الفهرس 
مقدمةيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 294 |  |  |
| | | from | 294 | | |
المستخلص
نظراً للتحديات البيئية والاقتصادية التي ألقت بظلالها علي مختلف القطاعات في هذا العصر وعلي قطاع العمارة والبناء بوجه خاص، لما له من تأثير واضح علي البيئة. فقد بدأ المعماريون يفكرون ويتساءلون عن الحكمة من وجود مباني صندوقية محاطة بالزجاج والفولاذ وتتطلب تدفئة هائلة وأنظمة تبريد مكلفة، ومن هنا تعالت أصوات المعماريين المتحمسين الذين اقترحوا العمارة الأكثر كفاءة في إستهلاك الطاقة. كما بدأوا باستكشاف وبلورة التصاميم المعمارية التي ركزت على التأثير البيئي والاقتصادي طويل المدى أثناء تشغيل وصيانة المباني وكانوا بذلك ينظرون لما هو أبعد من التكاليف الأولية للبناء. وبدأت تتشكل اتجاهات معمارية لم تكن مألوفة من قبل، بالرغم من أن معظم هذه الاتجاهات تمثل ولادة عصرية لمفاهيم استعملها الإنسان منذ القدم في بناء مسكنه وتعايشه مع بيئته، ومن هذه الاتجاهات الداعية للتصدي للإنتهاكات البيئة ومراعاة البيئة هو اتجاه العمارة الخضراء Green Architecture, والتي كان ظهورها في عصر يشهد فيه العالم تقدماً هائلاً في التقنيات التكنولوجية بوجه عام وتكنولوجيا المعلومات والتكنولوجية الرقمية وتكنولوجيا النانو بوجه خاص، والتى كان لها أثر واضح علي العمارة حيث التحمت العمارة بالرقمية والمعلوماتية، لذا فقد أصبح من الصعب تجاهل هذه الثورة التكنولوجية في مجال تصميم المبنى وإدارته، وأصبح السؤال الذي يفرض نفسه, كيف نستغل هذا التقدم التكنولوجي لعمل عمارة تراعي بيئتها وتتوافق معها؟ وقد بدأت هذه التوجهات البيئية تؤتي ثمارها في الدول الغربية، إلا أنها ما زالت في مهدها في المنطقة العربية. والطفرة في مجال البناء وخصوصا في دول الخليج ضاعفت إستهلاك الطاقة والموارد بوتيرة فاقت كل التوقعات, وهذا يحتم زيادة الاهتمام بأساليب تصميم بديلة لتحقيق إدارة أفضل للثروات الطبيعية والتقليل من حجم الأضرار الناجمة على البيئة.