Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
إطار مقترح لتنمية إرادة القادة الإداريين لمواجهة المشكلات البيئية والاجتماعية:
المؤلف
عبد الله، سمر سمير علي.
هيئة الاعداد
باحث / سمر سمير علي عبد الله
مشرف / جيهان عبد المنعم رجب
مشرف / علي محمد عبد الوهاب
مناقش / جمال شفيق أحمد
مناقش / الفرحاتى السيد محمود الفرحاتي
تاريخ النشر
2018.
عدد الصفحات
158ص.:
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
العلوم البيئية (متفرقات)
تاريخ الإجازة
1/1/2018
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - معهد البيئة - العلوم الاقتصادية والقانونية والإدارية البيئية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 158

from 158

المستخلص

ملخص الدراسة
مقدمة:
خص الله سبحانه وتعالى الإنسان بالإرادة، فهي سر من أسرار تفضيل الإنسان على سائر كل الكائنات الأخرى وكنز من الكنوز التي حبَا الله بها للإنسان، فإنه قادر على التحكم فيها وتوجيهها، فهي سبب في نجاح الأفراد والأمم وتقدمها.
وكل إنسان على الأرض لديه أصل الإرادة، والفرق بين إنسان وآخر هو كيفية استخراج هذا الكنز واستخدامه بطريقة سليمة، فالإرادة هي الهمة العالية لأصحاب النفوس التي تتوق إلى الرقي والتقدم، ولكن الضعف الذي يصيب البعض نتيجة لتركيز نظره في إطار معين وكأنه لا يعرف سوى هذا الإطار أو الطريق، فإن ذلك يضعف من همته وإرادته. وإن قوة الإرادة بعد توفيق الله هي السبيل للوصول لتخصص مناسب وطريق لاكتساب مهارات جيدة ووسيلة للإبداع، إنها العزم على فعل كل شيء حسن وترك كل شيء سيء ... فهناك شعوبًا بأكملها غيرت مجرى حياتها وغيرت سياساتها وقيادتها وشكل بلادها بالإرادة والعزيمة.
ويحاول الإنسان جاهدًا أن يحقق قدرًا من الانسجام بينه وبين المجتمع حتى يتسنى له التعايش معه، ومن هنا تبرز الإرادة الجماعية إلى جانب الإرادة الفردية، والعمل الإداري يجب أن يكون محددًا ويكون لدى المرؤوسين وعي كامل به وبجوانبه ومتنبئًا بنتائجه الأساسية، كما أن هناك ما يضيف للإنسان قوة على قوته مثل قسوة العالم الخارجي بما يتضمنه من بشر وأشياء ومواقف، وحرية الإرادة في الدين تعني أن الله سبحانه وتعالى يترك للإنسان سلطة في اختياراته والطريق الذي يريده كقول الحق سبحانه وتعالى: ”مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاء لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُومًا مَّدْحُورًا. وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا. كلاً نُّمِدُّ هَـؤُلاء وَهَـؤُلاء مِنْ عَطَاء رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا” (الإسراء، الآية: 18، 19، 20)، كما أن الإرادة في الأخلاق تعني أن الفرد مسئول ومقيد أخلاقيًا في تصرفاته، فقد قال الشاعر حافظ إبراهيم: ”إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا”
ويعنى ذلك أن الأخلاق هي أساس للإرادة وإن ذهبت الأخلاق ذهبت الأمم، فلا يفيد هنا إرادة أو أي شيء آخر لعلو الأمة، أما حرية الإرادة في العلم تعني تصرفات الجسد بما في ذلك العقل.
كما لا يستطيع الإنسان القيام بأي عمل أو نشاط دون ملكة الإرادة، فإن تحرك أو تكلم أو فكر أو أحس بشيء تكون هذه الأعمال كلها بدافع الإرادة، كما يمكننا القول هنا أن لا حياة بدون إرادة، وترتبط الإرادة ارتباطًا وثيقًا بالاستنتاج، لأن الإرادة بدون استنتاج ومفاضلة بينها وبين الأشياء يكون الناتج مجرد حركات وأفعال آلية يقوم بها الإنسان ليس لها أي هدف أو نتيجة.
