الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص فإنَّ هذهِ الدراسةَ تسْعَى إلى استجلاءِ جمالياتِ فنِ الطبيعةِ الغنائيِ في شعرِ (أحمدِ بك شوقي)- أميرِ شعراءِ العصرِ الحديثِ، ووضعِهِ في مكانِهِ اللائقِ، ومن ثَمَّ التعرفِ على خصائصِ هذهِ الظاهرة في شعرِهِ الغنائي، وحَظِّهَا من الأصالةِ والتقليدِ، إذْ كانَ محلَّ نظرِ بعضِ النُقَّادِ، وهجومِ بعضهم، الَّذيْنَ ينظرونَ إليْهِ علىَ أنَّهُ مجردُ محاكاةٍ للقديمِ، أو أنَّهُ تقليدٌ لا أثرَ فيه لروحِ الشاعرِ وشخصيتِهِ. وبما أنَّ الطبيعةَ هي المصدرُ الأولُ الذي يَسْتَمِدُ منِهُ الشُّعَراءُ صورَهَمُ وتشبيهاتِهِمُ، فشعرُ الطبيعةِ لا يختصُ بجانبٍ من الأدبِ دونَ غيرِهِ بل نَجِدُهُ في الموضوعاتِ كافة ؛ حيثُ يوجدُ بقصائدِ الغزلِ والهجاءِ، والمدحِ والرثاء وغيرِهِا مِنَ الأغراضِ، ويستطيعُ الشاعرُ بثَّ عاطفَتتِهِ ومكنونِ نفسِهِ مِنْ خلالِ صورِ الطبيعةِ المختلفةِ، وتوظيفُ ذلِكَ بما يناسبُ الموضوعَ أو العنصرَ الذي يتناولُهُ الشاعرُ، فكانَ وصفُ الطبيعةِ في شعرِ (شوقي) وصفًا خاصًا، تجلَّتْ فيِهِ صنعةُ الشاعرِ وثقافتُهُ واهتمامُهُ بكل مظهرٍ - كوني أو حضاريٍ - حَبَاهَا اللهُ بهِ؛ لذلكَ ستتناولُ الدراسةُ شعرَ الطبيعةِ الغنائي (مضمونًا) من خلالِ الكشفِ عَنْ معجَمِهِ؛ لغةً وأسلوبًا وتركيبًا للوقوفِ على صنعةِ الشاعرِ، و(شكلًا) من حيثُ براعةِ التصويرِ لعناصرِ الطبيعةِ؛ لا سِيَّمَا أنَّه مَتَّهَمٌ في تشبيهاتِهِ وصورهِ بالتقليديةِ؛ وذلكَ مِنْ خلالِ ثلاثةِ أنماطٍ بوصفِهَا نماذجَ للطبيعةِ هي |