الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص تحظى عملية التنمية على المستوى المحلي اهتماما خاصا من قبل الدولة، وذلك نظرا لما يترتب عليها من نهوض بالمجتمعات المحلية ورفع المستوى الدخول والمعيشة للأفراد، وفي السنوات الأخيرة شهد العالم العديد من التحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في سياق ما يعرف بالعولمة وما كان لها من تداعيات على دور الدولة بصفة عامة وعلى دور المؤسسات المحلية بصفة خاصة في عملية التنمية، وأبرز هذه التحولات هو الاتجاه المتزايد للعديد من الدول إلى تبني نمط اقتصاد السوق، وتطور دور القطاع الخاص والمنظمات غير الحكومية، وظهور أفكار وممارسات الحكم الراشد وتمكين المواطنين وتنامي قوة ونفوذ المجتمع المدني، والتوجه أكثر إلى اللامركزية التي تسمح بالتقرب أكثر إلى احتياجات الأفراد لحل مشاكلهم عبر المشاركة في عمليات التخطيط وصنع القرار، وهذا الدافع ترافق معه اهتمام متصاعد لدى كثير من الدول بعملية التنمية المحلية التي ترتكز على نقل المسؤوليات والأدوار من الحكومة المركزية إلى المؤسسات المحلية والتي أصبح يتعين عليها الارتقاء في أساليب عملها.وتؤدي وسائل الإعلام على مختلف أنواعها دوراً هاما في المجتمع، فهي تعمل على خلق وحدة معنوية بين أفراد الشعب باعتبارها السبيل الأوحد إلى معرفة ما يدور فيه والإحاطة بالقيم الاجتماعية السائدة بين جنباته، فتكون بذلك رابطاً يجمع بينهم، ومن ناحية أخرى، فإن الإعلام بشتى أنواعه يكشف ما قد يحيط بالمجتمع من نقص ويعمل على دفع الجهات المسؤولة إلى الإصلاح وتكملة هذا النقص سواء من النواحي الاجتماعية أو الاقتصادية أو الثقافية، فقد بات من المعروف لدى الجميع الدور الذي يمكن أن تلعبه وسائل الإعلام الجادة في حياة المجتمع المحلي على مختلف المستويات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وهذا ما أكدته مختلف الدراسات المعاصرة في هذا المجال، وتتجلى أهميتها في أنها تخاطب جميع الفئات علماً بأن كل الفئات ليس من المفترض أن تكون قادرة على التحليل والنقد وذلك لتباين درجات الوعي، ومن هنا قد تأتي سهولة التأثير الإيجابي أو السلبي على حد سواء. |