ومن هنا يمكن القول بأن الإرادة هي التي تخلق الفكر ويبدأ العقل في بلورة هذا الفكر، ثم كيفية تنفيذه، وتعتبر الإرادة هي المحرك لرغبة الإنسان فإذا تأمل الإنسان داخله فإنه يكتشف أنه مجرد ”إرادة” تحركه وتوجهه، إذًا فالإرادة هي محور ومبدأ الوجود وهي المبدأ الذي يعبر عن الكون بأسره ويجسد الطبيعة، فالإرادة القوية يجب أن تعضد (تعزز) بالعلم والحكمة فقد تكون الإرادة القوية التي تفتقد للعلم والحكمة لها مردود عكسي على صاحبها، فقد يضغط الإنسان على نفسه فيغالي وبذلك يصل إلى درجة تعذيب النفس والجسد وينهار ويتحطم، وإنسان آخر قد يستخدم إرادته القوية فيفرض سيطرته على مجموعة من الناس ويقودهم للإجرام وآخر من قوة إرادته يغامر بنفسه وغيره مغامرات تقوده للهلاك، وهنا نقول أنه يجب تحكيم العلم والحكمة بجانب قوة الإرادة والإيمان بالله سبحانه وتعالى لنصل إلى تحقيق الأهداف التي يسعى إليها الإنسان بدون أي خسائر من أي نوع. فإنه يحتاج لقوة الإرادة للثبات أمام عوامل التثبيط والفتور سواء التي تأتي من داخل أنفسنا أو من الخارج، كما نحتاجها للتغلب على الكسل والفتور والمخاوف التي من الممكن ألا يكون لها أساس من الصحة، كما أن قوة الإرادة تحمي الإنسان من الانسياق وراء الجموع الضالة التي لا تعرف طريقها، فالإنسان بطبيعته يميل إلى الانسياق وراء الكثرة وموافقتهم، ويرى في نفسه صعوبة في الاختلاف عنهم ومفارقتهم.
ومن هنا يتضح أنه لا يجب أن نساير الجموع بدون تفكير، ولكن يجب أن يكون هناك قائد لكل مجموعة يرشدها ويوجهها ويضع لها الأهداف والخطط.
والإرادة لا تظهر في الجسم وحده بل أيضا في كل المظاهر الطبيعية البشرية، فحياة الإنسان هي سلسلة من رغبات لا تهدأ، وكفاح مستمر من أجل الحياة وتوفير القوت والإبقاء على النوع، ومن هنا يبدأ دور الإرادة في تحقيق هذه الرغبات والحفاظ على الحياة.
فإن إحداث أي تغيير في أي مجتمع يحتاج إلى إرادة حقيقية ورقابة صارمة ومتابعة صادقة وإقرار بالصواب والخطأ وتوافق بين القيادة والمجتمع وأهداف واضحة المعالم ودراسة جيدة لحال البيئة المراد تغييرها، فالتغيير في حد ذاته هو إرادة.
مشكلة الدراسة:
ويمكن بلورة مشكلة هذه الدراسة في الأسئلة الآتية:
1. ما هي المقومات الشخصية للقادة الإداريين والتي يجب توافرها لديهم بما يعمل على توفير البنية السلوكية لتنمية إرادتهم كقادة؟
2. كيف يمكن أن يكون لتنمية إرادة القادة الإداريين دورًا إيجابيًا وفاعلا في حل المشكلات البيئية والاجتماعية؟
3. كيف يمكن أن تساهم عملية تنمية إرادة القادة الإداريين في حل المشكلات البيئية والاجتماعية التي تتعرض لها المنظمة والعاملين؟
4. ما مدى تأثير الإرادة القوية لدى القادة في زيادة فاعلية دور المنظمة في المجتمع؟
5. هل وجود إرادة لدى القائد الإداري تعني تحقيقه لذاته من خلال وضع نظام خاص به يتواءم مع حل المشكلات التي تواجهه؟
أهداف الدراسة:
هدفت هذه الدراسة إلى ما يلي:
1. التعرف على ما إذا كانت هناك علاقة بين توافر الإرادة لدى القادة الإداريين وتحقيق أهداف المنظمة.
