الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص يعتبر النظام الضرائبي –الجبائي- مرآة تعكس نظام الدول من كل النواحي، ومصدر أساسي تعتمد عليه الدول في توفير نفقاتها، وتأمين موارد دخلها، لذلك تهدف هذه الدراسة إظهار المكانة والأهمية للضرائب في الاقتصاد الأندلسي عبر تاريخه، سواء في عواقبها المالية من جهة أو الاجتماعية والسياسية من جهة أخرى، وبخاصة إن هذه الفترة قد تميزت بوجود مرحلتين؛ مرحلة أولى ظلت تلتزم فيها الدولة بما يقره الشرع في الميدان الضرائبي، شهدت فيها هذه الدول نوع من الاستقرار السياسي والازدهار الاقتصادي، وتفوق من الناحية العسكرية. وفي بعض الاستثناءات التي فرضت واستحدثت فيها الدولة الضرائب ظلت مقبولة ومستساغة من قبل العامة، لتنتقل لمرحلة أخرى اتسمت بكثرة الضرائب وتنوعها وتشعبها، وتفاقمها لتطال كافة الطبقات والشرائح الشعبية، وتبنت الدولة في بعض الأوقات السياسة الدعائية لكسب شرعيتها من خلال الالتزام بما يفرضه الشرع في هذا الخصوص، والتي على ما يبدو كانت مرحلة انتقالية وبالفعل استطاعت أن تنجح في كسب ود العامة، غير أن الفقهاء المغاربة والأندلسين اعتبروها فيما بعد حجة تطعن في مشروعية حكمهم. |