على العكس من ذلك ذات طبيعة غير مادية باعتبار أن الإنسان في جوهره كيان روحي وعقلي وجد في إطار الجسد المادي كما يذهب إلى ذلك أفلاطون في نظرية المثل، أم أن الطبيعة البشرية ليست مادية بحتة ولا روحية بحتة، وإنما هي مُركب من الطبيعيتين المادية. |