الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص تعد مرحلة الطفولة ركيزة هامة فى حياة الفرد ومصير نموه فى المستقبل ، كما تجمع أدبيات التربية وعلم النفس على أن السنوات الست الأولى فى حياة الطفل تعد أهـــــم الســـنوات فى تكـــوين شخصيــتة وتشــــكيلـــها ، حــيث أنها مرحلة جوهرية وأســـاسيـــة تستــقـــر فيـــها أسس التربية وتبقى عليها مـــراحل النمـو التى تليها ، فما يكتسب من قيم وإتجاهات وأفكار وخـــبرات خـــلال هــــذه السـنوات يظل ملازماً فى حياتة المستقبلية . كما تعدُ الدراما بشكل عام والدراما القصصية بشكل خاص لها أثرها الواضح على تنمية جوانب عديدة فى شخصية الطفل فى جميع مراحلة العمرية وهذا سعت إلى توضيحه والتأكيد عليه العديد من الدراسات والبحوث . فقد هدفت دراسة (Kilpatrick,William,2012) إلى قياس آثار الدراما القصصية على الخصائص المعرفية والوجدانية للأفراد ، كما هدفت دراسة (روان يوسف،2013) إلى قياس أثر إستخدام برنامج قائم على الأنشطة الدرامية فى دعم فهم الأطفال للقصة، وأظهرت النتائج فاعلية البرنامج فى تحسين مستوى الفهم لديهم . ونجد أن الدراما القصصية تثير أهتمام الأطفال ، لأنهم يميلون إلى الاستمتاع بها ومتابعة أحداثها والاندماج معها والتفاعل مع ما تضمنته من أفكار إلى الحد الذى يقومون فيه بالتوحد مع شخصياتها ، ومن ثم تتشكل معتقداتهم وتتغير نظرتهم للأمور فى الواقع الذى يعيشون فيه ويتعلمون كيف يواجهون مصاعب الحياة ومشاقها، فالقصة يمكن أن تتضمن كثيرا من الأغراض التربوية والسلوكيات الإيجابية ، بالإضافة إبى تنوع وسائل عرضها وسهولة استيعابها والقدرة على إعادتها .(رائدة سليمان ، 2016: 64) ولذلك يتطلب من المعلم التنويع فى الأساليب التى يستخدمها عند توظيف استراتيجية رواية القصة ، فيستخدم السرد الشفوى تارة ، ويستخدم لعب الأدوار تارة أخرى ، بالإضافة إلى استخدام الدمى المتحركة . (Rubin , 2013 , 63) ولقد أوضحت دراسة (Bennt, William) أنه إذا أردنا أن يمتلك الطفل سمات شخصية تثير الإعجاب فيجب علينا أن نعلمه من خلال القصص الدرامية والنماذج التاريخية ، لايمكن أن نتوقع أن يأخذ الأطفال القواعد الأخلاقية بجديه إلا إذا رأوا الكبار يتبعون نفس السبل فى حياتهم اليومية ، وذلك حتى يكون هنالك توافقاً بين ما تقدمة القصة فى مواقف وما يحدث فى الحياة اليومية . ويعتبر السلوك الإيجابى ذات أهمية كبرى تتزايد مع الأيام ، ليس فى مجتمعنا العربى فقط ، وإنما فى المجتمع الإنسانى عامة ، ويرجع ذلك لأسباب تتلخص فى إحدى حقائق الوجود الانسانى ” أن البشر لا يتساوون ” وأن التفاوت عو القاعدة ، وتتضح أهمية السلوك الإيجابى فى حياتنا فى جعل سلوكيات أفراد المجتمع ضغاراً وكباراً تنحو إلى الجانب الخيرى فى الأنسان والسعى إلى مساعدتهم والتضحية من أجلهم بعيداً عن التوجه نحو السلوكيات السلبية السيئة التى تمزق العلاقات الاجتماعية . (رائدة سليمان ، 2016: 64) وتشير( آمال منسي، 2001) إلى ان السلوك الايجابى يعود على الأفراد بمنافع داخلية وخارجية اجتماعية ، وأهم الفوائد الداخلية الرضا عن الذات ، وتخفيف درجة القلق ، وأهم الفوائد الخارجية تقبل الآخرين والشعور برضاهم . ومما سبق يتضح لنا أن الدراما القصصية لها تأثير فعال وإيجابى على الطفل وذلك من خلال تنمية جوانبه المختلفة حيث تعُد الدراما القصصية عامل عاماً فى العملية التعليمية فى مرحلة رياض الأطفال ، وهى المرحلة الأهم فى تكوين الفرد ولذلك كان من الضرورى تنمية السلوك الإيجابى لدى طفل الروضة بشكل عام وطفل الروضة الكويتى بشكل خاص ،والاهتمام بقدراته وتنميتها وذلك من خلال الدراما القصصية التى تجذب انتباه الأطفال وتغرس فيهم القيم والمبادئ الإيجابية . |