الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص كانت الثورة المصرية التي قامت في (يناير 2011م) سببًا في هذا الظهور الفج الذي طفا على السطح في المجتمع المصري, ألا وهو ظهور تيارات الإسلام السياسي, وظهر كل تيار من هذه التيارات الإسلامية وهي تدعو إلى ما تؤمن به من دون تقيه ــــ مداراه ــــ, فانكشفت مبادئ كل طائفة على حقيقتها, وبدون أي تجميل, فسمعنا عن السلفية, والسلفية الجهادية, وأنواع أخرى من السلفية كالجماعة الإسلامية, وظهرت تيارات إسلامية أخرى كانت قد احترفت العمل السياسي من قبل ألا وهم الإخوان, وانهمكت هذه التيارات المختلفة في صراع مرير, فالكل يتهم الآخر بأنه لا يمثل صحيح الإسلام أو الطريق المستقيم. وأصبحت كل فرقة تدور حول الحق لا معه. وبالإختصار فقد كان هناك تعصب فج, لا نعرف هل هو لمصلحة الدين أم لنصرة مذهب سياسي. كان هذا التعصب الذي رآه المصريون في تلك الفترة دافعًا لي للبحث في تاريخنا الإسلامي عن مثله, وتساءلت هل مرت الأمة الإسلامية فيما سبق من تاريخها بهذا الإبتلاء, فلما وجدت أن هذا التعصب كان له وجود في تاريخنا الإسلامي, وكان عاملًا من عوامل تأخر الأمة, وفي وصم إسلامنا السمح بكثير من الاتهامات, الذي هو منها براء, ارتأيت أن يكون هذا الموضوع رسالتي للدكتوراه, علَّ الأمة تستفيد وتعلم أن التعصب بجميع أشكاله يعمل على تأخر الأمة, ويؤدي إلى تراجع ملكة التفكير الحر عندها, هذا التفكير الذي بلغ بهذه الأمة في عصورها الأولى مبلغ السيادة الحضارية, وأن تقود هذا العالم لعدة قرون. على أني اخترت هذا الموضوع لا ليتم التأصيل له؛ ولكن اخترته من باب النقد له وتوضيح أضراره على الفرد والأمة. |