الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص في الوقت الذي ظن فيه الجميع بأن الفكر الشيعي في العالم الاسلامى قد سار إلى انحسار شديد ينبئ عن قرب نهاية, وذلك في منتصف القرن الرابع الهجري/ العاشر الميلادي, جاءت الأحداث التالية لتفصح لنا عن احانة الوقت لبداية حقيقية لدولة التشيع, التي أعلنت عن نفسها بكل ما تحمله من معاني وأفكار, عندما استولى الفاطميون على مصر في سنة (358هـ-969م) وأزاحوا الستار عن أول خلافة شيعية في العالم الاسلامى. وكان من الطبيعي في تلك المرة أن يكثف الشيعة كل خبرات السنين الماضية الأليمة, التي كان العامل الأول فيها هو سوء فهمهم لطبيعة الأحداث التاريخية الجارية من حولهم, والتي من شأنها تسهيل مهمة جماعة كهؤلاء, للوقوف على كيفية ناجحة لتحقيق هدفهم الأول الذي لم يقف عند حد الاستقلال بالحكم في ولاية من الولايات الإسلامية, بل تعداه إلى محاولة إعلاء كلمة التشيع باعتبار أن ذلك هو المبدأ الأول و الرئيسي الذي ينبغي أن يكون عليه العالم الاسلامى بأثره, فعلى الرغم من أن العلويين في بداية أمرهم قد استضعفوا من الجانب الأموي, وهو الأمر الذي جعلهم بعد ذلك يدخلون دور الستر, إلا أنهم ومع ذلك تناسوا أن القوة التي كان مصدرها الأول في تلك الأثناء ما يسمى بالعصبية, كانت تحتاج في الوقت نفسه إلى كسب الأتباع بكافة الطرق والوسائل, بشرط أن يكون ذلك نابعا من هؤلاء الأتباع الراغبين في الاستفادة من تلك القوة, في الوقت الذي لا يدركون معه بدقة أهمية الدور الذي يلعبونه لصالحها, إلا أن العلويين قد اندفعوا وراء كسب الأتباع عن طريق الدعوة والإقناع, مما أدى بهم بالضرورة إلى اجتياز العالم الاسلامى كله للبحث عن أفضل نقطة للانطلاق. |