الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص إن للتفرقة بين مبدأ حِياد القاضي ومبدأ حِيدَته أهمية كبرى, حيث أن التفرقة بين المصطلحين السابقين يندرج ضمن المسار للخروج من أزمة المصطلح في قانون المرافعات, حيث يرى البعض أن حِيَادَ القاضي هو ألا تكون له عند مباشرته لوظيفته مصلحة ذاتية, بمعنى تجرد القاضي من أي ضغوط داخلية تمليها عليه مشاعره الخاصة, أو مصالحه المالية الذاتية . كل ذلك في صحيح النظر ليس هو الحِيَاد ولكنه الحِيدَة, فمبدأ حِيَاد القاضي يعمل كأداة فنية من أدوات آلية الأداء داخل الخصومة, وهو يختلف تماما عن مبدأ حِيدَة القاضي الذي يعني النزاهة, والتي هي روح القضاء, فبقدر ما يرتبط مبدأ الحِيَادِ بآلية أداء الوظيفة القضائية, يرتبط مبدأ حِيدَةِ القاضي بأخلاقيات الوظيفة القضائية التي تقوم على فكرة التجرد من الأهواء والميول . لا ريب في أن القضاء هو الجهة التي تختص بفض المنازعات بمقتضى القانون, وذلك من أجل إرجاع الحقوق لأصحابها، وتقتضي طبيعة هذا العمل أن تكون السلطة التي تمارس القضاء مستقلة ومحايدة. إن عصب السلطة القضائية هم القضاة, فهم حرّاس العدالة, ولقد جبلوا على بذل كل الجهود لإدراك العدل أو التقرب منه، فهم يسعون إلى حماية الشرعية والذود عنها وإذكاء روح السّلم الإجتماعي وسريان الأحكام على الجميع. |