![]() | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص تتناول هذه الرسالة : (نقائض جرير والفرزدق والأخطل دراسة في التفاعل النصّي)، فالنقائض هي لون من ألوان الهجاء، لكن النقائض استقلت عنه ببعض الخصائص التي حكمتها، لذلك فإن من أهم ما يميز نصوص النقائض، تلك الصيغة الحوارية المنسقة؛ حيث يجعل شاعر النقائض القصيدة الأخرى محورًا يبني عليه قصيدته، ويبدو التفاعل النصي جليًّا في شعر النقائض، حيث ينطوي على بعدين أساسيين : أولُهما : يتمثل في تفاعل نص النقيضة مع غيره، من نصوص التراث السابق؛ فهناك مجموعة من الروافد الثقافية، شاركت في بلورة نصوص النقائض وتشكيلها، ولعل المتأمل فيها، يدرك طبيعة العلاقة، التي تربط بين هذه النصوص والتراث، وأن هذه الروافد التراثية انتقلت إليه، في أشكال عديدة ومتنوعة؛ ليعادل بها الشعراء بعض مواقفهم من الحياة، ومن التقاليد الشعرية القديمة، قبولًا أو رفضًا . أما البعد الآخر: فيتمثل في التفاعل الآني، والحاضر مع القصيدة الأخرى الواقعة في مجال (التفاعل النصي)، التي دفعت الشاعر لينظم قصيدته ردًّا عليها، ومن ثَمَّ يكون النص الحاضر واقعًا تحت تأثير النص السابق، وفي هذه الحالة، لا تنجح القصيدة الحاضرة في استيعاب النص السابق فحسب، ولكنها تسعى إلى التأثير عليه، بل وتفكيكه، على النحو الذي يُولِّد نصًّا جديدًا، يُجْهِزُ على المعاني المنكشفة. |