الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص تعد عملية مشاركة الأفراد في إدارة الشؤون العامة للدولة من الحقوق الأساسية التي حرصت المواثيق الدولية على تأكيدها وفي مقدمتها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان عام 1948، والعهدين الدوليين الخاصين بالحقوق المدنية والسياسية، إذ أكدت على حق كل فرد في الاشتراك في إدارة الشؤون العامة لبلاده إما مباشرةً وإمّا بواسطة ممثلين يختارون اختيارًا حرًا( ). وقد كانت الديمقراطية انعكاسًا للمحاولات التي بذلتها البشرية للتوصل إلى أنسب الوسائل لتحقيق مشاركة أفراد المجتمع في إدارة شؤونه على أكمل وجه، وإنّ هذه المحاولات ترجع إرهاصاتها الأولى إلى سنوات طويلة تمتد إلى آلاف السنين قبل الميلاد، التي شهدتها الحضارات القديمة في مصر وبابل وأثينا وروما. فإنّ الديمقراطية لم تظهر فجأة، بل إنّها وليدة تجربة إنسانية عميقة، فهي قديمة قدم المجتمع البشري ذاته ولا يمكن أن تنسب إلى مجموعة معينة من الدول وذلك لأنّها حصيلة نضال الإنسانية بشعوبها الكثيرة. وقد ظهر مصطلح الديمقراطية ليعكس رغبة الشعوب في إيجاد آلية تتيح لأفرادها المشاركة الفعّالة في إدارة شؤون المجتمع والدولة. وكانت الديمقراطية المباشرة أولى الخطوات التي نظمتها البشرية في هذا الصعيد. إذ كان يمارس الشعب الحكم بنفسه من غير وسيط في كل مجالات الحكم، وفي ظلّها لا تكون هناك مجالس نيابية، ولا تطبّق إلا عندما يكون عدد السكان محدودًا، ولذلك أخفق هذا النظام ممّا اضطرّت الشعوب إلى إيجاد نظام ثانٍ يمكن تطبيقه فظهرت الديمقراطية شبه المباشرة التي تعد صورة توافقية بين الديمقراطية المباشرة والديمقراطية النيابية، |