Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
خصوصية المكان القصصي في إبداع منى سعيد :
المؤلف
أنور، فاطمة حسن عزمي.
هيئة الاعداد
باحث / فاطمة حسن عزمي أنور
مشرف / محمد عبدالله حسين
الموضوع
الأدب العربى - تاريخ ونقد. الأدب العربى - مصر.
تاريخ النشر
2018.
عدد الصفحات
230 ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
الأدب والنظرية الأدبية
تاريخ الإجازة
1/1/2018
مكان الإجازة
جامعة المنيا - كلية دار العلوم - الدراسات الأدبية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 231

from 231

المستخلص

وتكمن أهمية هذا الموضوع أسباب اختياره فيما يلي:
1. تميز إبداع منى سعيد بخصوصية مكانية واضحة؛ تجلت من خلال محاولة الكشف عن القضايا التي أثارتها الكاتبة في تناولها المتميز لملامح البيئة الساحلية والصحراوية والقرى والمدن المجاورة للبحر الأحمر، والذى كشف بدوره عن تباين واضح في العادات والتقاليد لكل مكان عن غيره، مما أوضح الروابط الاجتماعية في هذه البيئات ومدى انتماء الشخصيات لتلك الأماكن أو نفورها منها .
2. تميز إبداع منى سعيد بدقة الربط بين المكان وغيره من عناصر السرد، مما كشف عن تأثير خصوصية المكان على بقية عناصر السرد؛ ومنها) الشخصية، الحدث، الزمن، واللغة(، كما اتسم إبداع الكاتبة بدقة الوصف والصدق الفني؛ لطرقه الجوانب الاجتماعية والنفسية للشخصيات، وربط كل ذلك بالمكان البطل الذي تدور فيه الأحداث، فالكاتبة لم تحك عن مكان خرافي- لم تره-؛ فهي ابنة لبيئة البحر الأحمر، وقد أفادت من خصوصية تجربتها لتعالج قضايا تهم تلك البيئة.
3. قلة الدراسات التي قدمت عن هذه المنطقة في الأعمال الأدبية، والتي كان من المفترض أن تبرز ملامح خصوصية المكان لبيئة الساحل والصحراء الجنوبية المتاخمة للبحر الأحمر، مما دفع الباحثة لأن تفيد من تجربة الكاتبة المتميزة في ذلك المجال.
وبعد تناول هذا الموضوع بالعرض والدراسة توصلت إلى عدد من النتائج من أهمها:
1. استنبطت الباحثة بروز المكان بوصفه عنصرا سرديا عن بقية عناصر السرد الأخرى، فكان هو المستأثر الأول بالخصوصية ومصدّرها إلى بقية عناصر السرد لتدور في فلكه وترتسم حوله في سلسلة مترابطة.
2. برزت خصوصية المكان بوصفه عنصرا سرديا رئيسيا، تشكلت أهميته من كونه محورا، وفقرة رئيسية في سلسلة السرد المترابطة؛ فكان المكان بطلا وصانعا للأبطال التي تحاورت فيما بينها لينشأ الصراع تبعا لتنوع الأماكن بين الصحراوي والساحلي -تارة-، وبين القرية والمدينة - تارة أخرى-.
3. كشفت أنواع المكان عند منى سعيد عن خصوصية اتصفت بها الأماكن بما شكل خصوصيتها التي انعكست على سائر عناصر السرد، كما كشفت تلك الأنماط عن تأثر منى سعيد بالمكانين الصحراوي والساحلي بشكل أكبر منه في القرية والمدينة؛ ذلك بسبب أنها عاشت فيهما بشكل أكبر, فكان كل من الصحراء والساحل مكانا لمولد الكاتبة وصباها وشبابها، وكانا مسرحين لكثير من الأحداث التي شكلت شخصية الكاتبة ونوعية كتابتها التي تهتم بالمرأة والرجل، وكان كل ذلك في إطار خاص هو المكان.
4. استندت الكاتبة في رسم خصوصية المكان إلى المكان الواقعي إلى جانب المكان الخيالى في بعض الأحايين؛ فتنوعت الأماكن بين ما هو حقيقى وما هو خيالي مأمول، وتنوعت معهما الخصوصية حسب الانتقال بينهما، وعبرت الخصوصية في ذلك عن دورها البارز في تشكيل البعد النفسي للشخصية، وعن تأثيرها على سائر العناصر السردية.
