الفهرس 
التمهيديوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 258 |  |  |
| | | from | 258 | | |
المستخلص
يلقي البحث الضوء على أهم القيم الأخلاقية المشتركة عند بعض الشعراء المسيحيين و الإسلاميين، وأصداؤها في إصلاح المجتمع، مقدماً بعض النماذج قديماً وحديثاً، مع تأصيل هذه القيم من خلال النصوص الدينية المعتمدة في الديانتين؛ ليطلع القارئ الكريم على الصورة المتوازنة للديانتين ، كما يرجع سبب اختياري من شعراء المسيحية نماذج ( عدي بن زيد، وعبد المسيح بن بقيلة، والبابا شنودة ) ومن شعراء الإسلام ( حسان بن ثابت وعلي رضي الله عنهما والشافعي ) أن هؤلاء كانوا شعراء أخلاقيين، شاع في شعرهم التغني بالقيم الأخلاقية، والإنسانية أكثر من غيرهم. إن للقيم الأخلاقية أهمية بالغة؛ لما لها من تأثير كبير في سلوك الإنسان، وما يصدر عنه، فقد أرسل الله الأنبياء والمرسلين إلى البشر لهدايتهم، وترسيخ القيم النبيلة في حياتهم، وإعلاء شأن الفضائل فيهم، وكان من هديهم -صلوات ربي عليهم وسلامه- في إصلاح الناس وتقويم سلوكهم وتيسير سبل الحياة الطيبة لهم- البداية بإصلاح النفوس وتزكيتها وغرس القيم الأخلاقية فيهم؛ والقيم الأخلاقية السامية كفيلة بتكوين مجتمعات مستقرة، غنية في مواردها، متقدمة، متحضرة، هدفها الأول المحافظة على كرامة الإنسان و ضمان حياة كريمة له. إن المجتمع الواحد يضم فيه فئات ذات عقائد واتجاهاتٍ وأفكار متعددة ومختلفة، وإن الأمم والشعوب وإن اختلفت في عقائدها، واتجاهاتها الفكرية، فلا بد من وجود نقطة التقاء، تجمع بين هذه الشعوب، ليتم من خلالها التواصل، والتعاون المشترك، من أجل الجميع، ونقطة الالتقاء هذه هي : مجموعة من القيم الإنسانية والأخلاقية المشتركة، التي لا يمكن لأحد عاقل أن يرفضها، فهي بساط باستطاعته أن يجمع الكل عليه. و سيقف البحث مع هذه القيم ليظهر مدى أهميتها ومساهمتها في بناء علاقات إنسانية، بين أصحاب الديانات المختلفة خصوصاً المسيحية والإسلام, علاقة مبنية على المشترك الإنساني.