الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص فإن من حفظ الله لهذه الشريعة الإسلامية أن هيَّأ لها علماء مخلصين، بذلوا جهودهم وأوقاتهم فـي سبيل خدمتها ، تعلمًا وتعليمًا وتطبيقًا ودعوةً، حتى تركوا لنا تركة عظيمة هائلة في كمها وكيفها، وأصبحنا جميعًا- وخاصة الباحثين- مطالبين ببذل الجهود الكبيرة لخدمة هذا التراث العظيم، وتقريبه إلى الناس شرابًا سائغا لذة للشاربين، كل حسب جهده واستطاعته. ومن أولئك العلماء - بل من أبرزهم- الذين أسهموا بجهد وافر في بناء هذا الصرح الشامخ، ذلك الفقيه الحنفي الكبير محمد بن عبد الله بن محمد بن عمر أبو جعفر الفقيه البلخي الهندواني (ت362هـ)، والذي كان له دور كبير في خدمة المذهب الحنفي، ومن هنا فقد واتتني الرغبة في دراسة الآراء الفقهية لهذا الإمام، وجمع آرائه وفقهه من كتب المذهب الحنفي، وعامتها مشحونة غاصة بآراء هذا الإمام. 1- أهميةُ آراء أبي جعفر الهندواني الفقهيه عمومًا؛ حيث إنه يعد واحداً من محققي المذهب الحنفي و فقهائه الكبار، ومن الذين وضع لهم القبول بين علماء المذهب من الذين عاصروه أو جاءوا بعده، وكل هذا يعطي أهمية للمسألة المتناولة، وللبحث على وجه العموم. 2- إن مثل هذا الموضوع يقدم خدمة - ولو قليلة - لعلم هذا الإمام، ولا شك أن خدمة علماء الأمة من خلال دراسة آرائهم ، أو تحقيق مؤلفاتهم، مطلبٌ ملح، وأمل يراود طلاب العلم. 3- إن هذا الموضوع يعرّف الباحثَ على منهج أبي جعفر الهندواني - رحمه الله تعالى- فـي الاستدلال والتعارض والترجيح بين الأدلة ، ومدى موافقته ، ومخالفته لأصول مذهبه فـي ذلك. |