الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص لم تعد البحار مجرد وسيلة من وسائل الاتصال بين الدول فحسب، بل أصبحت تشكل مصدرًا هامًا لحياة البشر نظرًا لما تحتويه من ثروات حية وغير حية تشكل مصدرًا غذائيًا واقتصاديًا هامًا للدول لا يمكن إنكاره أو تجاهله، ولا نغالي إذا ما قلنا أن البحار التي تمثل أكثر من 70% من المساحة الإجمالية للكرة الأرضية قد أصبحت اليوم معقل الرجاء الذي تتجه إليه البشرية لتجد فيها إمكانات الثروة الغذائية والمعدنية والطاقة البترولية وغيرها من الموارد الطبيعية التي عجزت اليابس عن تقديمها. فقبل حلول القرن العشرين لم يتم استخدام البحار والمحيطات إلا لأغراض الصيد والملاحة، وعلى الرغم من تواصل الجهود الحثيثة الساعية إلى وضع نظام قانوني ملزم لأعضاء المجتمع الدولي منذ القرن الثامن عشر، إلا أن جميع تلك القواعد التي جري العمل بها في تلك الفترة كانت دائمًا مصدرًا للنزاعات الدولية، غير أنه ومع مطلع القرن العشرين ونتيجة للتطور المتسارع في تكنولوجيا البحث والتنقيب، فقد أصبح من الممكن الوصول إلى الثروات البحرية في أعماق البحار والمحيطات، وهو الأمر الذي دفع الدول إلى تكريس إمكاناتهم التكنولوجية المتوافرة لديهم في استكشاف واستغلال تلك الثروات الكامنة منذ أمد بعيد في قيعان البحار والمحيطات، والتي كانت في الماضي صعبة المنال إدراكًا منهم بأهمية تلك الموارد الهائلة في تحقيق رفاهية الشعوب وما يمكن أن تقدمه من حلول لأزمات الغذاء والطاقة في ظل زيادة الطلب عليها نتيجة للزيادة السكانية المتنامية خاصة في ظل تضاؤل ثروات اليابس الآخذة في النضوب بما قد يُهدد مستقبلًا حياة الكثير من البشر على سطح الكوكب الأزرق. |