5. تجلت خصوصية المكان من خلال علاقتها بالشخصية، وتأثيرها وتأثرها بها، فكان المكان مسرحا ولوحة ترسمها أفعال الشخصيات وفي الوقت نفسه كان الكاشف عن الجانب النفسي الخفى لتلك الشخصيات، التي شكل المكان ملامحها وتنوعت بتنوعه إلى ثلاثة أنواع؛ أولاهما الشخصية الواقعية المستسلمة, وثانيهما الشخصية المتمردة، وثالثهما الشخصية الرمزية، وفي كل تلك الأنواع كان المكان عاملا رئيسيا في ثورة الشخصية تارة، وفي استسلامها تارة، وفى غموضها ورمزيتها تارة أخرى.
6. تشكل الحدث القصصي تبعا لتنوع نوع الحبكة التي جاءت بين ثلاثة أنواع (الحبكة المتماسكة- الحبكة المفككة- الحبكة المركبة)، وكانت خصوصية المكان هو الرابط الخفي بين تسلسل الأحداث القصصية.
7. اشتجر الزمان بالمكان في قصص منى سعيد؛ فكل منهما يخدم الآخر ويوضح البعد الخفي في كل منها على قارئ النص، فإذا كان المكان هو الحيز المادي الظاهر المحسوس الذي يوضح أين وقعت الأحداث؛ فإن الزمان هو العنصر المعنوي الذي يوضح متى وقعت تلك الأحداث ، وتنوع الزمان على ذلك بين الزمان الواقعي الطبيعى، وبين الزمن النفسي المتخيل، وكان الأخير أكثر تكرارا في إبداع منى سعيد لقدرة الكاتبة على الغوص في أعماق الشخصيات ورسم ملامح ذلك النوع من الزمن بشكل أكبر من الزمن الواقعي المتعارف عليه، وعلى الدوام كانت خصوصية المكان هى الرابط ومحور الانتقال بين الزمان بشقيه الواقعي والنفسي.
8. جذبت الكاتبة انتباه القارئ على الدوام بالمفارقة الزمنية، التي تدهش القارئ بين توقف الكاتبة لاسترجاع أحداث ماضية تارة، وتوقفها لاستشراف أحداث لم تحدث بعد تارة أخرى، وكان للمفارقة الدور الفاعل مع الحوار الداخلي(مناجاة- مونولوج) في رسم ملامح الصراع الداخلي الغالب على إبداع منى سعيد عنه بشكل أكبر من الصراع الخارجي، مما يوضح تأثر الكاتبة بالزمن النفسي والحوار الداخلي والصراع الداخلي, وكان كل ذلك بسبب خصوصية المكان الذي عاشته في طفولتها وصباها وراحت تسترجعه على الدوام وتتمنى عودته.
9. تنوعت التقنيات القصصية عند منى سعيد؛ لتسريع الزمكان تارة (بتقنيتى الحذف- الخلاصة), ولإبطائه تارة أخرى (بتقنيتى الوصف – المشهد) وقد أسهم ذلك التنوع في إثراء خصوصية المكان وتنوعه.
10. كانت خصوصية المكان هي المحفز الأول للتنوع اللغوي والحواري الذي جاء على لسان شخصيات تأثرت بتلك الخصوصية وراحت تنطق اللغة العامية مرة، واللغة الرمزية مرة، ولغة الأحلام مرة، وهذا التنوع إن دل فإنما يدل على تأثير الخصوصية في كافة عناصر السرد وعلى رأسها اللغة.
11. جاءت اللغة اليومية في قصص منى سعيد لتعبر عن العوام بطريقة بسيطة متداولة؛ كي يشعر القارئ بخصوصية المكان الواقعي، وبأنه يلمس الشخصيات بيده وبأنها ليست غريبة عنه على الإطلاق، ومن ثمّ تنشأ الألفة بينها وبينه.
12. كشفت كل من اللغة الرمزية ولغة الأحلام عن مهارة الكاتبة في التلاعب باللغة وجعلها وسيلة لرسم ملامح وخصوصية المكان الرمزي والفضاء المتخيل في ذهن قارئ النص القصصي، وقد استخدمت الكاتبة تلك اللغة لتعبر عن الأشياء التي لم تستطع البوح عنها بطريقة مباشرة، لتترك للقارئ حرية تشكيل ملامح الخصوصية تبعا لميوله ورغباته، والهدف من ذلك هو خلط المكان الواقعي بالمكان الرمزي المأمول الذي تحلم به؛ ليتصارعا وتترك الحكم للقارئ في النهاية، الذي يهرب عبر الحلم والرمز غالبا لينتصر في النص القصصي وإن كان فعليا مهزوما في الواقع.
13. ساعدت لغة الحوار بأنواعه(الداخلي- الخارجي) في الكشف عن وعي الشخصيات وطبيعتها , وانفعالها, وتأثيرها وتأثرها, وانتمائها ونفورها, والتزامها وسلبيتها وتنوعها حسب مستواها الاجتماعي والثقافي والفكري؛ الذي يجعلها تنطق بلغة العوام أحيانا في حوارها ولغة الصفوة أحيانا أخرى، وكل ذلك في إطار عام من الخصوصية المكانية البارزة التي تشكل الحوار الذي يجرى في فضائها.