2. معرفة أهمية الدور التي تقوم به الإرادة في دافعية القادة الإداريين وسلوكياتهم وقراراتهم.
3. اكتشاف وتوصيف وتحليل العناصر الشخصية والتنظيمية والبيئية المؤثرة في تكوين إرادة القادة الإداريين.
4. دراسة تأثير تنمية إرادة القائد الإداري على زيادة فاعليته في حل المشكلات البيئية والاجتماعية.
5. اكتشاف وتحليل وتقييم سبل تنمية الإرادة لدى القادة الإداريين.
6. الوصول إلى إطار مقترح لتنمية الإرادة لدى القادة الإداريين لحل المشكلات البيئية والاجتماعية.
فروض الدراسة:
1. يوجد تأثير معنوي للخصائص الشخصية والسلوكية للقادة الإداريين وتنمية إرادتهم.
2. يوجد تأثير معنوي بين قوة إرادة القادة الإداريين وقدرتهم على مواجهة المشكلات البيئية والاجتماعية.
نتائج الدراسة:
وفى ضوء تحليل البيانات واختبار الفروض توصلت الدراسة إلى النتائج التالية:
بالنسبة للفرض الأول:
1. أن الخصائص الشخصية للقادة الإداريين وما تحويه من أبعاد (القيم والدوافع والكفاءة) لها تأثير قوى وذو دلال معنوية على تنمية قوة الإرادة لدى القادة الإداريين.
2. وجود علاقة ارتباط قوية بين تنمية قوة الإرادة والقيم والدوافع والكفاءة المجتمعية.
3. أن المقومات الشخصية التي ناقشتها الباحثة خلال طيات الرسالة لها تأثير جوهري وذو دلال معنوية على إرادة القادة الإداريين.
وبناء عليه يمكن القول بأن هناك علاقة طردية بين المتغير المستقل والممثل في الخصائص الشخصية للقادة الإداريين وتنمية الإرادة، بحيث أن زيادة الاهتمام والوعي بالخصائص الشخصية وأبعادها ينتج عنه تنمية قوة الإرادة لدى القادة الإداريين والعكس صحيح.
وتتلخص نتائج التحليل الإحصائي للفرض الثاني فيما يلي:
1. أن بُعد الحماس والالتزام يعتبر بُعدا ذو دلالة معنوية أعلى تأثيرًا على قدرة القائد على حل المشكلات البيئية والاجتماعية، كما أنه يُعد من أهم أبعاد تنمية قوة الإرادة لدى القادة الإداريين.
2. بالنظر إلى نتائج التحليل الإحصائي تبين أن الحماس والالتزام والقدرة على اتخاذ القرارات وتنفيذها لها تأثير على قدرة القائد على حل المشكلات البيئية والاجتماعية.
التوصيات:
وضع إطار مقترح للربط بين السمات الشخصية للقائد الإداري وعناصر الإرادة حيث توصلت الباحثة إلى:
- أن هناك أهمية لخصائص القيادة وعناصر الإرادة والتي تؤثر تأثير طردي على قدرة القائد في اتخاذ القرارات وتنفيذها وبناءًا عليه ورأت الباحثة أن الإطار المقترح التالي هو النموذج الذي يحتذى به في تنمية إرادة القادة الإداريين، حيث أثبتت الدراسات التي قامت بها الباحثة على الشركة المصرية للاتصالات قطاع نيابة نظم المعلومات هذا التأثير والتؤثر والذي من خلاله تحقق الشركة أهدافها المرجوة.
- أن هناك علاقة وثيقة بين خصائص القادة الإداريين وسمات الإرادة حيث أن العزيمة والصبر والمثابرة تتضح من خلال الخصائص الشخصية للقائد والتي تتمثل في الاستماع لمن حوله والتعاطف معه والتعامل بأسلوب القائد المثالي الذي يضع نصب عينه فريقه وأن سلوكه هو المثل الأعلى لكل فرد في فريقه.
- أن من المميزات الرئيسية للقائد التواضع والنزاهة والتي تتجلى دائما في القائد المثالي وتكمن في تنمية قدرته على التحكم في ضبط النفس والعاطفة وقوة الوعي لما حوله وامتلاكه للتحكم الحقيقي في الذات.