الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص تتناول هذه الدراسة الأسس اللغوية للأخلاق بين المدرسة الرواقية أحدى مدارس العصر الهيللينستى في الحضارة اليونانية وريتشارد هير الفيلسوف الإنجليزي الشهير، وهي دراسة مقارنة بين النموذج القديم المتمثل في الرواقية والنموذج المعاصر المتمثل في الفيلسوف الإنجليزي ريتشارد هير. وكما نعلم أن قضايا اللغة كانت موضع اهتمام عديد من فلاسفة اليونان قبل أفلاطون صحيح أن أفلاطون هو أول من وضع مؤلفا في فلسفة اللغة ( كراتيليوس) لكن هناك إرهاصات لا يمكن أنكارها لدى السابقين عليه خاصة هيراقليطس وبارمنيدس ورواد الحركة السوفسطائية الذي اهتموا بعديد من قضايا اللغة إلي حد أن أطلق عليهم أساتذة البيان، كما عرفوا أيضاً بأنهم كانوا أساتذة في علم اللغة وفنونها إلى حد كبير. ومع أفلاطون تأخد قضايا فلسفة اللغة مكانة كبيرة من اهتمام أفلاطون الذي أفرد لها مؤلفا كاملا ( كراتيليوس ) الذي صاغ فيه عديد من إشكاليات اللغة خاصة قضية أصل اللغة ومصدرها، وكذلك قضية علاقة الأسماء بالمسميات. والواقع أن بحوث أفلاطون في اللغة لم تكن مستقلة عن السياق العام لفلسفته أو واقع فلسفة المثل التي سخر لها كل مؤلفاته ، فالبحث في اللغة يرتبط في المقام الأول عند أفلاطون بقضية الوجود الحقيقي أعني ” وجود المثل ”، لقد أراد أفلاطون أن يبرهن على معرفة الوجود الحقيقي من خلال البحث في اللغة. وإذا كانت نتيجة هذا البحث الأفلاطوني مسار لجدل طويل بين الدارسين، لكن الأهم هو محاولة أفلاطون وإرتباط البحث في اللغة بالبحث في القضايا الميتافيزيقية الأنطولوجية. أما فلاسفة المدرسة الرواقية خاصة منذ بداياتها الأولي ” الرواقية المبكرة ” وحتى الرواقية الرومانية مروراً بالرواقية الوسطى فقد أهتموا جميعاً بفلسفة اللغة ويشهد على ذلك إسهامات الفلسفة الرواقية فى تطور اللغة وكذلك علم المنطق، فالدراسات اللغوية كانت أساس تطور المنطق الرواقي في عديد من نظرياته. وبالاضافة إلى التوظيف الرائع لفلسفة اللغة في خدمة القضايا المنطقية عند الرواقيين فإنهم أيضا اهتموا بتوظيف اللغة في القضايا الأخلاقية، فالأخلاق تشكل مبحثاً هاماً من المباحث الفلسفية عند الرواقيين وهى محور البحث الفلسفي آنذاك وهذا ينحصر في رؤية الرواقية للفضيلة وصفات الحكيم. لقد كانت الفلسفة من وجهة نظر الرواقية هي المرشد من أجل ما أطلقوا عليه ، ” الحياة السعيدة ” على حد تعبير فلاسفة الرواقية الرومانية، فهي التي تأخذ بيد الإنسان إلى الحياة الفضيلة المنشودة . |